تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(6) بالتأمل في خطورة ما حدث، وما كان له من أثر في نفس د. الضامن يتضح أنه تأثّر كثيرا بما لحِقَهُ به من ظلم وإجحاف في حق ضاع منه هدراً، وأنه أحسَّ بمرارة الغَبْن الذي لحقه من جرّاء ما نُهِب منه، وثار ثورة عارمة أفقدته صوابه حتى صار يقول لمن لاقاه، ويُخبر كل من عرفه أن شخصا في المغرب اسمه د. توفيق العبقري قد سطا على المقدمة الثانية التي حققها من كتاب مرشد القارئ. وتحت وقْعِ هذا الانفعال النفسي الذي اجتاح كيان د. الضامن؛ صرخ باتهامه في وجه الزمن، وفي وجه د. توفيق، وأهاب بالجامعة التي ينتمي إليها د. توفيق أن تُحاسبه عن فِعْلَتِه. وشاع أمر السطو وذاع، ودخل الشبكة العنكبوتية.

(7) فماذا سُرِقَ، يا ترى، من الدكتور الضامن؟

ما حقيقة ما ضاع من د. الضامن؟ أو قل: ما سلخه منه د. توفيق؟ ماذا تُخفي فظاعةُ هذا الاتهام؟ بقراءة صك الاتهام يبدو وكأَنَّ هذا العالم العراقي الكبير، فَقَدَ بغدادَ مرتين؛ المرة الأولى حين اغتصبها آل بوش، والمرة الثانية حين سطا على تحقيقه د. توفيق؛ فضاعت منه بغداد أخرى، ضاعت منه يتيمة دهره. وما حملتْه نفسيةُ هذا العالم الكبير من مرارة وغَبْن ينمّ عن نفاسة وأهمّية وخطورة ما ضاع منه.

ولْيَعْلَم القارئ، منذ الآن، أن الاتهام يقع في شأن رُوَيْسِلَةٍ نشرها د. الضامن ناقصة، يوم نشرَها. وما نشره منها يقع في ست صفحات وسطريْن اثنيْن من الخط الكبير. ويوم ظهرت محقّقةً مطبوعةً في مجلة مجمع اللغة العربية بالأردن، جاءت في تسع صفحات. وموضوع هذه الرسالة شرح موجز لعشرين لفظاً من ألفاظ القراءات، مع شرح لاثنتين وثلاثين مفردة.

وفي الطبعة الأخيرة (في 2007م)، جاءت الرسالة في إحدى وعشرين صفحة، بزيادة ما لم ينشره د. الضامن في نشراته السابقة. ولعل القارئ يتساءل هنا، هل ضاع للدكتور أصلاً شيءٌ من الحق؟ سنرى ذلك الحق المغتَصَب.

أكان في هذه الرويسلة ما تاهت عنه عقول المسلمين؟ وهل أحدث بإخراجه لهذه الرويسلة ما ظلت بلاد المسلمين تنتظره أمدا بعيداً لتتعلّمَ منه ما فاتها من علمي التجويد وقراءة القرآن؟ أمن أجل هذا تمَّ الإعلان في مشارق الأرض ومغاربها عن ضرورة استرجاع ما ضاع؟

ثالثا: هل يقوم فضْلُ السَّبْقُ دليلا على الاتهام؟

مسألة فضل السبق:

كان للدكتور الضامن فضل السبق في تحقيق ما أسماه "مرشد القارئ إلى تحقيق معالم المقارئ". فقد حقق هذه الرسالة ناقصة أول مرة بمجلة المجمع الأردني سنة 1995، ثم ظهرت في ثلاث طبعات ما بين سنة 1999م وسنة 2007م، في دور نشر مختلفة ومدن مختلفة. ورأينا أن د. توفيق لم يُحقق الرسالة إلا سنة 2004م

ولكن أيعني سبقُ د. الضامن أن لا يأتي بعده أحدٌ بإمكانه أن يتناول ما كان له فضل السبق إليه؟ هل يعني السبق أن د. الضامن ما ترك شيئا لمن سيأتي من بعده؟ وهل الكُتُب التي حققها د. الضامن لم يَسَبِقْه أحدٌ إلى تحقيق واحد منها؟ وهل الكتب التي حققها لم يأت بعده من يُعيد تحقيقها؟

إن تواريخ الكتب المحققة في العصور الحديثة تُوَضِّحُ أن كثيرا من الكتب أعيد تحقيقُها أكثر من مرة؛ إذا ظهرت نسخٌ جديدةٌ تستدعي إعادة تحقيقها، أو دعت ضرورة من الضرورات العلمية إلى ذلك.

والمثير للانتباه هنا أن د. حاتم الضامن قد سبقه إلى نشر الرسالة الأولى من هذا الكتاب د. محمد يعقوب تركستاني، وهي بعنوان" مخارج الحروف وصفاتها" فأعاد ذ. الضامن نشرها وتحقيقها بعد عثوره على نسخة ثانية، وهي نسخة مكتبة تِشستربيتي، فلم يتهمه أحد بالسطو على تحقيق د. تركستاني، ولم يعتبره أحد "من مافيا سَلْخ حقوق العلماء". وهذا يدعو إلى الاستغراب، كيف لا يتهمُ د. الضامن نفسه أولا بالسطو، ويشهد على نفسه بسلخ حقوق العلماء؟ إذا كان كل من عثر على نسخة ثانية لرسالة تم تحقيقها في السابق، فأعاد تحقيقها؛ يُعدُّ من"مافيا سلخ حقوق العلماء".

لِمَ لم ينهض د. تركستاني ويقول للدكتور الضامن لقد سطوْتَ على تحقيقي، الذي ظهر أول مرة بتاريخ 1984؟ كيف سمح د. الضامن لنفسه أن يُدين مَن فعَلَ فعلتَه؟

لِمَ أعاد د. توفيق إخراج هذه الرسالة؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير