قال: ((ولسنا ندفع أن يكون ذلك كما قالوا لكنا نقول: إنه يكون بمعناه في موضع دون موضع على حسب الأحوال الداعية إليه والمسوغة له فأما في كل موضع وعلى كل حال فلا ألا ترى أنك إن أخذت بظاهر هذا القول غُفْلا هكذا لا مقيدا لزمك عليه أن تقول: سرت إلى زيد وأنت تريد: معه وأن تقول: زيد في الفرس وأنت تريد ك عليه وزيد في عمرو وأنت تريد: عليه في العداوة)). ([10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93956#_ftn10))
الى جانب جملة من الامثلة طرحها لولم تكن هناك ضوابط لآل الكلام الى فحش ونحو ذلك مما يطول ويتفاحش فلا بد في ذلك من رسم يُعمل عليه ويؤمن التزام الشناعة لمكانه. ([11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93956#_ftn11))
ومثال على التناوب المسوغ بالضوابط والدواعي للتناوب من قوله تعالى: (أحِلّ لكم ليلة الصيام الرفثُ إلى نسائكم) وأنت لا تقول رفثت إلى المرأة وإنما تقول: رفثت بها أو معها لكنه لما كان الرفث هنا في معنى الإفضاء وكنت تعدى أفضيت ب (إلى) كقولك: أفضيت إلى المرأة جئت ب (إلى) مع الرفث إيذانا وإشعارا أنه بمعناه كما صححوا عور وحول لما كانا في معنى. ([12] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93956#_ftn12))
ثم إن العرب قد تتسع فتوقع أحد الحرفين موقع صاحبه إيذانا بأن هذا الفعل في معنى ذلك الآخر فلذلك جئ معه بالحرف المعتاد مع ما هو في معناه.
والتناوب قد يقع بين الحروف مطلقا، فليس التناوب مختصا في باب حروف الجر بل يقع في الحروف الاصلية التي هي من بنية الكلمة، منها ما اصدره مجمع اللغة العربية بالقاهرة. ([13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93956#_ftn13))
ومثل له بذلك:
قراءة بعضهم (أنطيناك) بالنون في قوله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}. [الكوثر: 1]
، وروى ذلك عن النبي (صلى الله عليه وسلم) انه قرأ: إنّا أنطيناك الكوثر. ([14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93956#_ftn14))
حين يلقى مثلاً التميمي تميميًّا آخر فيقول له: " من أين أنت ياي؟ " فيجيبه: "ياي من اليوف " يظنه السامع كلامًا مرطونًا لا علاقة له بالفصحى، والواقع أن السائل يقول: " من اين أنت جاء " بتسهيل الهمزة من (أين) وإبدال الجيم ياء على لغة تميم وقلب الهمزة ياء. والجواب جاء هكذا:" جاء من الجوف " بقلب الجيم ياء في (جاء) و (الجوف).
ويلقى الطائي أخاه فيقول: " انطن مان " فيجيبه: " راع المان بالسرى " يقول الأول: أعطني ماء، ويقول الثاني: انظر الماء بالقناة. فانطن ومان وراع، والسرى .. أسماء فصحى على لغة طيئ.
ويلقى العتيبي أخاه فيقول له: " ازن ماء "، فيقول أخوه: " ماش ماء "، الأول يقول: " اسقني ماء " فقلب السين زايًا من باب تناوب الحروف، وشدد الزاي ليسقط القاف. والثاني يقول: " ما شيء من الماء هنا " فاقتضب كلمة " ما شيء " بكلمة (ماش) .. وهكذا لغتهم فصيحة متمشية مع لهجاتها الأصلية.
الى جملة من هذه الامثلة. ([15] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93956#_ftn15))
3- التضمين:
التضمين لغة: ((جعل الشيء في ضمن الشيء مشتملا عليه)). ([16] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93956#_ftn16))
التضمين من المصطلحات المشتركة ما بين النحاة والبديعيين وبين اصحاب الشعر والقافية. ([17] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93956#_ftn17))
1. يطلق التضمين في الشعر ويراد به:
أن يتعلق معنى البيت بالذي قبله تعلقا لا يصح إلا به. ([18] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93956#_ftn18))
والتضمين المزدوج هو أن يقع في أثناء قرائن النثر والنظم لفظان مسجعان بعد مراعاة حدود الأسجاع والقوافي الأصلية. ([19] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93956#_ftn19))
كقوله تعالى: (وجئتك من سبأ بنبأ يقين) [النمل: 22]
وكقوله عليه السلام: (المؤمنين هينون لينون). ([20] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93956#_ftn20))
2. ويطلق (التضمين) في البديع ويراد به:
أن يأخذ الشاعر أو الناثر آية أو حديثا أو حكمة أو مثلا أو شطرا أو بيتا من شعر غيره بلفظه ومعناه
¥