ـ[أبو عبد البر المالكي]ــــــــ[19 - 02 - 10, 07:16 م]ـ
لا تثبط نفسك يا اخي و تفكر جيدا في كلام المغاربة تجد اكثره فصيحا جمله و مفرداته الا لغة هذه السنوات المتاخرة فانها حادت عن المسار السليم و مالت عن السبيل القويم و لا اله الا الله
وقد وضع بعض الاخوان موضوعا جمع فيه مفردات المغاربة التي اصلها عربي ابحث عنه ان شاء الله و لعل مشكل المغاربة هو: السرعة في الكلام و انعدام التشكيل و الاعراب و سرقة بعض الحروف و تبديل اخرى ما يشوش فهم السامع و الا فكثير من كلامنا عربي فخم و لله الحمد ...
و يكثر في استعمال المغاربة كلمة: راك تفعل" و " راكم تفعلون " و لا شك ان اصلها: " اراك تفعل " و " اراكم تفعلون " هذا مجرد مثال و " لحديث قياس"
اما الكلام الدخيل فقسمان: قسم امازيغي و هو قليل يختلف بين المناطق و لا اظن ان له حكما ... لكن الذي يؤذي المستمع هو مفردات اعدائنا عليهم لعنة الله و له سببان اثنان: الاستعمار القديم و الاستعمار الحديث .... فالذي فعلته فرنسا في المغاربة عظيم و الله (و احث نفسي و اخواني على مطالعة التاريخ بتمعن و تجرد و انصاف) فرنسا يا اخواني ما قنعت بالاستحواذ على الاراضي و التصرف في الخيرات بل تجاوزت ذلك الى محاولة مسخ الشعب المغربي المسلم و احتوائه و حسبي في الاستدلال على ذلك ان اذكركم بقانون تجرم فيه الكلام باللغة العربية و هذا النوع كان بدا يضمحل و يتلاشى لولا ان امده الاستعمار الحديث: و هو الغزو الفكري عن طريق الدشات و البارابولات و الله المستعان و لا شك ان هذا النوع هو الذي يجب ان تتجه صوبه ابصار الدعاة و يشغل تفكير الداعين الى الله ... اسال الله ان يوفقنا للخير
ـ[عبد الرحمن الطويل]ــــــــ[03 - 08 - 10, 04:24 ص]ـ
المسألة لا تتوقف على التأثير الفرنسي فقط، و لا على الاختلاط بالأوروبيين، كما لا تتوقف سهولة اللهجة المصرية على المسلسلات فحسب، إلا أنني أحسب اللهجة المغربية دائماً مظلومة، و مُقصراً تجاهها من أهلها و سائر العرب.
اللهجة المصرية توافق الفصحى في التحريك و التسكين، و هذا سر فصاحتها و سهولتها، فما تحركه الفصحى تحركه المصرية و ما تسكنه الفصحى تسكنه المصرية، و هذا يجعل من السهل للمستمع غير المصري تمييز الكلمات من بعضها و الفصل بينها و فهم كل كلمة على حدة ما لم يكن أصلها غير فصيح.
إذا اتجهت من مصر إلى المشرق زاد التحريك و قلّ التسكين، فتحرك الساكن، فتجد أهل الشام و العراق و الخليج ينطقون (قبْل): (قبِل) بكسر الباء، و (ابْن): (ابِن) بكسرها أيضاً، و كلما شرّقت زاد التحريك، و كلما اقتربت من مصر اقتربت اللهجة من المصرية كالفلسطينية.
أما إذا اتجهت من مصر إلى المغرب قل التحريك و زاد التسكين، فسكن المتحرك، فتجد أهل تونس و الجزائر و المغرب ينطقون (قبْل): (اقْبَل) بتسكين القاف المتحركة، و يضاف إليها همزة وصل عند الابتداء لئلا يُبتدأ بساكن، فإذا كانت الكلمة في وسط الجملة سقطت الهمزة و تلاصقت مقاطع الكلمات المخالفة للفصحى في التحريك و التسكين، فلا يستطيع المشرقي تمييز الكلمات من بعضها في الجملة الواحدة، إلا إذا كان على دراية بقاعدة التسكين و التحريك في لهجات المغاربة.
و تتفاوت اللهجات المغاربية في ذلك، فالليبية قريبة جداً من المصرية و مفهومة للمشارقة، التونسية لها شخصية متميزة عن المصرية لكنها مفهومة لعموم المشارقة أيضاً، إذا دخلت في لهجة الجزائر بدأت الصعوبة تظهر، و تزداد أكثر في اللهجة المغربية، الخلاصة أنه كلما ابتعد البلد عن مصر شرقاً أو غرباً كلما وضحت في لهجته شخصيتها الإقليمية.
من له خبرة ببعض قواعد اللهجة المغربية كالتسكين، و الحروف التي تدخل على الفعل كالكاف، و معرفة ببعض الألفاظ الخاصة باللهجة سواء كانت عربية الأصل أو أعجمية، لا شك أنه سيفهم من اللهجة الشئ الكثير.
على مستوى استخدامات الألفاظ تحتفظ اللهجة المغربية بكثير من الألفاظ العربية الفصيحة التي درس استخدامها في المشرق و لعل الإخوة المغاربة يثرون الموضوع بها.
كما أن لديهم كثيراً من الألفاظ المولدة و المحدثة ذات الأصل العربي الصرف، و الذي لا ينتبه إليه من ينتقد اللهجة من المشارقة، مثل:
بزّاف: التي للتكثير، أصلها: بجُزاف، مع تسكين الجيم صارت: بجْزاف، و بهذه الصورة وردت في نص باللهجة الصعيدية لابن سودون المصري المتوفى سنة 868هـ، ثم أدغم المغاربة الجيم في الزاي فصارت: بزّاف، و أختها في مصر إلى الآن (بالزّوفة) بذات المعنى.
جوج: بمعنى زوج، و منها تجوج أي تزوج، جعلوا الزاي جيماً، و أختها في تونس زوز، جعلوا الجيم زاياً، و أختهما في مصر جوز، جعلوا كل حرف مكان الآخر.
أما عن الألفاظ الأجنبية الدخيلة، فلا تخلو منها لهجة عربية، و إن كثرت عند المغاربة.
فإن مسئولية النخبة المثقفة في كل بلد أن تحاربها باستخدام بديلها العربي، و نصح العوام و السوقة و المغفلين للحد من هذا الأمر.
بل إن مسئولية النخبة المثقفة في كل بلد العمل على تفصيح اللهجة بشكل تدريجي نطقاً و استخداماً، في مصر مثلاً، عاد حرف القاف إلى الظهور في كثير من الكلمات عند أهل القاهرة، لم يكن ينطق فيها قبل خمسين سنة، فهذه مسئولية النخبة المثقفة في كل بلد أن تعمل على تفصيح لهجتها، لأن اللهجات العربية لن تتوقف عن التطور، فمن الواجب أن يُتعاهد هذا التطور من الآن بالتوجيه نحو الفصحى.
¥