تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قد مر بنقطة إنتاج الظاء كما أن الضاد التي أصبحت قريبة من الظاء أو أصبحت ظاء كما ذكرنا هي الضاد الضعيفة التي ذكرها سيبويه وأوردها بين ثمانية أصوات (غير مستحسنة ولا كثيرة في لغة من ترضى عربيته، ولا تستحسن في قراءة القرآن ولا في الشعر) " ".

وقد فسر ابن يعيش هذه الضاد الضعيفة في القرن السابع الهجري بأنها: من لغة قوم اعتاصت عليهم فربما أخرجوها ظاء. وذلك أنهم يخرجونها من طرف اللسان وأطراف الثنايا، وربما راموا إخراجها من مخرجها فلم يتأت لهم فخرجت بين الضاد والظاء " ".

وإذا كان البدو السابق ذكرهم قد صيروا في نطقهم الضاد ظاء أو قريبة منها فقد احتفظوا بالظاء " " فيما كانت فيه من كلمات استخدموها في حياتهم اليومية إلا لهجة سترة وهي الجزيرة الثالثة من جزر البحرين فقد نطقت مكان الظاء الرخوة ضاداً شديدة بحيث تنطق ما كان بالضاد وما كان بالظاء ضاداً واحدة والضاد الشديدة يراد بها الدال المطبقة.

وتشارك لهجة سترة في هذا النطق لهجات أخرى في البحرين، مثل: توبلي، والكورة، والمعامير، وجد، ومستابس، وجزيرة النبيه صالح وسند وجزء من مدينة المنامة " ".

وعلى سبيل المثال فإن كلمتي: يظعن، والقيظ ينطقان بالضاد الشديدة في هذه اللهجات، أما كلمتا: عرضة، وقرضة فهما في الفصحى بالضاد وكذا في لهجة سترة " "، وقد صارت الظاء ضاداً في لهجة عدن " ".

وقد صارت الظاء ضاداً أيضاً عند العوام في جمهورية مصر العربية حيث يقولون في الظهر بالظاء (الضهر: بالضاد)، وفي الظل: الضل، وفي حنظل: حنضل

ويشيع في اللهجات العامية المصرية انتقال الظاء إلى زاي مفخمة حيث يقولون ظهر بفتح الظاء: زهر بفتح الزاي مع التفخيم، وفي مثل الوظيفة: الوزيفة، وفي ظفر بمعنى أكل الطيور: زفر. والزاي كما ذكر سيبويه مما بين طرف اللسان وفويق الثنايا، والظاء مما بين طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا ويتصفان بالجهر والرخاوة " ". ويبدو أنها صارت في جهات أخرى إلى السين أو إلى الصاد.

يدل على ذلك قول المستشرق الألماني برجشتراسر: (وهي الآن عند كثير من أهل المدن أحد حروف الصفير) " ".

وبعد:

فبعد هذه الجولة نكون قد تعرفنا على الضاد والظاء من حيث العلاقة الصوتية والنشأة التاريخية والتبادل بينهما في اللهجات العربية القديمة والحديثة وانتقال كل منهما إلى أصوات أخرى قريبة منها في هذه اللهجات قديمها وحديثها.

والله الموفق

دكتور

عبد المنعم محمد عبد الغني النجار

ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[24 - 04 - 08, 07:25 م]ـ

الرسائل والأبحاث كثيرة وهذا غيض من فيض

ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[24 - 04 - 08, 07:27 م]ـ

والمسألة فيها سعة والله أعلم وقد كنا درسنا أن الضادالمصرية التي هي عبارة دال مفخمة صحيحة وهي لغة تميمية و هي فصحى وليس بأفصح من الأخرى

ـ[أحمد عبد السميع]ــــــــ[25 - 04 - 08, 10:20 ص]ـ

با رك الله فيك أبا مسلم، وجزاك خيرا على هذا البحث الوافي الشافي

نفع الله بك وزادك علما

ـ[أبو شهيد]ــــــــ[25 - 04 - 08, 02:48 م]ـ

كان شيخنا الشيخ إبراهيم خُريسات مقريء القراءات العشر

يقريء أحد التلاميذ وكان ينطق الضاد ظاء فعرفه الشيخ الفرق بينهم

ثم قال له: الآن عرفتَ الفرق بينهم، فالأولى الضآلين .. وهم النصارى

والظآلين هم المستظلين تحت الشجرة .. فقد تغير المعنى فإذا عرفت الفرق بينهم

وقدرت تنطقها ولم تنطقها صح فعليك إعادة الصلاة ..

والله أعلم

ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[26 - 04 - 08, 06:01 م]ـ

جزاك الله خير أخي أبومسلم ونفع الله بك ...

وجزى الأخوة ... ونفع بهم .. على إفادتهم

ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[01 - 05 - 08, 12:59 ص]ـ

إخواني الكرام ليس لي شيء في هذا ما أنا إلا ناقل والفضل يرجع لله ثم لشيخنا سيد العويضي حفظه الله فهو القائم بهذا البحث أسأل الله أن يمد في عمره وللبحث بقية أخى كبيرة جدا

ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[01 - 05 - 08, 10:49 ص]ـ

وقد نظم الشيخ سعيد بن محمد المري حفظه الله تعالى منظومة في هذه المسألة؛ وذلك حينما كان يقرأ على الشيخ الأفغاني، أنقل لكم بعض ما قاله حفظه الله تعالى:

وقدْ أتى مِنْ بعضِ مَنْ قد انتمى ... للعلم ما ليس لهم مُسلما

إذْ خالفوا الطريقة الصحيحةْ ... فيما قد امتازتْ به الفصيحةْ

فخالفوا في النُّطْقِ بالضادِ العربْ ... معْ علمِهم وذاك غايةُ العَجَبْ

إذْ صارَ دالاً مهملاً مُفَخّما ... معَ اختلافِ المخرجينِ فيهما

وزادَ هذا الخطأَ انتشارا ... مَنْ نالَ مِنْ إعلامِنا اشتهارا

والناس فيه جلُّهم مُقلِدُ ... دون تلقي ذاك عَمَّنْ يُسنِدُ

لذا استعنت اللهَ في مرادي ... تحقيقَ نطقِنا بحرفِ الضادِ

مُبيناً ذلكَ للقراءِ ... بالنقل عن أئمةِ الإقراءِ

إلى أن قال حفظه الله تعالى:

الضادُ بالظاءِ اشتباهاً أقربُ ... من اشتباهِه بدالٍ يُجلبُ

نص على اشتباهِه بالظاءِ ... أئمةُ التفسيرِ والإقْراءِ

مثلُ الذي أبو الفداءِ أوْضَحَهْ ... في قولِهِ مسألةٌ في الفاتحةْ

وشيخُ الاسلامِ في الاستفتاءِ ... عن الصلاةِ صحةً بالظاءِ

ردَّ جواباً حسناً والشاهدُ ... أنهما في السمعِ شئٌ واحدُ

ولم ير التكليف فخرُ الدينِ ... في الْمَيزِ بين ذينِكَ الحرفينِ

لأن الاشتباه ههنا كبيرْ ... وميزُ ذا مِنْ ذا على الناس عسيرْ

إلى أن قال حفظه الله تعالى:

واليومَ بينَ ضادِنا والظاءِ ... مفاوِزٌ تذهبُ بالأحشاءِ

إلى أن قال حفظه الله تعالى:

وبعضُ مَنْ بالَغَ إذْ يُحَقِّقُ ... إخراجَ ذي الريحِ يكادُ يَبْصُقُ

لكنّ ذا التحقيقَ مِنْ إبليسِ ... وسْوسْةٌ فانظرْه في التلبيسِ

إلى أن قال حفظه الله تعالى:

قد انتهى مارُمْتُ أن أُبَيِّنَهْ ... بالحُجَجِ الواضِحةِ الْمُبَيِّنَةْ

مِنْ أنّ ضادَنا عن الذي ذُكِرْ ... قِدْماً بمعزلٍ فهلْ مِنْ مُدَّكِرْ

وبعدَ أنْ تَمَّتْ بِحمْدِ اللهِ ... أشْكُرُ شيخَنا عُبيدَ اللهِ

وما عليه شيخُنا إذْ يُقْرِيْ ... عليه جِلةٌ مِنَ اهْلِ العَصْرِ

كشيخِ مصرٍ عامرِ بنِ السيِّدِ ... عثمانَ مُقْرِئِ الشيوخِ الأوْحَدِ

وأفضلُ الصلاةِ معْ أزكَى السلامْ ... على رسولٍ للرسالاتِ خِتامْ

والمنظومة في غاية الإتقان، جزى الله ناظمها خيراً ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير