تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

نقود ونأبى أن نقاد ولا نرى لقوم علينا في مكارمهم فضلاً

وكانت القبيلة تؤمن إيماناً كلياً بإخضاع القبائل الأخرى لمشيئتها سعياً وراء المجد الرفيع مما يدفع القبائل إلى التناحر والتصادم (70).

الفخر والحماسة:

ولقد وصفوا الحرب وصفاً مسهباً فيه فخر واعتزاز فهذا عنترة بن شداد يصف وطأة الحرب وشدتها إذ يقول (71):

ولقد حفظت وصاة عمي بالضحى إذا تقلّص الشفتان عن وضح الفم

في حومة الموت التي لا تشتكي غمراتها الأبطال غير تغمغم

لما رأيت القوم أقبل جمعهم يتذامرون كررت غير مذمم (72)

يدعون عنترة والرماح كأنها أشطان بئر في لبان الأدهم (73)

مازلت أرميهم بغرة وجهه ولبانه حتى تسربل بالدم

لو كان يدري ما المحاورة اشتكى ولكان لو علم الكلام مُكلمي

نشوة عجيبة يحس بها عنترة وهو يخوض غمرات الموت، فيسطر لنا مشاعر الفخر والحماسة في معلقته هذه.

وكان الشعراء يمدحون الشجاع ويفتخرون بالقوة والشجاعة والفروسية. يقول طرفة بن العبد في معلقته (74):

أنا الرجل الضرب الذي تعرفونه خشاش كرأس الحية المتوقد

إذا ابتدر القوم السلاح وجدتني منيعاً إذا بلت بقائمة يدي

فالقوة وصليل السيوف، والغارات المريعة، هي قوام حياة العربي في باديته ومجال فخرة وعزه، حتى أصبحت حكمتهم المنشودة تدعو إلى الظلم حتى لا يُظلم، ولا يجرؤ العدو على انتقاص حقك، يقول زهير بن أبي سلمى (75):

ومن لا يذد عن حوضه بسلاحه يهدم ومن لا يظلم الناس يُظلم

ومن لا يصانع في أمور كثيرة يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم

أي من لا يمنع عن عشيرته يذل، ويشرح الأصمعي البيت الأول بقول: من ملأ حوضه ثم لم يمنع منه غُشي وهدم وهو تمثيل أي من لان للناس ظلموه.

وعمرو بن كلثوم يقول في معلقته (76):

نسمّى ظالمين وما ظلمنا ولكنَّا سنبدأ ظالمِينا

ثم نراه يصيح بانتصارات قومه وأيامهم المشهورة من مثل قوله (77):

متى ننقل إلى قوم رحانا يكونوا في اللقاء لها طحينا

يكون ثقالها شرقي نجد ولهوتها قضاعة أجمعينا

نطاعن ما تراضى الناس عنا ونضرب بالسيوف إذا غشينا

ورثنا المجد قد علمت معد نطاعن دونه حتى يبينا

نجذ رؤوسهم في غير وتر فما يدرون ماذا يتقونا

كأن ثيابنا منا ومنهم خُضبن بأرجوان أو طُلينا

الهوامش:

1 - الصناعتين: ص138.

2 - طبقات فحول الشعراء 1/ 24.

3 - انظر: الشعر الجاهلي: يحيى الجبوري، والحياة العربية للحوفي.

4 - العمدة.

5 - المفضليات: ص62.

6 - - العمدة 1/ 25، والسبح: الماء الجاري، والجابية: الحوض الضخم.

7 - الشعر الجاهلي: يحيى الجبوري ص 136.

8 - الأغاني: 4.

9 - الحيوان للجاحظ: 1/ 74.

10 - انظر العصر الجاهلي للدكتور شوقي ضيف ص 39.

11 - بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب 1/ 15.

12 - الصحاح للجوهري.

13 - العصر الجاهلي: دكتور شوقي ضيف ص39.

14 - انظر الشعر الجاهلي: د. يحيى الجبوري.

15 - انظر المصدري السابقين: العصر الجاهلي، والشعر الجاهلي.

16 - المائدة: 50، وانظر تفسير ابن كثير.

17 - في ظلال القرآن ص 904، المجلد الثاني / الآية 50 من سورة المائدة.

18 - انظر العصر الجاهلي: شوقي ضيف ص 39، والطريق إلى المدائن: أحمد عادل كمال ص 40، وانظر أنساب العرب في أيام العرب لجاد المولى ص 408 وما بعدها.

19 - الطريق إلى المدائن: أحمد عادل كمال.

20 - الشعر الجاهلي: يحيى الجبوري ص 43 - 44.

21 - الطريق إلى المدائن ص 47.

22 - الطريق إلى المدائن ص 47.

23 - الشعراء الصعاليك: يوسف خليف ص 87.

24 - الأصمعيات: ص 107.

25 - أشعار الشعراء الستة الجاهليين، اختيارات الأعلم الشنتمري ص 236، وضية: قبيلة من عذرة ثم من قضاعة، وحديث عطفت وأشفقت.

26 - انظر أسباب الخلع: كتاب الشعراء الصعاليك ص 91 وما بعدها.

27 - العصر الجاهلي: د. شوقي ضيف ص 59، 60 بتصرف.

28 - المفضليات رقم القصيدة (104) ص 354/ 355، والحشد: الذين يحتشدون ويجتمعون للملمات. الثقل: الغرم والدية وغيرهما. يقول: نفعل ذلك كلما سللنا مربة بعد مرة.

29 - الأصمعيات: رقم القصيدة (8) ص37.

30 - شرح أحمد محمد شاكر وعبد السلام هارون ص37.

31 - الشعراء الصعالية ص102 - 103.

32 - شرح القصائد العشر للتبريزي ص 276 وما بعدها.

33 - مهلهل: هو عدي بن ربيعة أخو كليب، وهو خال امرئ القيس وهو جد عمرو بن كلثوم من قبل أمه، وزهير جده من قبل أبيه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير