تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و الرواية الثانية مضمونها أن عليا و العباس تأخرا عن بيعة أبي بكر الصديق، فشاور عمر بن الخطاب الصحابيين أبا عبيدة بن الجراح و المغيرة بن شعبة في أمر هؤلاء، فقالا له: عليك بإعطاء العباس نصيبا في هذا الأمر، يكون له و لعقبه، لقطع الطريق أمام علي بن أبي طالب؛ فاتصل عمر بأبي بكر الصديق و ذهب الجميع إلى العباس ليلا،و كلّموه فيما اتفقوا عليه، فرفض مطلبهم و قال لأبي بكر: إن كان هذا الأمر حقا للمسلمين فليس لك أن تحكم فيه، و إن كان لنا فلا نرضى ببعضه؛ ثم ذكّره بأنه من آل محمد، فتركوه و خرجوا من عنده.

و أما الثالثة –من المجموعة الأولى- فمفادها أنه لما جُددت البيعة لأبي بكر الصديق أمام عامة الناس، خرج إليه علي بن أبي طالب، فلم يُبايعه و قال له: أفسدت علينا أمورنا،و لم تستشر،و لم ترع لنا حقا؛ فقال أبو بكر الصديق: بلى و لكن خشيتُ الفتنة.

و الرواية الرابعة وردت في كتاب الإمامة و السياسة المنسوب لابن قتيبة الدينوري (ت276ه)،و فيها أنه لما بايع بنو هاشم أبا بكر الصديق بالخلافة، جيء بعلي بن أبي طالب، فأبى أن يُبايع، و قال: لا أبايعكم،و أنتم أولى بالبيعة لي، و أنكم غصبتم أهل البيت حقهم، و أنكم حاججتم الأنصار بأنكم أولى منهم، لأن الرسول منكم و من قرابتكم؛و أنا أجادلكم بنفس المنطق، فنحن أولى منكم بالرسول حيا و ميتا. فقال له بشير بن سعد الأنصاري: إن الأنصار لو سمعوا ما قلته الآن لبايعوك، لكن الأمر قد فات بمبايعتهم لأبي بكر الصديق. ثم تزعم الرواية أن عليا –لما لم يُؤخذ برأيه- أركب زوجته دابة و خرج بها ليلا إلى مجالس الأنصار، فكانت –أي فاطمة- تسأل الأنصار النصرة، فيقولون لها: (يا بنت رسول الله، قد مضت بيعتنا لهذا الرجل،و لو أن زوجك و ابن عمك سبق إلينا قبل أبي بكر، ما عدلنا به) فيقول علي بن أبي طالب: ((أفكنتُ أدع رسول الله –صلى الله عليه و سلم- في بيته لم أدفنه، و أخرج أنازع الناس سلطانه، فقالت فاطمة: ما صنع أبو الحسن إلا ما كان ينبغي له،و قد صنعوا ما الله حسيبهم و طالبهم)).

و الرواية الخامسة هي الأخرى وردت في كتاب الإمامة و السياسة المنسوب لابن قتيبة، و تزعم أن عليا و قوما معه رفضوا الخروج لبيعة أبي بكر الصديق، فأرسل إليهم عمر بن الخطاب، فناداهم فلم يخرجوا للبيعة، فطلب –أي عمر- الحطب ليحرق الدار و من فيها، فخرج من كان في الدار و بايعوا أبا بكر،و لم يخرج علي لأنه ((زعم أنه قال: حلفتُ أن لا أخرج،و لا أضع ثوبي على عاتقي حتى أجمع القرآن))، ثم منعت فاطمة عمر بن الخطاب من الدخول، فرجع إلى أبي بكر و أخبره بالأمر، فأرسل –أي أبو بكر- مولاه قنفد ليدعوا له عليا فأبى علي، و رجع مولاه إليه، فبعثه ثانية إلى علي، فأبى المجيء؛ ثم ذهب عمر مع جماعة إلى بيت علي، فلما رأتهم فاطمة نادت بأعلى صوتها و استغاثت بالرسول-عليه الصلاة و السلام-، فعاد بعض من كان معه و دخل الباقون إلى البيت، و أخرجوا عليا و أخذوه إلى أبي بكر الصديق، فأبى أن يُبايعه،و هدده الحاضرون بالقتل،و طلب عمر من أبي بكر أن يقتله، فلم يوافقه و ترك عليا مادامت فاطمة إلى جنبه، ثم تزعم الرواية أن عليا خرج إلى قبر النبي-صلى الله عليه و سلم- و هو يصيح و يبكي.

و أما المجموعة الثانية التي ذكرت أنه حدث إكراه في دعوة علي لبيعة أبي بكر، فتضم ثلاث (03) روايات، أولها ما رواه المؤرخ ابن جرير الطبري، عن زكريا بن يحي الضرير، عن أبي عوانة، عن داود بن عبد الله الأودي، عن حميد بن عبد الرحمن الحميري، أنه عندما بايع الناس أبا بكر الصديق تخلّف علي بن أبي طالب و الزبير بن العوام، و قال الزبير: لا أغمد سيفي حتى يُبايع علي فلما بلغ أمرهما لأبي بكر الصديق و عمر بن الخطاب، قال عمر: خذوا سيف الزبير و اضربوا به الحجر، ثم ذهب إليهما و قال لهما: لتبايعان طائعين، أو لتبايعان كارهين، فبايعا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير