تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

- مشكلة أو أزمة تحقيق النصوص المقدسة، التى تمثل حقيقة العهدين.

- مشكلة أو أزمة المحتوى، أى المعانى والأغراض التى تضمنتها كتب (أى أسفار) العهدين، وفصولهما المسماة عندهم ب"الإصحاحات ".

والذى يدخل معنا فى عناصر هذه الدراسة هو المشكلة أو الأزمة الأولى؛ لأنها هى المتعلقة بتاريخ الكتاب المقدس دون الثانية.

متى؟ وعلى يد مَنْ ولدت التوراة:

هذا السؤال هو المفتاح المفضى بنا إلى إيجاز ما قيل فى الإجابة.

وهو تساؤل صعب، ونتائجه خطيرة جدًا، وقد تردد منذ زمن قديم. وما يزال يتردد، وبصورة ملحة، دون أن يظفر بجواب يحسن السكوت عليه.

وممن أثار هذا التساؤل فى العصر الحديث وول ديورانت الأمريكى الجنسية، المسيحى العقيدة، وكان مما قال:

" كيف كُتبت هذه الأسفار (يعنى التوراة) ومتى كُتبت؟ ذلك سؤال برئ لا ضير فيه، ولكنه سؤال كُتب فيه خمسون ألف مجلد، ويجب أن نفرغ منه هنا فى فقرة واحدة، نتركه بعدها من غير جواب؟!.

فقد ذهب كثير من الباحثين إلى أن خروج موسى من مصر كان فى حوالى 1210 قبل ميلاد السيد المسيح، وأن تلميذه يوشع بن نون الذى خلفه فى بنى إسرائيل (اليهود) مات عام 1130 قبل الميلاد. ومن هذا التاريخ ظلت التوراة التى أنزلها الله على موسى عليه السلام مجهولة حتى عام 444 قبل الميلاد، أى قرابة سبعة قرون (700سنة) فى هذا العام. (444) فقط عرف اليهود أن لهم كتابًا اسمه التوراة؟

ولكن كيف عرفوه بعد هذه الأزمان الطويلة؟ وول ديورانت يضع فى الإجابة على هذا السؤال طريقتين إحداهما تنافى الأخرى.

الطريقة الأولى:

أن اليهود هالهم ما حل بشعبهم من كفر، وعبادة آلهة غير الله، وانصرافهم عن عبادة إله بنى إسرائيل " يهوه " وأن " الكاهن خلقيا " أبلغ ملك بنى إسرائيل " يوشيا " أنه وجد فى ملفات الهيكل ملفًا ضخمًا قضى فيه موسى عليه السلام فى جميع المشكلات، فدعا الملك " يوشيا" كبار الكهنة وتلا عليهم سفر " الشريعة " المعثور عليه فى الملفات، وأمر الشعب بطاعة ما ورد فى هذا السفر؟

ويعلق وول ديورانت على السفر فيقول: "لا يدرى أحد ما هو هذا السفر؟ وماذا كان مسطورًا فيه؟ وهل هو أول مولد للتوراة فىحياة اليهود "؟.

الطريقة الثانية:

أن بنى إسرائيل بعد عودتهم من السبى البابلى شعروا أنهم فى حاجة ماسة إلى إدارة دينية تهىء لهم الوحدة القومية والنظام العام، فشرع الكهنة فى وضع قواعد حكم دينى يعتمد على المأثور من أقوال الكهنة القدماء وعلى أوامر الله؟

فدعا عزرا، وهو من كبار الكهان، علماء اليهود للاجتماع وأخذ يقرأ عليهم هو وسبعة من الكهان سفر شريعة موسى ولما فرغوا من قراءته أقسم الكهان والزعماء والشعب على أن يطيعوا هذه الشرائع، ويتخذوها دستورًا لهم إلى أبد الآبدين.

هذا ما ذكره ديورانت نقلاً عن مصادر اليهود، وكل منهما لا يصلح مصدرًا حقيقيًا للتوراة التى أنزلها الله على موسى؛ لأن الرواية الأولى لا تفيد أكثر من نسبة الملف الذى عثر عليه " خلقيا " إلى أقوال موسى وأحكامه فى القضاء بين الخصوم.

ولأن الرواية الثانية تنسب صراحة أن النظام الذى وضعه الكهان، بعد قراءتهم السفر كان خليطًا من أقوال كهانهم القدماء، ومن أوامر الله؟!

انتهى

تحياتي

ـ[أبو تمّام]ــــــــ[26 Jun 2003, 04:49 م]ـ

شكرا على ردك الممتاز.

ـ[وائل]ــــــــ[26 Jun 2003, 05:11 م]ـ

بارك الله فيك ورزقني وإياك الإخلاص وجعل مثوانا الجنة إنه نعم المولى ونعم النصر، وللعلم يا أخي الكريم فجل ما قمت به أني نسخت لك الرد، اللهم ارزقنا العلم النافع والعمل به

تحياتي

ـ[ناصر الصائغ]ــــــــ[26 Jun 2003, 05:35 م]ـ

للمستشرقين كتابات متعددة حول تاريخ القرآن وجمعه اشتملت على عدد من الأغلاط والشبه والتشكيك بنصوص القرآن الكريم ومن تلك الكتب: كتاب تاريخ القرآن لشفالي، وكذا لبراجتسترا سر، وكذا لجفري، وليتوردور نولدكه، وكتاب مواد لدراسة تاريخ النص القرآني لجفري،وكتاب بيرتون عن جمع القرآن،وغيرها من الكتب والمقالات والتي تطرقت لهذا الموضوع.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير