تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و أنه كان يطلب بإلحاح أن يقرأ على الشيخ أيمن رشدي سويد القراءات العشر الكبرى من طريق ((طيبة النشر))، فحفظ منظومة ((الطيبة)) وهي ألف بيت من بحر الرجز، وفرغ من وقته يومين في الأسبوع، كان يأتي فيها إلى مدينة (جدة) ليقرأ على الشيخ أيمن، وفي هذا من المشقة ما فيه، ولكنه يدل على علو همته رحمه الله، وقد وصل في القراءة إلى أثناء سورة النساء، وحال سفره إلى (الشام) بعد ذلك دون إكمال تلك الختمة، ولله الأمر من قبل ومن بعد.

أما التعليم: فقد قام به الشيخ أسامة – رحمه الله – حق القيام، وخاصةً تعليم القرآن الكريم والقراءات، فقد فتح بيته – رحمه الله – لطلاب علم القراءة، وقام بتعليمهم لله تعالى، كما فعل ذلك معه شيخه الشيخ أبو الحسن الكردي حفظه الله، مع التواضع لهم، ولين الجانب، والتشجيع المستمر لمزيد من التعلم والتعليم، مما جعله محبوباً عند أهل القرآن وطلابه، فاستفاد منه ومن علمه عدد كبير من شباب المسلمين المقيمين في (المدينة المنورة).

ولقد عرفت الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بـ (المدينة المنورة) للشيخ أسامة حجازي قدره، بعد أن كان فيها مشرفاً على حلقات التحفيظ في مساجد (المدينة المنورة) ..... فرغته الجمعية لإقراء القرآن الكريم وقراءاته بالختمات الكاملات وبالإسناد المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وللحق والتاريخ؛ فإن الشيخ أسامة – رحمه الله – يعد حق الرجل الذي أدخل قراءة القرآن الكريم بالأسانيد المتصلة إلى الجمعية الخيرية في (المدينة المنورة).

صفاته الخَلقِيةُ والخُلُقيةُ وسجاياه:

كان أبيض اللون، أشقر الشعر، كث اللحية، طويل القامة، مليء البدن، مرح الروح، عليه سمتُ القرآن، ونضارةُ أهل الحديث، مهيباً محبباً، يهابهُ من يراهُ، ويقع حبه في قلبه.

يضع على رأسه طاقية بيضاء، وفوقها حطة مع تواضع جم، وصمتٍ عند مواضع الجد ودعابة في محلها.

كان شُعلة من الذكاء، ذا بديهية حاضرة، وحافظة عجيبة، يفيض بالحيوية والنشاط في العلم والتعليم.

وكان الشيخ أسامة – رحمه الله – بارع الخط، متقناً لقواعده، فكان يكتب بعض اللوحات من الآيات القرآنية، ثم يأخذا إلى الأستاذ المِفَنَّ (عثمان طه) خطاط المصحف الشريف في (المدينة المنورة) فكان يُعجَب بها كثيراً، ويستغرب ذلك، حيث أن الشيخ أسامة لم يتعلم قواعد الخط عند أحد.

أما حسن أدائه للقرآن وتحقيق حروفه ..... فإن القلم يقف عاجزاً عن وصف ذلك.

وقد ذُكرَ أن احد المتقنين المصريين (المقرئ الجامع الشيخ سيبويه رحمه الله) أنه لما سمع قراءته قال له باللهجة المصرية: (القراءة دي منين) حيث أُعجب بقراءته؛ لقوة مخارج حروفه وروعة أدائه، فوعده بأن يُقرئه ختمةً بطريق الطيبة، ولكن توفي الشيخ سيبويه قبل ذلك.

وكان براً بأُمه، حريصاً على رضاها، لا يتوانى عما تطلبُ، وفياً لإخوته، حريصاً على ودهم.

تزوج عام (1404 هـ) بابنة شيخه أبي الحسن محيي الدين الكردي، وأعقب منها ثلاثة في (المدينة المنورة)، وهم: محمد، وشيماء، وياسين، وبنتاً بدمشق سماها: جمانة، مات بعد أيام من ولادتها.

وكان حسن المعاملة لزوجه، وقد أقرأها عدة كتب.

عودتُهُ إلى دمشق الشام:

وفي سنة (1418هـ- 1997م) عاد إلى دمشق، وقد اكتملت شخصيته العلمية، ولكن شهرته كانت محدودة إلا في وسط حيه ومحيطه.

وكان سبب عودته – على ما ذكره – اهتمامه بخدمة أمه لينال مع إخوته من رضاها، حيثُ بلغ – رحمه الله – الغاية في بره لأمه، وليؤدي ما حصل عليه من الحديث الشريف، الذي كان سبباً لذهابه خارج بلده.

وفعلاً، فبمجرد استقراره في دمشق .... قرر أن يطبع إجازة في كتب الحديث بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما هو حالُ إجازة القرآن الكريم، وليكون بذلك قد سبق إلى أمرٍ كاد أن يُفقدَ في بلاد (الشام)، وليحقق أمنية الشيخ عبد الكريم الرفاعي رحمه الله.

وفي عام (1419هـ) أُسندَ إليه تحفيظ القرآن الكريم عليه، وتلقينُ القراءات الشعر بجامع زيد، وعرض ((صحيح البخاري)) عليه، وهي الخطوة الأولى التي ينتهجها جامع زيدٍ في حياته، بقصد تحصيل الرواية وإسماع الحديث وإعطاء الإجازة، فأقبل عليه الطلبة، ولمع ذكره، وسطع نجمعه، مع أنها أشهر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير