تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

النموذج الغربي (المهيمن) في ظل العلاقة العدائية بين الإسلام والغرب. من هنا ليس غريبًا أن يعزو توينبي الفتوحات الإسلامية إلى قحط الصحراء وجوع العرب.

[انظر: توينبي، دراسة في التاريخ، ج 3 ص453 عن وات، محمد في مكة، ترجمة شعبان بركات، بيروت، منشورات المكتبة العصرية، د. ت، ص 20]

2 - إن " الموضوعية " من الصعب تحققها في تلك الدراسات لما تتسم به العلاقة بين الإسلام والغرب من مؤثرات ذات عمق تاريخي (الحروب الصليبية - الاستعمار) ولا شك أن التزام الموضوعية والحياد سيؤدي إلى الإقرار بحقائق الإسلام الثابتة الأمر الذي يبرر إسلام عدد من المستشرقين.

3 - إن الدوافع - لا شك - تحكم المناهج، ومن المسلّم به أن الاستشراق ارتبط - منذ نشأته - بالدوافع الاستعمارية في محاولة استكشاف الشرق واحتوائه.

4 - إن البحث في الإسلام يختلف كثيراً عن أي بحث آخر لأن الباحث غير المسلم سيصطدم ابتداءً بقضية " الوحي " و " المعجزات " وغير ذلك فهو إن كان ممن ينتمون إلى الاتجاه الديني " اليهودي أو المسيحي " فهو متهم ابتداءً بالتحيّز لموقف اليهود والنصارى من الإسلام الرافض الاعتراف به كموير، ووات، وفلهاوزن، وبروكلمان، وميشيل بودييه الذين أكدوا على صلة الإسلام بالنصرانية واليهودية وأنه استلهم تعاليمه منهما، وقد اعتبر بودييه الكتاب المقدس المعيار للحكم على القرآن وبيَّن المواضع التي " أفسد فيها النبي الزائف الديانة المسيحية " [انظر آراءه في جوستاف بفانموللر، فصول مترجمة، من كتاباته، باسم " سيرة الرسول في تصورات الغربيين، ترجمة: د. محمود حمدي زقزوق، قطر، مجلة مركز بحوث السنة والسيرة، ع / 2 1997 م ص 115)].

وإن كان من أصحاب المنهج المادي فهو سينكر ابتداء قضية الوحي أو سيحاول تفسيرها تفسيرًا ماديًا كاعتبار " مشاريع الرسول المستقبلية " ثمرة الشقاء الذي عاناه في حياته (اليتم .. .) أو سيحاول تفسير الظاهرة وفق أسس التحليل النفسي لفرويد. يقول مونتغمري وات: " أرى من وجهة نظري أن هناك خيالاً خلاّقًا متدفقًا لدى محمد وأن معظم الأفكار الناجمة عن هذا الخيال صحيحة وعادلة ولكن جميع الأفكار القرآنية ليست كذلك .. ". [عن ساسي سالم الحاج، الظاهرة الاستشراقية وأثرها على الدراسات الإسلامية، ما لطة، مركز دراسات العالم الإسلامي، ط 1، 1992، ج3، ص 121].

5 - إن قضية " الوحي " التي هي أساس الرسالة الإسلامية غير خاضعة لمقاييس العقل والمناهج المادية التي يستلهما الغربيون وغيرهم.

6 - إن المستشرق الذي لايؤمن بقضية "نبوة محمد" سيسعى منذ البداية إلى تأويل أو تفسير ظاهرة الوحي وما ينتج عنها (القرآن) بما يخضع للمقاييس المادية التي يتبناها وهو ما حدث حيث تم تفسير تلك الظاهرة وفق أسس التحليل النفسي لفرويد!

لقد حالت الأوهام والأباطيل زمنًا طويلاً دون درس مصادر الإسلام في أوروبا دراسة علمية، ثم جدّ في البحث العلمي بعض العلماء في القرن التاسع عشر ومنهم كوسان دوبرسفال، وموير، وفيل ومرجليوث، ونولدكه وسبرنجر، وسنوك هورغرونجه ودوزي، ثم تناوله مؤخرًا كايتاني، ولا منس، وما سينيون، ومونته وكازنوفا وبيل وهوار، وهوداس، وأرنولد، ومارسيه، وغريم، وغولد سيهر، وغود فروا دومونبين وغيرهم ". [إميل درمنغم، حياة محمد، ترجمة عادل زعيتر، بيروت، المؤسسة العربية للدراسات و النشر، ط2، 1988، ص 10].

لقد افتتح جوستاف فايل عام 1843 حقبة جديدة في البحث في حياة محمد فقد ظهر أول عرض تاريخي نقدي لحياة محمد صلى الله عليه وسلم من تأليفه.

[جوستاف بفانموللر (م. س)، ص131]. ويتلخص منهج فايل - كما يقول بفانموللر - في ما يأتي:

1 - بحث ما قرره العرب حول مؤسس الإسلام بحثًا نقديًا وعزل الوقائع التاريخية الموثوق بها من الأساطير المتأخرة.

2 - بحث طبيعة محمد بوصفه إنسانًا ونبيًا ومشرعًا دون الوقوع تحت أسر مذهبي.

3 - وأخيرًا رتب القرآن - الذي يمثل مزيجًا مختلف الألوان من الأناشيد والصلوات والعقائد والمواعظ والقوانين والتنظيمات - ترتيبًا زمنيًا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير