يعدُّ الشيخ عثمان شيخاً لجميع علماء البصرة تقريباً، حيث تولَّى التدريس في أغلب مدارسها، و ممَّن تخرَّج على يديه من العلماء الشيخ عبداللطيف بن سلُّوم، و الشيخ عبدالرزاق بن سلُّوم، و الشيخ عبدالوهاب بن محمد بن حميدان بن تركي، و الشيخ محمد بن تريك، و الشيخ عثمان المزيد، و الشيخ أحمد بن عبدالله بن عقيل و محمد أمين المدني و حسين الدوسري و أحمدنور أفندي الأنصاري وغيرهم كثير.
نماذج من أسلوبه ومحاوراتِه العِلميَّة:
يعدُّ الشيخ عثمان بن سند من الشعراء المطبوعين والنُظَّام المكثرين كما يتبين من خلال مؤلَّفاته، فلذلك انتدبَ نفسَه للردِّ على الشاعر العباسي دعبلٍ الخُزاعي الذي ملأَ ديوانَه بسبِّ أصحاب سيد الأنام عليه الصلاة والسلام، فألَّف كتابَه (الصارم القرضاب في نحر من سبَّ الأصحاب) بلغ به نحوَ ألفي بيتٍ أو أكثر، فمن ذلك قوله ردَّا على الرافضي:
ولقد هجوت المصطفى إذ قُلتَ قد سادت على السادات فيها الأعبدُ
إخسأ فما سادت عليهم أعبدٌ بل سادةٌ بهم الفِخارُ معمَّد
أسدٌ يخالون القنا يوم الوغى قُضبان بانٍ بالأكفِّ تأوَّدُ
إن كان عبداً من زعمت فَما له عبدُ يُصاهِره النبي محمَّد
قالَ الألوسي: (وكانَ رحمه الله سلفي الظاهر والباطن، مازالَ يصدعُ بالحق ويُعلِن، وقد أبطلَ الرابطة بقصيدةٍ طويلة، وبيَّن عَدمَ مشروعِيتها، يقول فِيها:
الشيخ يدعو لإخلاء الفُؤاد من الـ
أغيارِ طُرَّا ليصفو الذكر للفُقرا
فكيف يدعو إلى تصوير صورته
في خاطرٍ فيه نور الله قد سَفرا
فحسبُنا باتباع المصطفى شرفاً
إن مالَ نحو ابتداع غيرُنا وجَرى
فيامريدَ الهُدى استنسك بعِز تُقى
وقل إذا السالك استهداك معتبِرا
دع التَوجُّه إلاَّ للذي فَطرا
واسلك على الشرع واترك ما سواه ورا) انتهى.
قلت: قول الألوسي عن الشبخ عثمان بأنه سلفي الظاهر و الباطن فيه مبالغة، فالرجل كان أشعرياً بل قد ألف على مذهب الأشاعرةمنظومة أسماها: (هادي السعيد) ضمَّنها متن "جوهرة التوحيد" لابراهيم ابن اللقاني المالكي الأشعري، كما سيأتي.
و كذلك فقد كان الشيخ عثمان نقشبنديا، و قد ألف في ترجمة شيخة في الطريقة الشيخ خالد النقشبندي كتابه الشهير "أصفى الموارد في سلسال أحوال الإمام خالد" إلاَّ أنه انتقد بعض أحوال النقشبندية كما مرَّ بك في منظومته السابقة، و الله أعلم.
مؤلَّفاته:
كان ابنُ سندٍ مَعنياً بالنظم التعليميِّ عنايةً فائقةً فنظمَ غالبَ المُتونِ في العربية والفِقه والحديثِ والعقائدِ والعروض والقوافي والحساب ثم شرحها شروحاً جيِّدة، و مع كثرة كتبه رحمه الله إلاَّ أنها تمتاز بالنفاسة و التحقيق قال الشيخ البسام حفظه الله: (مؤلفاته كثيرة جداًّ و، و مفيدة لأنها ليست مجرَّد نقل، و إنما كتبها من علومٍ هضمها، و معارفَ شربها، فجاءت مؤلفاته بأفكارٍ حُرَّة من معارفه الخاصَّة، و صاغها بأسلوبه الأدبي و جُمَلِه البليغة).
فمن كُتبِه:
في الحديث:
1ـ بهجة النظر في نظم (نخبة الفِكر في اصطلاح أهل الأثر)، منه نسخة بخط عالم العراق أبي الثناء محمود الألوي.
2 ـ شرح نخبة الفكر، قال الشيخ محمود شكري الألوسي: (ما عليه مزيد)
3 ـ منظومة في مصطلح الحديث، لعلَّها (بهجة البصر).
4 ـ الغُرر في جبهة (بهجة البصر)، شرح المنظومة السابقة، منها نسخة في خزانة الرباط (كتاني).
ب ـ في العقائد:
5 ـ هادي السعيد، منظومة في العقائد ضمَّنها (جوهرة التوحيد) لابراهيم ابن اللقاني المالكي.
6 ـ منظومة في إبطال عقيدة الرابطة لدى بعض طرق الصوفيَّة و بيان عدم شرعيتها.
جـ في الفقه و أصوله:
7 ـ أوضح المسالك في فقه الإمام مالك، نظم فيه مختصر العمروسي، طبع في بومبي سنة 1315هـ.
8 ـ الدرَّة الثمينة و الواضحة المبينة في مذهب عالم المدينة، منظومة.
حاشية على شرح مختصر المنتهى.
9ـ تحفة التحقيق لمعرفة الصديق، في ألغاز الفرائض، منه مخطوطة في المكتبة العباسية في البصرة.
¥