الذي تقدم تضمن فعل فعلا اخر، بقى تضمن حرف مكان حرف مثاله ظاهر في قوله تعالى {ما ننسخ من آية} فإن {ما} تضمن معنى {إن} الشرطية ولذلك لزم جزم الفعل وكل من المعنيين مقصود لذاته في التضمين إلا أن القصد إلى أحدهما وهو المذكور بذكر متعلقة يكون تبعا للآخر وهو المذكور بلفظه وهذه التبعية في الإرادة من الكلام فلا ينافي كونه مقصودا لذاته في المقام وبه يفارق التضمين الجمع بين الحقيقة والمجاز فإن كلا من المعنيين في صورة الجمع مراد من الكلام لذاته مقصود في المقام أصالة ولذلك اختلف في صحته مع الاتفاق في صحة التضمين والتضمين سماعي لا قياسي وإنما يذهب إليه عند الضرورة أما إذا أمكن إجراء اللفظ على مدلوله فإنه يكون أولى وكذا الحذف والإيصال لكن لشيوعهما صار كالقياس حتى كثر للعلماء التصرف والقول بهما فيما لا سماح فيه ونظيره ما ذكره الفقهاء من أن ما ثبت على خلاف القياس إذا كان مشهورا يكون كالثبات بالقياس في جواز القياس عليه وجاز تضمين اللازم المتعدي مثل {سفه نفسه} فإنه متضمن لـ {أهلك}. ([31] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93956#_ftn31))
مذهب البصريين:
وحُروفُ الجرِّ لا يَنوبُ بعضُها عَنْ بَعضٍ قِياساً، كما لا تَنُوبُ حُروفُ الجَزْم والنَّصب بعضُها عن بَعض.
والأكثرعلى أن التضمين ينقاس.
ولهم طريقتان للخروج من التناوب:
1 - تأويل الفعل تأويلا بفعله من لفظه.
2 - تضمين الفعل معنى فعل اخر يتعدى بحرف يناسبه. ([32] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93956#_ftn32))
واما مذهب الكوفة فعلى العكس من ذلك يرون التناوب بين الحروف.
قال المرادي في "الجني الداني": ((وما تقدم من نيابة الباء عن غيرها من حروف الجر هو جار على مذهب الكوفيين، ومن وافقهم، في أن حروف الجر قد ينوب بعضها عن بعض. ومذهب البصريين إبقاء الحرف على موضوعه الأول، إما بتأويل يقبله اللفظ، أو تضمين الفعل معنى فعل آخر، يتعدى بذلك الحرف. وما لا يمكن فيه ذلك فهو من وضع أحد الحرفين موضع الآخر على سبيل الشذوذ)). ([33] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93956#_ftn33))
وقال ايضا: ((وزاد بعضهم في معاني على موافقة اللام، كقوله تعالى " أذلة على المؤمنين "
وأكثر هذه المعاني إنما قال به الكوفيون، ومن وافقهم، كالقتبي. والبصريون يؤولون ذلك)). ([34] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93956#_ftn34))
الى غير ذلك من النصوص المبينة مذهب المدرستين.
4 - المتعدي واللازم:
اما لو قلت ما علاقة المتعدي واللازم بالتضمين؟
قلت لك إن تعريفهم للضمين هو: أن يؤدي فعل أو ما في معناه معنى فعل آخر وما في معناه، فيعطي حكمه في التعدية واللزوم، ومنه وقوله تعالى: (لأقعدن لهم صراطك المستقيم) ومنه قوله تعالى: (ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله) وقوله تعالى: (أن تسترضعوا أولادكم)
قال الرضي في "شرحه على المقدمة": ((والأولى في مثله أن يقال: ضمن اللازم معنى المتعدي، أي: تجوزون، الديار، و: لألزمن صراطك، و: ولا تنووا عقدة النكاح، و: ترضعوا أولادكم، حتى لا يحمل على الشذوذ، كما يضمن الفعل معنى غيره فيتعدى تعدية ما ضمن معناه، قال تعالى: (يخالفون عن أمره)، أي يعدلون عن أمره، ويتجاوزون عنه)). ([35] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93956#_ftn35))
فمن هذه الناحية تطرقت للكلام على المتعدي واللازم ومن حيث تقسيم الفعل الذي لا يكون اما متعدي ولازم.
فالمتعدي على ثلاثة أضرب:
1 - متعد إلى مفعول به واحد.
2 - إلى مفعولين اثنين.
3 - إلى ثلاثة مفاعيل.
. فالأول نحو قولك ضربت زيداً، والثاني كسوت زيداً جبة، وعلمت زيداً فاضلاً.
والثالث نحو أعلمت زيداً عمراً فاضلاً وغير المتعدي ضَرْبٌ واحد وهو ما تخصص بالفاعل كذهب زيد ومكث وخرج ونحو ذلك. ([36] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93956#_ftn36))
أسباب التعدية:
اسباب التعدية كثيرة ولكن اهمها:
1 - الهمزة.
2 - تثقيل الحشو.
3 - حرف الجر.
ما له صلة في بحثنا هو التعدي بحرف الجر فقط لا غير.
وهناك متعدي بنفسه كذلك ليس له تعلق ببحثي.
¥