المثال الأول: قصيدة الشيخ عبدالخالق بن إبراهيم الحفظي التي قالها في مدح محمد بن عائض والتي يقول في أولها:
هُنيتَ بالنصرِ في عَيشٍ عليكَ هَنِيْ ... وبُوئتَ بالنصرِ في شَامٍ وفي يَمنِ
وهي موجودة في كل من:
1 - كتاب " إمتاع السامر " كاملة.
2 – حاشية كتاب " الدر الثمين " للعلامة الحسن بن أحمد عاكش المطبوع عام 1398 هـ
3 - كتاب " نفحات من عسير قصائد أسلاف آل الحفظي " المطبوع عام 1392 هـ وهي ناقصة.
وكان قد استشهد في موضع آخر بخمسة أبيات من القصيدة على مسألة النسب السفياني، وعقب عليها بنفس هذا التوثيق، فقال (انظر كتاب الدر الثمين للعلامة الحسن بن أحمد عاكش. وانظر كتاب نفحات من عسير للشيخ محمد بن إبراهيم الحفظي ص 136 وعنده في القصيدة نقص)! والأبيات الخمسة هي:
بَنو أُمَيَّةَ قد عَزُّوا بِمُلكِهِمُ ... وغيرُهُم في فسادٍ عاثِرٍ عَفِنِ
أحفادُهُم في رِحابِ الأرضِ ما بَرِحوا ... وإن نأى مجدُ ما شادُوهُ فاستَبِنِ
أمَا دَرى أنهُ الضِّرغامُ من نَفَرٍ ... شُمُّ الأنوفِ بُنَاةُ المَجدِ خَيرُ بَني
أرُومَةٌ مِنْ قُريشٍ طابَ مَعدِنُها ... نَسلُ اليزيدِنَ أهل الفضلِ والمِنَنِ
الطاعِنونَ العِدا والنَّاقِلونَ لهُم ... مِنَ البلادِ إلى أخرى مِنَ المُدُنِ
أقول مستعيناً بالله:
أولاً:
انظروا - ابتداء - إلى الإفلاس والتناقض العظيم! نقول لهم: إمتاع السامر لم يظهر إلا في حدود سنة 1407! فيأبون التسليم بذلك، ويتهرَّبون من مناقشته، لأنهم يدركون أن ثبوت الكذب في التاريخ واسم المطبعة يعصف بالكتاب كله!
ولكنهم إذا أرادوا توثيق شيء من الكتاب طفقوا إلى النفحات المطبوع سنة 1393، والدر الثمين المؤرخ بسنة 1398، وكتاب ابن مسفر المطبوع سنة 100 تقريباً، وكتاب محمود شاكر الشامي الصادر سنة 1402، وكتاب الصميلي المطبوع سنة 1319 ... إلخ.
لقد أقاموا بذلك الحجَّة على أنفسهم بأن الكتاب لم يطبع بمطبعة الحلبي سنة 1365!
بل حتى هذه الكتب التي يتعلَّقون بها لم يسمع أصحابها بإمتاع السامر - وإن دُسَّت إليهم بعض مادَّته - لأنه لم يظهر إلا سنة 1407!
ومن زاغ عن الحقّ ضاقت عليه المسالك، والحمد لله رب العالمين!
ثانياً:
لقد كان ينبغي أن لا يستكثر الكاتب بحاشية الدر الثمين، ولا أن يردّد (العلامة عاكش ... العلامة عاكش)، لأن الحاشية ليست لعاكش، بل لناشر الكتاب الأستاذ عبدالله بن حميّد، وتاريخ النشر سنة 1398 (ويقال بعد ذلك!). ولكنه يكرر المرّة بعد المرّة (الدر الثمين - العلامة عاكش) ليحصل الخلط المطلوب في ذهن القارئ فيظن أن العلامة عاكش تلميذ الشوكاني يشهد لصحَّة إمتاع السامر!
ولو صدق الأخ مع نفسه ومع قرائه لصرَّح لهم بأن ابن حميّد نقل القصيدة من النفحات، وأن النفحات كتاب أصيل جمعه آل الحفظي من أوراقهم، ولا علاقة له بإمتاع السامر، ولم يذكروه في مصادرهم.
بل لا يشكك الناظر المدقِّق بأن أصحاب إمتاع السامر قد نقلوها من النفحات أيضاً!
ثالثاً:
قد يقول القارئ الكريم: وجود القصيدة - وما تنطوي عليه من معلومات تاريخية - في النفحات يشهد لمضمون إمتاع السامر، وإن لم يشهد لصدور في عام 1365!
فأقول للقارئ: لا تستعجل، بارك الله فيك! وافطن إلى التدليس الماكر في قوله (وهي ناقصة - وعنده في القصيدة نقص)، كما سيأتي بيانه إن شاء الله!
رابعاً:
الغريب أن هذا الكاتب - على عادته في الانتقاء - لم يجد في متن الدر الثمين شيئاً له علاقة بإمتاع السامر، إلا حواشي ناشره ابن حميِّد!
وهو يعلم يقيناً أن متن الكتابين ليس بينهما أي شيء مشترك، لا في المعلومات ولا في الأسلوب، مع أن موضوعهما واحد وهو تاريخ الأسرة العائضية بعسير!
فمثلاً: النقطة الجوهرية التي يدور عليها إمتاع السامر هي نسبة آل عائض إلى آل سفيان، تمهيداً لتزوير تاريخ وأمجاد لهم على مستوى العالم العربي! ولكن ها هو المؤرخ (الحقيقي) عاكش الضمدي يصنِّف كتاباً لمفاخر محمد بن عائض ولا يشير إلى النسب السفياني من قريب ولا بعيد!
وفي المقابل لم يورد مزوِّرو إمتاع السامر شيئاً من الأخبار والأشعار الصحيحة التي أوردها عاكش، فلعلهم لم يعلموا بوجود الكتاب! إلا أن يكون القوم قد أرجأوا الكلام على ولاية محمد بن عائض إلى جزء لاحق!
¥