تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و الرواية الثانية ذكرها الطبري، و فيها: حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن مغيرة، عن زياد بن كليب قال: ذهب عمر بن الخطاب إلى منزل علي، و فيه الزبير و رجال من المهاجرين، فقال لهم: و الله لأحرقن عليكم أو لتخرجنّ للبيعة، فخرج الزبير حاملا سيفه، فعثر و سقط السيف من يده، فوثبوا عليه و أخذوه منه.و إلى هنا توقف الخبر،و لا نعلم ما حدث بعد ذلك حسب ما زعمته هذه الرواية.

و الرواية الثالثة –من المجموعة الثانية – هي الأخرى رواها الطبري، و فيها: حدثني ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن رجل، عن عِكرمة، عن عبد الله بن عباس أنه جرى بينه و بين عمر بن الخطاب –زمن خلافته-، فكان مما قاله له ابن عباس: إن قريشا صرفت الخلافة عن بني هاشم حسدا و ظلما.و كلامه هذا يعني أن عليا و بني هاشم أُجبروا على البيعة و السكوت عن حقهم الذي زعمته الرواية.

و أما المجموعة الثالثة –التي ذكرت أن البيعة تمت طواعية- فتضم ثلاث روايات، أولها ما رواه الطبري من أن عليا ما إن سمع ببيعة الصديق خرج مسرعا لابسا قميصا دون إزار و لا رداء عليه، كراهية أن يتأخر عن البيعة، فذهب إليه و بايعه و جلس بجانبه، ثم بعث يطلب ما ينقص من ثوبه.

و الرواية الثانية مفادها أنه لما جلس أبو بكر الصديق للبيعة ولم ير عليا سأل عنه، فقام أناس من الأنصار و أتوا به، فقال له أبو بكر: ابن عم رسول الله و ختنه، أردتَ أن تشق عصا المسلمين؟!، فقال علي: لا تثريب يا خليفة رسول الله – صلى الله عليه و سلم-، و بايعه.و عندما لم ير الزبير بن العوام سأل عنه، فجيء به إليه، فقال له:ابن عمة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- و حواريه، أردت أن تشق عصا المسلمين؟! فقال له: لا تثريب يا خليفة رسول الله،و بايعه.

و الثالثة رواها الطبري،و هي رواية عامة عن مواقف الصحابة من بيعة أبي بكر الصديق، يندرج فيها موقف علي بن أبي طالب و بني هاشم، مضمونها أنه لم يتخلف أحد من المهاجرين عن بيعة أبي بكر الصديق، و أنهم تتابعوا على بيعته من غير أن يدعوهم.

و أما المجموعة الرابعة - التي ذكرت أن عليا تأخر عن البيعة ستة أشهر- فتضم أربع روايات، أولها ما رواه المؤرخ اليعقوبي من أنه لما سمع أبو بكر الصديق و عمر بن الخطاب، أن جماعة من المهاجرين و الأنصار في بيت علي بن أبي طالب، ذهبا مع بعض الناس إليه في بيته و هجموا على من فيه، فخرج إليهم علي بالسيف، فتصدى له عمر و كسر سيفه،و دخلوا إلى البيت، فخرجت إليهم فاطمة و قالت لهم: و الله لتخرجن أو لأكشفن شعري و ادعوا الله، فخرجوا من بيتها؛ ثم بقي من كان مع علي أياما دون بيعة، ثم بايعوا أبا بكر فُرادى، أما علي فلم يُبايعه إلا بعد ستة أشهر.

و الرواية الثانية ذكرها المؤرخ المسعودي، و فيها انه لما جُددت البيعة لأبي بكر الصديق-بعد بيعة السقيفة- و بايعه الناس البيعة العامة، خرج إليه علي بن أبي طالب،و قال له: ((أفسدتَ علينا أمورنا،و لم تستشر و لم ترع لمنا حقا) فقال أبو بكر: بلى و لكن خشيتُ الفتنة)).

و الثالثة وردت في كتاب الإمامة و السياسة المنسوب لابن قتيبة الدينوري، و فيها أن عليا رفض مبايعة أبي بكر،و كان يخرج بزوجته فاطمة إلى الأنصار يطلب مساعدتهم له لأخذ حقه المغصوب، و عندما حاول أبو بكر و عمر إجباره على البيعة رفض، و خرج إلى قبر الرسول-عليه الصلاة و السلام- يصيح و يبكي، لكنه عندما تُوفيت زوجته فاطمة، أرسل إلى أبي بكر بأن يأتيه إلى البيت، فلما حضر قال له علي: ((لم يمنعنا أن نبايعك إنكارا لفضيلتك،و لا نفاسة –أي حسدا- عليك،و لكنا كنا نرى أن لنا في الأمر حقا، فاستبددت علينا))، ثم وعده بالبيعة غدا بالمسجد الجامع، فلما حنان الوقت تكلّم علي، و عظّم حق أبي بكر و ذكر فضيلته و سابقته ثم بايعه، فقال له الناس: أصبت يا أبا الحسن و أحسنت؛ ثم لما تمت البيعة بقي أبو بكر ثلاثة أيام يستقبل الناس و يقول لهم: قد أقلتكم في بيعتي، هل من كاره؟، هل من مُبغض؟، فيقوم علي في أول الناس و يقول: و الله لا نقيلك و لا نستقيلك أبدا،و قد قدمك رسول الله –صلى الله عليه و سلم- لتوحيد ديننا، من ذا الذي يُؤخرك لتوجيه دنيانا)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير