ـ[أبو حفص ماحية عبد القادر]ــــــــ[19 - 08 - 10, 07:28 م]ـ
الموضوع بحق يستحق العرض و الدراسة المتأنية.
ثم ليس علينا أهل المغرب أن نشعر بالدونية بزعم بعضهم أن لهاتنا المغربية بعيدة عن العربية الفصيحة. نعم قد يقال أن فهمها صعب لأن أهل المشرق بعيدون عن أهل المغرب و لا يخالطونهم مثلما يفعل أهل المغرب معهم.
و لعل سبب الصعوبة أن اللهجات المغربية تجد فيها مزيجا من العربية الفصيحة و هو الكثير الأثير و البربرية و الأندلسية و شيء من الفرنسية في المغرب و الجزائر و تونس و الإيطالية في ليبيا و الإسبانية ...
لكن للمتتبع الذكي أن يلاحظ أن العربية الفصيحة لا تزال تسيطر على ألسن القبائل و البدو لأنهم كانوا الأبعد عن المدينة. و لاحظ أن نظير هذه المسألة دخول اللحن على العربية الفصيحة لما انتشر الإسلام في مصاقع الأرض فهُرع العلماء لتدوين النحو أصول اللغة حتى لا تضيع.
ثم هل لهجات المشارقة تخلو عن الصعوبة أو تنحت عنها الكلمات الدخيلة الأجنبية.
و ربما سنبسط البحث لاحقا فعذرا ... و لا يجب على أحد منا أن يخجل لأجل لسانه ... و لا تنبغي أن نشعر بالدونية ... فلسان أهل المغرب أصح بيانا ... و أجود فصاحة من كثير من لهجات غيرهم ...
و الله تعالى أعز و أكرم و أعلم و أحكم.
ـ[نور أبو مدين]ــــــــ[19 - 08 - 10, 07:55 م]ـ
عدنا للحديث عن الكلمات أخي أبا حفص، وهذا ما اعترضت عليه مرارا اللغة ليست مجرد كلمات بل أصوات أولا ثم تتركب منها كلمات ثم تتركب منها جمل ثم للجمل دلالة تستمدها من دلالة الكلمات ومن دلالة التراكيب وتبسيط الأمر لمجرد الكلمات تبسيط خادع.
تغير عدة أحرف عند النطق لا يخرج اللهجة عن نطاق لغتها الفصحى فالفصحى القديمة نفسها فيها هذه التغيرات (كشكشة ربيعة ومضر وفحفحة هذيل وطمطمانية حمير وعجعجة قضاعة وشنشنة اليمن وعنعنة تميم)
ودخول كلمات أعجمية للغة لا يخرجها عن فصاحتها (أباريق واستبرق وأرائك ... )
وكل هذا لا يخرج اللغة عن عربيتها.
غنما الخطورة في تداخل هذه التغيرات وتراكبها على المستويات الأربعة للغة حتى يصعب إرجاعها لأصلها.
ـ[عبد الرحمن الطويل]ــــــــ[19 - 08 - 10, 08:04 م]ـ
توسع الموضوع توسعاً لا طائل منه، و دفعته العصبية عند بعض الإخوة عفا الله عنا و عنهم.
قد تقترب لهجة من الفصحى في جانب، و تبتعد عنها في جانب آخر.
اللهجة المغربية قريبة جداً من الفصحى من حيث دلالة الألفاظ، كما بينت بعض الأمثلة في مشاركتي و أكثر الإخوة من بعدي في ذلك حتى أقاموا الحُجة.
لكن هذا لا ينفي أنها بعيدة عن الفصحى نبراً و أزمنة، و هذا يجعل فهمها عسيراً على المشرقي رغم سلامة دلالاتها.
بينما بعض اللهجات المشرقية قد تكون فقيرة المخزون اللفظي بالنسبة إلى المغربية، لكن سلامة نبرها و أزمنتها يجعل فهمها يسيراً على غير أهلها.
لذا ينبغي ألا يتسرع البعض و يحكم بالقرب و البعد عن الفصحى من زاوية واحدة فقط و يغفل ما سواها، و ليُترك الفصل في هذه المسائل للمتخصصين في اللسانيات و المعتنين باللهجات.
* و ينبغي ألا تضيق صدور الإخوة المغاربة من طرح هذا الموضوع على وجه البحث لا الانتقاص ـ و قد بدا من بعضهم الضيق ـ لأن طرح مثل هذا الموضوع و المشاركة فيه لا يصدر إلا من مهتم بالمغرب و لهجته.
كما أن هناك انتقادات أخرى توجه إلى لهجات عربية أخرى، و ليست المغربية وحدها غرضاً.
و لا يخفى أن بُعد المغربية عن الفصحى ـ لو سلمنا بذلك جدلاً ـ لا ينفي عروبتها إجمالاً، و فصاحتها من وجوه.
و لا ينفي أن المغاربة أصحاب قدم راسخة في العروبة، و يد سابغة في حضارتها و علوم لغتها و ءادابها، و هو ما لم تبلغه بعض الشعوب المشرقية التي قد تكون لهجتها أكثر وضوحاً.
و المغاربة ـ فضلاً عن ذلك ـ جنود العروبة و حُرّاس حدودها على ثغرها الغربي، لذلك كانوا أكثر أهلها تلقياً للضربات من أعدائها، و لم يقم أهل العمق العربي بدورهم الواجب في إمدادهم و إعانتهم على الصد.
لذلك .. على الإخوة المغاربة أن يتناولوا الموضوع بحثاً فقط، و يلتزموا الموضوعية في المدح و الذم، بعيداً عن العصبية، و هم و لهجتهم في المحل الأعلى من قلوبنا.
ـ[نور أبو مدين]ــــــــ[19 - 08 - 10, 08:08 م]ـ
¥