تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وذلك يرجع إلى أن هذا الأمر لم يعهده الصحابة من قبل، ثم إنه قتال بين المسلمين، أي قتال فتنة فلم يستطع البعض منهم تمييزها، فمن استطاع منهم معرفة الحق ناصره دون تأخير،

وليس أدل من ذلك ترقب بعض الصحابة لمقتل عمار بن ياسر لعلمهم بأنه" تقتله الفئة الباغية"، ومن هؤلاء خزيمة بن ثابت "ذو الشهادتين" الذي حضر صفين ولم يقاتل حتى قتل عمار، عندها شارك مع عليّ.

فدل ذلك أيضا على أن التخلف عن القتال مع عليّ ونصرته ليس دليلاً على الإمتناع عن بيعته،وذلك على نحو ماسنذكره في موقف أبي بكرة رضي الله عنه.

ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[19 - 12 - 06, 12:22 ص]ـ

الحمد لله

موقف أبي بكرة رضى الله عنه من الفتنة

أخرج البخارى فى صحيحه (7099):

حدثنا عثمان بن الهثيم حدثنا عوف عن الحسن " عن أبى بكرة قال: لقد نفعني الله بكلمة أيام الجمل، لما بلغ النبى صلى الله عليه وسلم أن فارسا ملكوا ابنة كسرى قال:" لن يفلح قوما ولو أمرهم امرأة "

قال الحافظ فى الفتح (13/ 67":

قوله: (لقد نفعني الله بكلمة أيام الجمل) في رواية حميد " عصمني الله بشئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم "وقد أخرج عمر بن شبة في:"كتاب أخبار البصرة " ......... ، فاخرج من طريق عطية بن سفيان الثقفي عن أبيه قال: لما كان الغد من قتل عثمان أقبلت مع علىّ فدخل المسجد فإذا جماعة علىّ وطلحة فخرج أبو جهم بن حذيفة فقال: يا علىّ ألا ترى؟ فلم يتكلم، ودخل بيته فأتى بثريد فأكل ثم قال: يقتل ابن عمى ونغلب على ملكه؟ فخرج إلى بيت المال ففتحه، فلما تسامع الناس تركوا طلحة، ومن طريق مغيرة عن إبراهيم عن علقمة قال: قال الأشتر رأيت طلحة والزبير بايعا عليا طائعين غير مكرهين، ومن طريق ابن نضرة قال: كان طلحة يقول إنه بايع وهو مكره، ومن طريق داود بن أبى هند عن الشعبى قال: لما قتل عثمان أتى الناس عليا وهو في سوق المدينة فقالوا له ابسط يدك نبايعك، فقال: حتى يتشاور الناس، فقال بعضهم: لئن رجع الناس إلى أمصارهم بقتل عثمان ولم يقم بعده قائم لم يؤمن الاختلاف وفساد الأمة، فاخذ الأشتر بيده فبايعوه، ومن طريق ابن شهاب قال: لما قتل عثمان وكان علي خلا بينهم، فلما خشي أنهم يبايعون طلحة دعا الناس إلى بيعته فلم يعدلوا به طلحة ولا غيره، ثم أرسل إلى طلحة والزبير فبايعاه، ومن طريق ابن شهاب أن طلحة والزبير استأذنا عليا فى العمرة، ثم خرجا إلى مكة فلقيا عائشة فاتفقوا على الطلب بدم عثمان حتى يقتلوا قتلته.

ونقل الحافظ رحمه الله قول ابن التين:

كلام أبى بكرة (لن يفلح قوم ولو أمرهم امرأة) يدل على انه لولا عائشة لكان مع طلحة والزبير لأنه لو تبين له خطؤهما لكان مع علىّ، كذا قال وأغفل قسما ثالثا وهو أنه كان يرى الكف عن القتال في الفتنه كما تقدم تقريره، وهذا هو المعتمد، ولا يلزم من كونه ترك القتال مع أهل بلده للحديث المذكور أن لا يكون مانعه من القتال سبب أخر وهو ما تقدم من نهيه الأحنف عن القتال واحتجاجه بحديث " إذا التقى المسلمان بسيفيهما " كما تقدم قريبا.اهـ

ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[19 - 12 - 06, 12:34 ص]ـ

الحمد لله

موقف أبي موسى الأشعرى وأبي مسعود الأنصاري رضي الله عنهما من الفتنة

أخرج البخار في صحيحه (7104،7103،7102):

حدثنا بدل بن المحبر حدثتا شعبة أخبرني عمرو سمعت أبا وائل يقول:

" دخل أبى موسى وأبو مسعود على عمار حيث بعثه على إلى أهل الكوفة يستنفرهم، فقالا: ما ريناك أتيت أمرا أكره عندنا من إسراعك في هذا الأمر منذ أسلمت، فقال عمار: ما رأيت منكما منذ أسلمتما أمرا أكره عندي من إبطائكما عن هذا الأمر، وكساهما حلة، ثم راحو إلى المسجد".

وأخرج أيضا (7107،7106،7105):

حدثنا عبدان عن أبى حمزة عن الأعمش عن شقيق بن سلمة قال: " كنت جالسا مع أبى مسعود وأبى موسى وعمار، فقال أبو مسعود: ما من أصاحبك أحدا إلا لو شئت لقلت فيه غيرك، وما رأيت فيك شي منذ صحبت النبى صلى الله عليه وسلم أعيب عندي من استسراعك فى هذا الأمر، قال عمار: يا أبا مسعود وما رأيت منك ولا من صاحبك هذا منذ صحبتما النبى صلى الله عليه وسلم أعيب عندي من إبطائكما في هذا الأمر، فقال أبو مسعود ـ وكان موسرا ـ يا غلام هات حلتين، فأعطى أحداهما أبا موسى والأخرى عمار وقال: روحا فيه إلى الجمعة".

قال الحافظ في الفتح (13/ 73):

قوله: (ما رأيناك أتيت أمرا اكره عندنا من إسراعك في هذا الأمر منذ أن أسلمت) زاد فى الرواية الثانيه أن الذي تولى خطاب عمار هو أبو مسعود وهو أبو عقبة بن عمرو الانصارى، وكان يومئذ يلي لعلىّ بالكوفة كما كان أبو موسى يلي لعثمان.

قال ابن بطال:فيما دار بينهم دلالة على أن كلا من الطائفتين كان مجتهدا ويرى أن الصواب معه.

وقوله (أعيب): أفعل تفضيل من العيب، وجعل كل منهم الإبطاء والإسراع عيبا بالنسبة لما يعتقده، فعمار لما في الإبطاء من مخالفة الإمام وترك امتثال (فقاتلوا التي تبغي) والآخران لما ظهر لهمامن ترك مباشرة القتال في الفتنة،وكان أبو مسعود على رأي أبي موسى في الكف عن القتال تمسكا بالأحاديث الواردة في ذلك وما في حمل السلاح على المسلم من الوعيد،وكان عمار على رأى عليّ في قتال الباغين والناكثين والتمسك بقوله تعالى (فقاتلوا التي تبغي) وحمل الوعيد الوارد في القتال على من كان متعديا على صاحبه.اهـ

وأخرج الحاكم فى المستدرك (3/ 117) من حديث الشعبى: قال: لما قتل عثمان وبويع عليّ رضى الله عنهما خطب أبى موسى وهو على الكوفة فنهى الناس عن القتال والدخول فى الفتنة فعزله عليّ عن الكوفة من ذي قار وبعث إليه عمار بن ياسر والحسن بن على فعزل فاستعمل قرظة بن كعب فلم يزل عاملا حتى قدم علىّ من البصرة بعد أشهر فعزله حيث قدم فلما سار إلى صفين استخلف عقبة بن عمرو أبو مسعود الأنصارى حيث قدم من صفين.

=== يتبع بإذن الله تعالى ===

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير