تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يافا، أما جزر فتل يقع على بعد ثمانية كم إلى الجنوب الشرقي من الرملة (3)، ومن المحتمل أن "يار" هي يارين في جنوب لبنان.

وكان من قبل قد ذهب عدد من الباحثين إلى القول بأن رمسيس الثاني والد مرنبتاح هو "فرعون الخروج"، أما الآن فبناء على القراءة المزيفة صار مرنبتاح هو " فرعون الخروج"، وبشكل ملطف صار المقصود ب"يزريل" سهل يسيراو، الذي صار يعرف باسم" سهل سدرالون" وبعد الإسلام " سهل - أو مرج - ابن عامر. ونلتفت الآن إلى رسائل تل العمارنة:

في عام 1887 م، كانت فلاحة مصرية تحرث قطعة أرض في خرائب "تل العمارنة"، عاصمة الملك أخناتون أي أمنحوتب الرابع (حوالي 1379 - 1362ق. م) الواقعة على دلتا النيل، فعثرت على لوح طيني مجفف عليه كتابات بلغة غريبة، فعرضته على أحد السماسرة، فتبين أنه مكتوب باللغة الأكادية (الكنعانية)، وبادر المهتمون بالآثار، وأخذوا يبحثون، فبلغ عدد ما عثروا عليه ثلاثمائة وسبعة وسبعين لوحاً، فيها رسائل من بلاد الشام، نصفها تقريباً من ملوك محليين، وأسماء هؤلاء الملوك كلها عربية من ذلك: عبدو هبه، ولبايو (اللبوي) ومليكو، وايملكو، وكان هؤلاء بالواقع حكاماً صغاراً تذللوا كثيراً في رسائلهم إلى الملك المصري، وشكوا إليه من الصراعات وبعض الاضطرابات الأمنية، وطلبوا بعض المساعدات العسكرية، مثل عدد قليل من النبالة، وتحتوي النصوص إشارات إلى مجموعة بدوية كان أسمها " العفيرو"، وأخرى أعرابية كان أسمها "شاسو". وقرأ أوائل رجال الاستشراق اسم "عبدو هيبا" "والعفيرو" " الخبيرو"، وأرادوا من وراء ذلك القول بأن العفيرو هم "العبرانيين "، وهنا لا ننكر أنه وجدت جماعة كان أسمها "الخبيرو"، ولكن لابد من التمييز بين " الخبيرو" و"العفيرو" زمنياً وجغرافياً، فالخبيرو ورد ذكرهم في رسائل من ماري على الفرات (1730 - 1700 ق. م)، وذلك نسبة إلى الخابور (4) أما العفيرو فهم بداة فلسطين، وفي العربية: التراب هو " العفر، وعافره: صارعه ... والعفرة غبرة في حمرة ..... والعفرة: المختلطون من الناس، وعفرة الحرب والشر: شدتها .... ورجل عفر، وعفرية، وعفراة ... أي خبيث منكر .... ومعافر: قبيلة من اليمن .... والعفر: السهام (5): ويقابل كلمة " شاس" في عربية القرآن الكريم جاس، وفي سورة الإسراء - الآية الخامسة: (فجاسوا خلال الديار) يضاف إلى هذا أن معنى شاسوا باللغة الهيروغليفية "الإعرابي " والمتتبع لتاريخ فلسطين عبر العصور يجد أنه كان فيها بالإضافة إلى سكان المدن والأرياف، دوماً بداة وأعراب، وهذا موثق في العصر الفاطمي، وفي كتاب الاعتبار لأسامة ابن منقذ لدى وصفه لعبوره من مصر إلى الشام، وفي أواخر القرن الخامس عشر، في رحله فليكس فابري (6) وبعد رسائل العمارنة استمر ذكر "العفيرو " يرد في الكتابات المصرية، من ذلك نقوش معبد هابو، التي تصور انتصار رمسيس الثالث (1188 - 1157ق. م) على شعوب البحر (فرستي - فلستي) وفي بردية هاريس، أهدى رمسيس هذا نفسه عدداً من " العفيرو" إلى معبد الإله رع في عين شمس، كما أستخدم ابنه رمسيس الرابع (1157 - 1151) ثمانمائة من "العفيرو " في قطع الأحجار في وادي الحمامات (7).

وحاولت بعض البحوث الالتفافية أن تجدد القول بأن هذه الإشارات تعني دخول العبرانيين إلى مصر حسبما ورد في العهد القديم، كما أن القرآن الكريم في إشارته إلى كل من يوسف وموسى عليهما السلام، ذكر مصر خمس مرات (8)، وأن حاكمها عرف بفرعون، ومع أنني سأقف مجدداً عند تدوين العهد القديم وتقويم مواده الاخبارية، أوضح بداية أن أرض الكنانة كان أسمها في العصور القديمة " كمة – كميت" أي الأرض السمراء، وما من واحد من ملوكها حمل لقب فرعون (9)، وظلت أرض الكنانة تحمل أسمها هذا حتى ما بعد عصر الإسكندر المقدوني في القرن الرابع ق. م.

بدليل نقش جبل رام (2) الواقع إلى الشمال من خليج الحقبة، وقد كتب هذا النقش بحرف الجزم (القرآني) والمسند، والهيروغليفية، وجاء فيه "قاد علي جيشه، وأنتهى بأرض ترضى لكلب جيشه عدا إلى الكمة كوم رع رب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير