تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هل يصح أن يُقال بأن في القرآن سجع؟

ـ[أنس الشهري]ــــــــ[11 - 05 - 08, 06:14 م]ـ

آمل التكرم بإيفادتي عن بحث (معاصر) تناول هذه المسألة بتوسع

وشكراً

ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[12 - 05 - 08, 02:21 ص]ـ

بارك الله فيك

لم يختلف قول من تقدم من العلماء ومن تأخر منهم (المعاصرون)، في عدم وصف كلام الله تعالى بالسجع.

لأن السجع في لغة العرب لا يقع إلا عن تكلف، وكلام الله تبارك وتعالى منزهٌ عن ذلك.

ولذا نسب السجع صلى الله عليه وسلم للكهان، فهو سمةٌ من سمات حديثهم.

ونصَّ علماء البلاغة .. في أبواب البديع منها: على أن الإطلاق الصواب في آيات الكتاب هو (فواصل الآي).

لذلك عليك -إن أردت البحث عن دراسات معاصرة- أن تبحث عن الفاصلة في القرآن.

فهو التسمية الدارجة في الأبحاث المعاصرة للمسألة.

بالتوفيق يا أخي.

ـ[ابن وهب]ــــــــ[12 - 05 - 08, 03:28 ص]ـ

أخي الحبيب نقل الاتفاق على المنع محل بحث

وانظر على سبيل المثال

المثل السائر

وأيضا ما كتبه الشهاب الخفاجي

وكذا غيره من العلماء

قال الحموي

(

قلت السجع مأخوذ من سجع الحمام واختلف فيه هل يقال في فواصل القرآن أسجاع أم لا

فمنهم من منعه ومنهم من أجازه والذي منع تمسك بقوله تعالى كتاب فصلت آياته فقال قد

سماه فواصل فليس لنا أن نتجاوز ذلك)

وفي سر الفصاحة

، وأما الفواصل التي في القرآن فإنهم

سموها فواصل ولم يسموها أسجاعاً وفرقوا فقالوا: إن السجع هو الذي يقصد في نفسه ثم

يحمل المعنى عليه، والفواصل التي تتبع المعاني ولا تكون مقصودة في أنفسها، وقال على بن

عيسى الرماني: إن الفواصل بلاغة، والسجع عيب، وعلل ذلك بما ذكرناه من أن السجع

تتبعه المعاني والفواصل تتبع المعاني، وهذا غير صحيح والذي يجب أن يحرر في ذلك أن

يقال: إن الأسجاع حروف متماثلة في مقاطع الفصول على ما ذكرناه، والفواصل على

ضربين؛ ضرب يكون سجعاً وهو ما تماثلت حروفه في المقاطع، وضرب لا يكون سجعاً

وهو ما تقابلت حروفه في المقاطع ولم تتماثل، ولا يخلو كل واحد من هذين القسمين أعني

المتماثل والمتقارب من أن يكون يأتى طوعا سهلا وتابعا للمعاني وبالضد من ذلك؛ حتى

يكون متكلفاً يتبعه المعنى، فإن كان من القسم الأول فهو المحمود الدال على الفصاحة

وحسن البيان، وإن كان من الثاني فهو مذموم مرفوض.

فأما القرآن فلم يرد فيه إلا ما هو من القسم المحمود لعلوه في الفصاحة وقد وردت فواصله

متماثلة ومتقاربة؛ فمثال المتماثلة قوله تعالى: "والطور وكتاب مسطور، في رق منشور،

والبيت المعمور" وقوله عز اسمه " طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى، إلا تذكرة لمن يخشى،

تنزيلاً ممن خلق الأرض والسموات العلى، الرحمن على العرش استوى" وقوله تبارك وتعالى:

"والعاديات ضبحاً، فالموريات قدحا، فالمغيرات صبحاً، فأثرن به نقعاً، فوسطن به جمعاً"

وقوله تبارك وتعالى: "والفجر وليال عشر، والشفع والوتر، والليل إذا يسر، هل في ذلك قسم

لذي حجر" وقوله تبارك وتعالى: "ألم تر كيف فعل ربك بعاد، إرم ذات العماد التي لم يخلق

مثلها في البلاد، وثمود الذين جابوا الصخر بالواد، وفرعون ذي الأوتاد الذين طغوا في البلاد،

فأكثروا فيها الفساد" وحذفوا الياء من يسرى والوادي طلبا للموافقة في الفواصل. وقوله

تعالى: "اقتربت الساعة وانشق القمر، وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر" وجميع

هذه السورة على هذا الازدواج، وهذا جائز أن يسمى سجعاً لأن فيه معنى السجع ولا

مانع في الشرع يمنع من ذلك. ومثال المتقارب في الحروف قوله تبارك وتعالى: "الرحمن

الرحيم ملك يوم الدين" وقوله تبارك وتعالى: "ق والقرآن المجيد بل عجبوا أن جاءهم منذر

منهم فقال الكافرون هذا شئ عجيب" وهذا لا يسمى سجعاً لأنا قد بينا أن السجع ما

كانت حروفه متماثلة.

فأما قول الرماني: أن السجع عيب والفواصل بلاغة على الاطلاق فغلط؛ لأنه إن أراد

بالسجع ما يكون تابعاً للمعنى وكأنه غير مقصود فذلك بلاغة والفواصل مثله، وإن كان يريد

بالسجع ما تقع المعاني تابعة له وهو مقصود متكلف فذلك عيب والفواصل مثله. وكما

يعرض التكلف في السجع عند طلب تماثل الحروف، كذلك يعرض في الفواصل عند طلب

تقارب الحروف، وأظن أن الذي دعا أصحابنا إلى تسمية كل ما في القرآن فواصل ولم

يسموا ما تماثلت حروفه سجعاً رغبة في تنزيه القرآن عن الوصف اللاحق بغيره من الكلام

المروى عن الكهنة وغيرهم، وهذا غرض في التسمية قريب. فأما الحقيقة فما ذكرناه لأنه لا

فرق بين مشاركة بعض القرآن لغيره من الكلام في كونه مسجوعاً، وبين مشاركة جميعه في

كونه عرضاً وصوتاً وحروفاً وعربياً ومؤلفاً، وهذا مما لا يخفى فيحتاج إلى زيادة في البيان.

ولا فرق بين الفواصل التي تتماثل حروفها في المقاطع وبين السجع. فإن قال قائل: إذا كان

عندكم أن السجع محمود فهلا ورد القرآن كله مسجوعاً وما الوجه في ورود بعضه

مسجوعاً وبعضه غير مسجوع. قيل: إن القرآن أنزل بلغة العرب وعلى عرفهم وعادتهم،

وكان الفصيح من كلامهم لا يكون كله مسجوعاً لما في ذلك من أمارات التكلف والاستكراه

والتصنع؛ لا سيما فيما يطول من الكلام فلم يرد مسجوعاً جرياً به على عرفهم في الطبقة

العالية من كلامهم. ولم يخل من السجع لأنه يحسن في بعض الكلام على الصفة التي قدمناها

وعليها ورد في فصيح كلامهم فلم يجز أن يكون عالياً في الفصاحة وقد أخل فيه بشرط من

شروطهاً، فهذا هو السبب في ورود القرآن مسجوعاً وغير مسجوع والله أعلم.

)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير