ـ[أبو مالك المغترب]ــــــــ[18 - 08 - 10, 10:53 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
ربما يحزن هذا الموضوع الكثير من إخواننا المغاربة، إلا أنه موضوع ينبغي مناقشته على مستوى أكبر من هذا المنتدى. فموضوع اللهجات العربية المعاصرة موضوع خطير جداً و ليت المسؤولين في بلاد المسلمين يتفطنون لذلك. فما أرى ذلك إلا من خطط أعداء الإسلام لهدم العربية و بالتالي هدم الدين، و لكن يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين.
أما بالنسبة للهجة المغربية فإني اتقنها كأني واحد منهم و الله أعلم مع أنني لست من المغرب و لم أزر المغرب في حياتي مطلقاً. كما أنني أتقنت يوماً ما اللهجة السعودية، تحديداً لهجة أهل تبوك حتى أنهم لم يكونوا يميزونني عنهم إذا تكلمت. و خالطت الكثير من العرب بأجناسهم المختلفة و عشت معهم طويلاً، و يمكنني أن أقول متجرداً إن شاء الله أن أقرب اللهجات إلى العربية هي لهجة أهل الأردن. إذ من الملاحظ هناك أنه إذا استعصى على أحد أن يعبر عن كلمة ما في اللهجة فإنه يرجع مباشرة إلى الفصحى و يعبر عن ذلك بالفصحى، و هذا يثري اللهجة بكلمات كثيرة من العربية الفصحى و بالتالي يقربها إليها كثيراً. أما في غيرها من اللهجات فيستعان كثيراً بكلمات أجنبية مما يبعد اللهجة أكثر و أكثر عن الفصحى. طبعا الحديث هنا على عمومه بنسبة و تناسب.
في رأيي أن موضوع تعريب الكلمات و تعميم تلك المصطلحات للاستخدام على كافة الأصعدة هو واحد من أهم أسباب نشر اللغة العربية و التخلص من الكلمات الأجنبية. و لربما كان هذا في المشرق منتشراً أكثر مما هو في المغرب. و هذا لأمر خطير جداً، إذ عندما يتعود المرء على نطق مصطلح ما من المصطلحات بالعربية إنما هو يتعود على لفظ العربية الصحيح و يتعود أيضاً على تعميم تلك التجربة على جميع تلك المصطلحات الأجنبية.
و لا شك أن للمؤسسات الرسمية دور كبير في هذا، فلو أن تلك المؤسسات تجبر الشركات على استخدام ألفاظ عربية في كل ما تنتجه و تنشره أو حتى تستورده لخفت البلوى. فمثلاً لو أن شركة ما أنتجت سلعة معينة و كان من اللازم عليها أن تصدر جميع الإعلانات و التعريف بالمنتج باللغة العربية و أن تستخدم ألفاظها لعمت الفائدة، هذا و لا مانع من إصدار هذه التعريفات بلغات أخرى بجانب العربية. كذلك الإعلانات التجارية بشتى أنواعها و وسائلها. و من الملاحظ أن قضية التعريب هذه متابعة أكثر في المشرق من متابعتها في المغرب.
و الأدهى من ذلك مع الأسف الشديد: أن كثيراً من الأخوة خاصة المغاربة لا يستطيعون الكتابة باللغة العربية و ذلك لتعودهم على لفظ الحروف خطأ. و لا أعني بذلك مثلاً كتابة الهمزات أو التاءات أو غيرها. بل أعني بذلك الحروف البديهية التي لا خلاف عليها و لا تحتاج إلى معرفة قواعد للغة:
فمثلاً كثير منهم إن قلت له اكتب كلمة ذئب فلربما كتبها لك دئب و هذا لنطقهم الذال دالاً. و إن قلت لهم اكتب ثَمَر كتب لك تَمر، و لربما سألك هل تكتب هذه الحرف الأول بنقاط ثلاثة أم بنقطتين فقط. و قس على ذلك الظاء و الضاد، فلربما كتب لك كلمة ظالم هكذا ضالم، و يقول لك هذا ضلم.
و هنا يأتي سائل و يقول تبديل الحروف بحروف أخرى موجود في كل اللهجات، فالمصرية مليئة بمثل هذا. نعم نقول هذا حق، و لكن عندما لا يستطيع هذا الشخص التفرقة بين اللهجة و خطئها و بين الفصحى و كيفية كتابتها فهذه مصيبة كبرى. إذ العبرة هنا بمعرفة الخطأ من الصواب و إن كان المتكلم يلفظ حروفاً و كلمات خاطئة إلا أنه من الواجب عليه معرفة الصواب و استخدامها عند الحاجة، و إن كانت الحاجة إلى ذلك موجودة دائما، لأن هذه اللهجات ما هي إلى تحريفات دخيلة على اللغة العربية.
و هذا واقع مرير مع الأسف فلي أصدقاء مغاربة كثر هنا حيث أقيم، و منهم المهندسون و طلبة الدكتوارة، و لا يستطيعون مع الأسف التفرقة بين دئب و ذئب و ما هو الصواب منهما. فيمكنك بسهولة أن تقنعه أن كلمة ذئب تكتب دئب دون أن يفرق.
و أنبه هنا أن هذا المرض مستشر في جميع الدول العربية، فاللهجة السعودية كذلك هي صعبة للغاية، و لكن المغربية أشدها صعوبة و الله أعلم. و كذلك في الأمر بالنسبة للكتابة في السعودية و غيرها.
و هذا مما لا شك فيه أنه يفرح أعداء الأمة من الصهاينة و غيرهم ...
أسأل الله أن يعيد للأمة مجدها و عزتها و أن يستخدمنا و لا يستبدلنا ... و الله الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[معاذ جمال]ــــــــ[18 - 08 - 10, 11:10 م]ـ
أعتذر من الإخوة إذا خالفت الكثير منهم، لأن اللهجة المغربية ثاني أقرب لهجة من اللغة العربية الفصحى بعد اللبنانية، وهذا يدركه من له اشتغال باللغة العربية. نعم هناك بعض الكلمات الأجنبية التي تأثرت بها اللهجة المغربية لكنها ليست بذلك الفحش.
وقد ذهلت لأحد الإخوة الذي قال أن اللهجة التونسية مفهومة؟؟، فقد سافرت إلى تونس ولم اكد اعرف منها إلا كلمات قليلة، أما الجزائرية فأبعد من اللهجة المغربية عن العربية بكثير، والسبب بسيط إذ اللهجتان المغربية والجزائرية لا تكاد تجد بينهما اختلافا إلا في النادر، وقد تأثرت الجزائرية بالفرنسية تأثرا كبيرا فاق تأثر المغاربة أضعافا كثيرة.
للعلم خير دليل على كون المغربية من أقرب اللهجات إلى العربية الفصحى، كون المغاربة يفهمون جميع اللهجات تقريبا دون أي إشكال.
¥