تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والنظر أحد الحواس الهامة في الحفظ، ولذلك لزم أن تثبت الشكل الذي تحفظه منه حتى يعتاد النظر عليه، فحافظ على رسم واحد للمصحف الذي تحفظ منه أو تقرأ فيه .. وحاول أن تشتري عدداً كبيراً من المصاحف التي لها نفس الرسم وبأحجام مختلفة .. فهذا مصحف في البيت، وهذا مصحف في العمل، وهذا مصحف في السيارة، وهذا مصحف في الجيب، وهذا مصحف عند الوالد، وهذا مصحف في المسجد، وهكذا كلما ذهبت إلى مكان قرأت من نفس المصحف فينطبع شكل الصفحة في ذهنك، وبذلك تستغل نعمة النظر في الحفظ ..

وأنصح باستخدام مصحف المدينة المنورة في الحفظ، وذلك لمن لم يبدأ بعد في الحفظ في مصحف آخر، وترجع أهمية هذا المصحف إلى ما يلي: ..

· أولاً: هو أكثر المصاحف شيوعاً الآن، وبكل الأحجام وفي كل الأماكن فسيسهل عليك جداً أن تجده حتى تراجع فيه ما تحفظ ..

· ثانياً: الكتابة فيه واضحة جداً، والخطوط سهلة القراءة.

· ثالثاً: يتميز هذا المصحف بحسن الترتيب، فليست هناك آية ـ في أغلب المصحف ـ مقسومة على صفحتين، بل تنتهي الصفحة غالباً بآخر الآية، وهذا ـ ولا شك ـ يعين على حفظ الآية ..

وبمناسبة الكلام على الحواس، فإننا نستطيع أن نلخص الحواس المستخدمة في الحفظ كالأتي:

1ـ حاسة النظر: بالنظر في مصحف واحد أثناء الحفظ، والنظر في المصحف عبادة ..

2ـ حاسة السمع: بأن تقرأ بصوت مرتفع نسبياً ـ إلا إذا كنت في مسجد ـ وذلك حتى تدخل المعلومة إلى الذهن مسموعة ..

3ـ حاسة الكتابة: أن تكتب الآيات التي صعب عليك جداً أن تحفظها .. وأن تعيد هذه الكتابة مرة والثانية والثالثة ..

القاعدة السابعة

لا تتجاوز مقرر الحفظ قبل إتقانه

قد تأخذك الحمية والحماسة لإتمام حفظ القرآن الكريم فتنتقل من ربع إلى ربع، ومن سورة إلى سورة بسرعة، ودون إتقان للحفظ ..

والقاعدة تقول:

ما لم يبذل جهداً في حفظه، فلا يبقى في الذاكرة إلا قليلاً ..

ولذلك لا تنتقل من آية إلى آية، أو من ربع إلى ربع، إلا بعد أن تطمئن تماماً أنك قد أتقنت حفظ المقرر السابق، حتى لا يصبح الوقت الذي أنفقته في الحفظ أكبر من الفائدة الفعلية المتحققة ..

القاعدة الثامنة

اجعل السورة وحدة واحدة

في السور الكبيرة عادة ما نقسم السورة إلى مقاطع صغيرة حتى يسهل حفظها، فأنت تحفظ اليوم آيتين، وغداً آيتين، والأسبوع القادم تحفظ ربعاً وهكذا .. فيكتمل حفظ السورة في شهر أو شهرين أو أكثر أو أقل ..

وفي هذه القاعدة أحب أن أشير إلى أهمية ربط أول السورة بآخرها بعد إتمام حفظها، وذلك حتى تصبح وحدة واحدة في الذاكرة .. بمعنى أنك يجب أن تقوم بتسميع السورة كاملة أكثر من مرة حتى تطمئن أنها أصبحت كيان واحد مترابط في الذاكرة ..

والذي يحدث مع كثير من الحفاظ الذين لا يقومون بهذه الخطوة الهامة، أنه يستمر في التسميع جيداً طالما هو في داخل المقطع الذي حفظه كاملاً، فإذا انتقل إلى مقطع آخر في نفس السورة، فإنه قد يقف ولا يتذكر .. فإذا ذكره أحد بأول المقطع، انطلق يرتل هذا المقطع، ثم يقف عند أول المقطع التالي، وهكذا .. وهذا ما نريد أن نتجنبه في هذه القاعدة، حتى نضمن سلاسة القراءة وقوة الحفظ، وبالذات للحفاظ الذين يقومون بإمامة الصلاة، خاصة في الصلوات الطويلة كصلاة الفجر وصلاة التراويح وصلاة التهجد ..

القاعدة التاسعة

اعتني بالمتشابهات

هناك الكثير من الآيات المتشابهة في القرآن الكريم .. قد تختلف الآية في سورة عن شبيهتها في سورة أخرى في كلمة واحدة، أو حتى في حرف واحد .. وقد تتطابق الآية تماماً مع آية أخرى في سورة أخرى .. والأمر في بدايته قد يكون سهلاً، ولكن عند تراكم حصيلة الحفظ، فإنه قد يكون صعباً على الحافظ أن يتقن الحفظ دون ملاحظة الفروق بين المتشابهات ..

وهنا في هذه القاعدة ننبه على أنك إذا حفظت آية من آيات القرآن، وشعرت أنك قد حفظت قبلها آية مشابهة في أسبوع سابق، أو حتى في سنة سابقة، فابحث عن الآية الأخرى، ثم قارن الآيتين بدقة، واحسب الفروق بينهما .. ويا حبذا لو ذهبت إلى كتب التفسير لتنظر السبب وراء هذا الاختلاف الطفيف بين الآيات .. وأحياناً يكون السبب واضحاً ومبيناً في كتب التفسير .. وأحياناً لا تظهر لنا الحكمة من وراء الاختلاف، وعلى كل حال ستستفيد من المقارنة، وتستفيد من التفسير ..

أمثلة على التشابه:

المثال الأول:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير