وَمَنْ يَمِلْ لِكُتْبِ أَهْلِ الْمَقْتِ
لِكُتْبِ أَهْلِ اللهِ بِالفُهُومِ
مِنْ زُمْرَةِ الضَّلالِ مِثْلَ "الْمُنْجِدِ"
خَوْفًا مِنَ البَاطِلِ بِالتَّخْمِيْنِ
مُفْسِدِ أَهْلِ الأَرْضِ بِالصُدُودِ
عَلَى تَمَاثِيْلَ إِليْهِ تُنْتَمَى
تُغْنِيْكَ عَنْ طَلَبِهِ يَا صَاحِ
(لا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِيْنَ ظَلَمُوا)
فَاعْلَمْ هُوَ الدَّجَالُ فِي ذَا الوَقْتِ
قال شيخي الشارح محمد بن علي آدم الأثيوبي - حفظه الله -: " المنجد: اسم كتاب ألفه رجل نصراني، كان شيخنا الناظم يكرهه كراهة شديدة ويمنع من مطالعته، وإذا وجده عند شخص توسده امتهانًا، وهو حقيق بذلك؛ لأن غرض صاحبه من تأليفه الطعن في علماء الإسلام بأنهم ضعفاء في اللغة، وأنهم بحاجة إلى مساعدة اليهود والنصارى مع أنه أخذه من الصحاح والقاموس واللسان والمصباح ونحوها من كتب اللغة، مع تحريفات وتصحيفات في النقل، فمن أراد حقيقة ما قلت فليقابله بهذه الكتب يَرَ العَجَبَ العُجَاب، فمما يحضرني على سبيل المثال أنه ضبط كتاب ابن هشام الأنصاري المسمى"قَطْرُ النَّدَى وَبَلُّ الصَدَى" [4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=33#_ftn4) وَبْلُ الصدى - بسكون الباء وتخفيف اللام -، ومن العجائب أنَّ كثيرًا من المثقفين ينشطون لقراءته أكثر من نشاطهم لقراءة كتب المسلمين، وما ذلك إلا من ثقتهم بهم وقلة غيرتهم على دينهم، مع أنهم يبغضون أهل الإسلام أشد البغض كما أخبرنا الله تعالى بذلك حيث قال (ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم) " [5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=33#_ftn5).
- قال شيخُ شُيُوخِي اللُّغَوِيُّ البَارِعُ أبُو تُرَابٍ الظَّاهِريُّ – رَحِمَهُ اللهُ – " ... وهذا كأنه كلام صاحب المنجد الذي يغلط كثيرًا ولي عليه تعقبات ... فلا نعلم أحدًا من العلماء جاء بذلك، وإنما ذكره صاحب المنجد وهو كثير الأخطاء وقد تعقبناه، وإذا شاء الله فإنا سننشر أوهام صاحب المنجد وأغلاطه الفاحشة في المباحث اللغوية" [6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=33#_ftn6).
وقال: وغَلِطَ صاحب المنجد فشكل الأشفى بالفتح .. وهو الإشفى بالكسر كما في القاموس واللسان" [7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=33#_ftn7).
وقال: ... وأوقعهم في الوهم ضبطُ المنجد هذه الكلمة و رسمها .. فقد وضعتَ الهمزة فيه على كرسي الياء وهو رسم خطأ .. وإنما اقتدوا في ذلك بالضبط الوارد في المنجد .. تأليف لويس معلوف اليسوعي .. والرجل لم يكن لغويًّا .. بل اختار كلم معجمه من المحيط للبستاني و زَيَّنَه بِصُور .. بله أن المنجد لا يعتمد عليه في ضبط الكلم .. وبخاصة الأفعال الثلاثية .. فأمرها عسير" [8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=33#_ftn8).
قال أبو العُلا: الفعلُ الثلاثيُّ هو الْمَصُوغُ من ثلاثةِ أحرُفٍ كلُّها أُصول، مُجَرَّدَةٌ عن الزيادة. وأَمرُهُ عَسِيرٌ لأنَّ ضبطَه يحتاجُ إلى سعة اطَّلاعٍ على المعاجمِ للتَّعَرُّفِ على مَوادِّ العَربيَّة، مَعَ مَعرِفَةِ الْمَزِيد، والْمُنْقَلِبِ عَنْ أَصْل، والسَّمَاع والقِياسِ، وغيرِ ذَلِك مِنْ لَوَاحِقِ عِلمِ التَّصْرِيفِ. وصاحبُ المنجد يجهل من ذلك كثيرًا فينفرد بالوهمِ أحيانًا، أو يقلِّدُ غيرَه فيقع في الوهم، قال في لجام الأقلام: ولقد وَهِمَ صَاحبُ المنجد فوقع في خطأ شنيع إذ ذكرها (الميناء) في باب الميم في مادة (المين)، وهو غلط فاحش؛ لأن ميمها ليست من جنسها قطعًا، والصحيحُ ذِكرُهَا في باب الواو وكذلك فَعَلَ أئمَّةُ اللُّغَةِ في مَعَاجِمهم.
وأوردها المجد في القاموس في باب الياء وفصل الواو، وتسلل الوهم إلى صاحب المنجد من تكرر ذكرها في (المين) و (الونى) في القاموس فقلَّدَ هو من سبقَهُ إلى الخطأ فذكر الكلَمِةَ في المادَّتَين معًا دونَ أن يَتَنَبَّه للوهم الناشئ في ذلك ... ومن العَجَبِ أن صاحبَ المنجد أقرَّ بتذكير المينى والميناء في مادة الونى لكنه تَخبَّطَ فذكرهُما في المين ولم يشعر بوهم مَنْ سَلَفَ إذْ قَلَّدَه" [9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=33#_ftn9).
¥