اما التضمين فسيكون البيان من ناحية اللغة والاصطلاح وبيان انواعه، والخلاف بين المدرستين البصرية والكوفيه في مسألة التناوب والتضمين سواء أ كان في القران الكريم ام في كلام العرب، وأيُّهما أولى بالتخريج التضمينُ أم تناوبُ حروف الجر (التعاور وهو التناوب) ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93956#_ftn1)) ، والتضَمين أم زيادة حرف الجر، والتضمين أم إضمار الفعل والتضمين أم التجوز بالاستعارة والتضمين أم نزع حرف الجر، بشيء من الايجاز. ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93956#_ftn2))
واما المشتابه اللفظي بيان تعريفه و مع التمثيل لبيان الصورة المشتركة بين بحثي والموضوع.
واما التعدية فيكون الكلام فيها موجز ولا نقف عليها كثيرا ما عدا التعريف لغة واصطلاحا.
وقبل بيان هذا المصطلحات لابد من بيان المفصل فيها او المشترك بين التناوب والتضمين والتعدية وان لم يمثل حقيقة هذه الاجزاء بالتمام وهو الحرف.
1 - الحرف:
الحرف لغة:
(ح ر ف) الْحَرْفُ مِن كُلِّ شَيْءٍ: طَرَفُهُ وشَفِيرُهُ وحَدُّهُ، ومِن ذلك حِرْفُ الْجَبَلِ، وهو: أَعْلاَهُ الْمُحدَّدُ. ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93956#_ftn3))
حد الحرف:
وقد حد بحدود كثيرة منها: ((ما لا يجوز أن يخبر عنه كما يخبر عن الإسم)). ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93956#_ftn4))
ومن أحسنها قول بعضهم: الحرف ما دل على معنى في غيره.
ومن لم ينفك من أسم أو فعل يصحبه إلا في مواضع مخصوصة حذف فيها الفعل واقتصر على الحرف فجرى مجرى النائب، نحو قولهم نعم وبلى وإي وإنه ويا وزيد قد في قوله وكأن قد. ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93956#_ftn5))
فقوله (كلمة) جنس يشمل الاسم والفعل والحرف.
وقوله (تدل على معنى في غيرها) فصل، يخرج به الفعل، وأكثر الأسماء، لأن الفعل لا يدل على معنى في غيره. وكذلك أكثر الأسماء.
2 - التناوب:
التناوب لغة:
(تناوب) الأمر قام به مرة بعد مرة والقوم الشيء وعليه تداولوه بينهم وتقاسموه يقال تَنَاَوَبَ القَوْمُ الماءَ: تَقَاسَمُوهُ عَلَى المَقْلَةِ وهي حَصَاة القَسْم، وتناوبوا العمل والهموم فلانا تعاقبت عليه. ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93956#_ftn6))
واما اصطلاحا: وهو ان يقع حرف مكان حرف اخر، وقوع بعض حروف الجر موقع بعض للدلالة على المعنى، وقد عقد ابن جني في كتابه "الخصائص" بابا وسماه (باب في استعمال الحروف بعضِها مكانَ بعض). ([7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93956#_ftn7))
قال ((هذا باب يتلقاه الناس مغسولا ساذجا من الصنعة، وما أبعد الصواب عنه وأوقفه دونه.
وذلك أنهم يقولون: إن (إلى) تكون بمعنى مع. ويحتجّون لذلك بقول الله سبحانه: (مَنْ أنصارى إلى اللهَّ) أي مع الله. ويقولون: إن (في) تكون بمعنى (على) ويحتجّون بقوله - عزّ اسمه -: (ولأُصلبنَّكم في جذوع النخل) أي عليها. ويقولون: تكون الباء بمعنى عَنْ وعلى ويحتجون بقولهم: رميت بالقوس أي عنها وغير ذلك مما يوردونه)). ([8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93956#_ftn8))
و هذا الفن شيئ كثير لا يكاد يُحاط به ولعله لو جُمع أكثره (لا جميعه) لحاء كتابا ضخما فإذا مر بك شئ منه فتقبَّله وأنس به فإنه فصل من العربية لطيف حسن يدعو إلى الأنس بها والفقاهة فيها، وفيه أيضا موضع يشهد على من أنكر أن يكون في اللغة لفظان بمعنى واحد حتى تكلف لذلك أن يوجد فرقا بين قعد وجلس وبين ذراع وساعد ألا ترى أنه لما كان رفث بالمرأة في معنى أفضى اليها جاز أن يتبع الرفث الحرفُ الذي بابه الإفضاء وهو (إلى). وكذلك لما كان (هل لك في كذا) بمعنى أدعوك إليه جاز ان يقال: هل لك إلى أن تزكى (كما يقال أدعوك إلى أن تزكى). ([9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93956#_ftn9))
لم يكن موقف ابن جني من هذه الظاهرة موقف الايجاب التام المطلق ولم يكن على جهة النقيض، بل بين بين بشروط وضوابط وحسب الاحوال والداعي لتناوب حرف مكان حرف، فلم يرفضها كما هو راي المدرسة البصرية ولم يقبلها مطلقا كما راي المدرسة الكوفية.
¥