بسم الله الرحمن الرحيم
(3): ابن بطُّوطة (الرَّحَّالة المشهور):
- قال العلاَّمة ابن خلدون رحمه الله في مقدِّمة تأريخه ديوان المبتدأ والخبر (ص/227): ((ورد بالمغرب لعهد السلطان أبي عنان من ملوك بني مرين رجل من مشيخة طنجة يعرف بابن بطوطة كان رحل منذ عشرين سنة قبلهما إلى المشرق، وتقلَّب في بلاد العراق واليمن والهند، ودخل مدينة دهلي حاضرة ملك الهند وهو السلطان محمد شاه، واتصل بملكها لذلك العهد وهو فيروزجوه، وكان له منه مكان، واستعمله في خطه القضاء بمذهب المالكية في عمله، ثم انقلب إلى المغرب، واتصل السلطان أبي عنان.
وكان يحدِّث عن شأن رحلته وما رأى من العجائب بممالك الأرض.
وأكثر ما كان يحدث عن دولة صاحب الهند، ويأتي من أحواله بما يستغربه السامعون!
مثل أن ملك الهند إذا خرج إلى السفر أحصى أهل مدينته من الرجال والنساء والولدان وفرض لهم رزق ستة أشهر، تدفع لهم من عطائه.
وأنه عند رجوعه من سفره يدخل في يوم مشهود يبرز فيه الناس كافة إلى صحراء البلد ويطوفون به وينصب أمامه في ذلك الحقل منجنيقات على الظهر ترى بها شكائر الدراهم والدنانير على الناس إلى أن يدخل إيوانه، وأمثال هذه الحكايات.
فتناحى الناس بتكذيبه.
ولقيت أيامئذ وزير السلطان فارس بن وردار البعيد الصيت ففاوضته في هذا الشأن، وأريته إنكار أخبار ذلك الرجل، لما استفاض في الناس من تكذيبه، ... الخ)).
- وقال الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى في شرحه لنونية ابن القيم (1/ 497 - 498): ((وكذلك شيخ الاسلام ابن تيمية، فلا يخفى ما افتروه عليه ورموه به من الإفك، وجعلوه يقول بالتجسيم، وحاشاه.
وذكر ابن بطوطة في رحلته المشهورة قال: (وكان دخولي لبعلبك عشية النهار وخرجت منها بالغدو لفرط اشتياقي إلى دمشق، وصلت يوم الخميس (التاسع) من شهر رمضان المعظم، عام (ست وعشرين وسبعمائة) إلى مدينة دمشق الشام، فنزلت فيها بمدرسة المالكية المعروفة بالشرابيشية).
- إلى أن قال [يعني: ابن بطوطة]: - (وكان بدمشق من كبار الفقهاء الحنابلة تقي الدين ابن تيمية كبير الشام يتكلم في الفنون).
- إلى أن قال [يعني: ابن بطوطة]: - فحضرته يوم الجمعة وهو يعظ الناس على منبر الجامع ويذكرهم، فكان من جملة كلامه [يعني ابن تيمية] أن قال: إن الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا، ونزل درجة من المنبر، فعارضه فقيه مالكي يعرف بابن الزهراء ... - إلى آخر ما هذى به ابن بطوطة.
أقول [يعني: الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى]: واغوثاه بالله من هذا الكذب، الذي لم يخف الله كاذبه، ولم يستحي مفتريه، وفي الحديث: (إذا لم تستح فاصنع ما شئت).
ووضوح هذا الكذب أظهر من أن يحتاج الى الإطناب، والله حسيب هذا المفتري الكذاب، فإنه ذكر أنه دخل دمشق في 9 رمضان سنة 726!
وشيخ الاسلام ابن تيمية إذ ذاك قد حبس في القلعة، كما ذكر ذلك العلماء الثقات، كتلميذه الحافظ محمد بن أحمد بن عبد الهادي، والحافظ ابي الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن رجب في طبقات الحنابلة.
قال فى ترجمة الشيخ من طبقاته المذكورة: مكث الشيخ في القلعة من شعبان سنة ست وعشرين إلى ذي القعدة سنة ثمان وعشرين.
وزاد ابن عبد الهادي: أنه دخلها في سادس شعبان.
فانظر إلى هذا المفتري، يذكر أنه حضره وهو يعظ الناس على منبر الجامع!
فياليت شعري! هل انتقل منبر الجامع إلى داخل قلعة دمشق؟!
فانظر كلام تلامذته، وغيرهم من العارفين بحاله - أهل الورع والامانة والديانة - يتَّضح لك كذب هذا المغربي، عامله الله بما يستحق.
والله أعلم.
وكم كذبوا عليه وبهتوه، وقوَّلوه أشياء هو بريء منها)).
- انتهى المقصود منهما ...
وبالله تعالى التوفيق
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[22 - 10 - 04, 05:05 م]ـ
واصل وصلك الله بكل ما تحب، أجدت فأفدت.
في انتظار لاحق أمرك وباقي دررك.
ـ[عبيدالله]ــــــــ[23 - 10 - 04, 05:45 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[24 - 10 - 04, 06:41 م]ـ
- الأخ الكريم ابن دحيَّان ..
جزاك الله خيراً على دعواتك الطيبة ..
الأخ عبيدالله .. وفيك بارك وبك أنعم
في انتظار لاحق أمرك.
أتنتظر وفاتي؟
(: ابتسامة
¥