3. ويطلق (التضمين) عند علماء العربية:
على معان منها إيقاع لفظ موقع غيره ومعاملته معاملته لتضمنه معناه واشتماله عليه ومنها أن يكون ما بعد الفاصلة متعلقا بها.
قال ابن هشام في "المغني": ((قد يشربون لفظا معنى لفظ فيعطونه حكمه ويسمى ذلك تضمينا)). ([21] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93956#_ftn21))
والذي يهمنا هنا التضمين عند النحاة لا غير فليس حديثنا في البديع ولا القافية.
وقد توهم بعض الباحثين من ان ثمت فرق بين التضمين البياني والتضمين النحوي قال الخضري في "حاشيته": ((التضمين البياني هو عين النحوي، وإنما توهم السعد ومن تبعه الفرق بينهما من تقدير الكشاف خارجين)). ([22] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93956#_ftn22))
ذكر الصبان أن السعد ومن تبعه يرون إن التضمين البياني فهو تقدير حال يناسبها المعمول بعدها لكونها تتعدى إليه على الوجه الذي وقع عليه ذلك المعمول ولا تناسب العامل قبلها لكونه لا يتعدى إلى ذلك المعمول على الوجه المذكور وهو قياسي اتفاقاً لكونه من حذف العامل لدليل. ([23] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93956#_ftn23))
ولم يصوب الصبان هذا القول في حاشيته بل العكس من ذلك نقل ما يخطأه. ([24] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93956#_ftn24))
وبحوث التضمين كثيرة من حيث الاظهار والاضمار والاستعارة وغير ذلك وحد لها ضوابط منها أن يكون الأول والثاني يجتمعان في معنى عام.
فإن كان العامل الأول تصح نسبته إلى الاسم الذي يليه حقيقة, كان الثاني محمولا على الإضمار؛ لأن الإضمار أكثر من التضمين، نحو: "جدع الله أنفه وعينه" أي: "ويفقأ عينه", فنسبة الجدع إلى الأنف حقيقة.
وإن كان لا يصح، كان العامل مضمنا معنى ما يصح نسبته إليه؛ لأنه لا يمكن الإضمار، نحو قول العرب: "علفت الدابة ماء وتبنا" أي: أطعمتها أو غذيتها. ([25] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93956#_ftn25))
والذي يهمنا من مبحث التضمين التضمين الظاهر لا المضمر لا غير. ([26] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93956#_ftn26))
وما اوردنا من مثال على التضمين المضمر للتمثيل والبيان ليس الا.
ما هو الفرق بين الاضمار الذي ليس بتضمين وبين التضمين الجواب: أن الإضمار أسهل من التضمين؛ لأن التضمين زيادة بتغيير الوضع، والإضمار زيادة بغير تغيير.
قال ابو البقاء الكفومى في "الكليات": ((والاضمار عند النحاة أسهل من التضمين لأن التضمين زيادة بتغيير الوضع والإضمار زيادة بغير تغييره والإضمار أحسن من الاشتراك ولهذا كان قول البصريين إن النصب بعد {حتى} بأن مضمرة أرجح من قول الكوفيين إنه ب {حتى} نفسها وأنها حرف نصب مع الفعل وحرف جر مع الاسم والإضمار والاقتضاء هما سواء وأنهما من باب الحذف والاقتصار لكن الإضمار كالمذكور لغة حتى ... )). ([27] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93956#_ftn27))
قال الخضري في تعريف التضمين "الحاشيته": ((وهو إشراب الكلمة معنى كلمة أخرى لتفيد المعنيين)). ([28] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93956#_ftn28))
فالأولى أن يقال التضمين إلحاق مادة بأخرى في التعدي أو اللزوم لتناسب بينهما في المعنى أو اتحاد كذا قيل.
لتصير الكلمة: فيكون اللفظ مستعملاً في مجموع المعنيين مرتبطاً أحدهما بالآخر فيكون مجازاً لا في كل منهما على حدته حتى يلزم الجمع بين الحقيقة والمجاز المختلف. ([29] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93956#_ftn29))
ومن جملة قرارات مجمع اللغة العربية بالقاهرة في مسألة التضمين قالوا:
أن يُؤَّدى فعل أو ما في معناه في التعبير مؤَدَّى فعل آخر أو ما في معناه، فيعطى حكمه في التعدية واللزوم. "ومجمع اللغة العربية" يرى أنه قياسي لا سماعي، بشروط ثلاثة:
الأول- تحقق المناسبة بين الفعلين.
الثاني - وجود قرينة تدل على ملاحظة الفعل الآخر، ويؤمن معها اللبس.
الثالث - ملاءمة التضمين للذوق العربي.
ويوصي المجمع ألا يلجأ إلى التضمين إلا لغرض بلاغي. ([30] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93956#_ftn30))
¥