تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فقد أخرج الترمذي في سننه 3/ 221 ح رقم (869) باب ما جاء ما يقرأ في ركعتي الطواف بسنده عن عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " قرأ في ركعتي الطواف بسورتي الإخلاص قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد "

- كما ثبت أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يسمونها بذلك وهو مما نقلوه عن النبي صلى الله عليه وسلم بلا شك فقد أخرج أبو نعيم في الحلية 1/ 304 عن أبي غالب مولى خالد بن عبدالله قال: " كان ابن عمر ينزل علينا بمكة فكان يتهجد من الليل فقال لي ذات ليلة قبيل الصبح يا أبا غالب ألا تقوم فتصلي ولو تقرأ بثلث القرآن فقلت قد دنا الصبح فكيف أقرأ بثلث القرآن فقال إن سورة الإخلاص قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن "

- وهناك دليل قوي لا يفوتنا هنا وهو إجماع المحدثين والمفسرين وغيرهم على هذه التسمية فلقد تصفحت وبحثت عن هذه التسمية فلاحظت أن عامة من تعرضوا للحديث عن هذه السورة العظيمة قد عنونوا لأبوابهم بقولهم باب فضل سورة الإخلاص مثلا ونجو ذلك وذات التعبير هذا قد عبر به المفسرون أيضا ومعروف أن الإجماع غير التوقيف لكنه يكون دليلا على التوقيف كما يكون دليلا على النسخ

- وأقوى من ذلك كله هذا الإجماع على كتابتها في المصحف بهذا الاسم والنقل التواتري له عن طريق الحفظة الذين حفظو القرآن الكريم وهم لا يحصون عدا في كل طبقة من طبقات النقل

تدوين القرآن في عصر النبي صلى الله عليه وسلم

يزعم جلكرايست أن القرآن لم يكتب كله في حياة النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان الاعتماد على الحفظ بديلا عن كتابة بعض الآيات لدى الصحابة معتمدا في ذلك على فقدان الدليل على أن مجموع القرآن كتب آنذاك في مصحف واحد سواء تحت الإشراف المباشر لمحمد أو غيره – حسب قوله – حتى وصل إلى استنتاج أن القرآن لم يتم أبدا وضعه في مصحف واحد في عهد محمد – صلى الله عليه وسلم –

ـــــــــــــــــ

الرد على هذه الشبهة

ترتكز هذه الشبهة في نفيها كتابة جميع القرآن في حياة النبي e على عدم وجود مصحف يجمع القرآن كله في حياته e وهو ارتكاز على غير مرتكز فيجب التفريق بين تدوين كل القرآن وبين جمعه في مصحف واحد أما عن التدوين فالقرآن كله كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وأما عن الجمع ففي رأيي أن القرآن الكريم لم يمر سوى بمرحلة واحدة من الجمع وذلك في عهد الصديق رضي الله عنه ومن الخطورة بمكان ترديد ما ألفناه من تعدد مرات الجمع لأنه يوحي بالنقص الذي يَحتاج معه إلى إعادة الجمع

من الأدلة على أن القرآن قد كتب كله بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم

1 - أخرج الترمذي 5/ 272 وغيره (أبو داود والنسائي والبيهقي وأحمد) عن ابن عباس قال: قلت لعثمان بن عفان ثم ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموها في السبع الطول ما حملكم على ذلك فقال عثمان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو تنزل عليه السور ذوات العدد فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا وإذا نزلت عليه الآية فيقول ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا ..... "

فلنتأمل كلمة " الشيء " إنها تؤكد على كتابة كل ما نزل وإن كان قليلا كما تؤيده الرواية التالية

2 - أخرج مسلم وأبو داود والترمذي واللفظ لأبي داود عن زيد بن ثابت قال: كنت إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم فغشيته السكينة فوقعت فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي فما وجدت ثقل شيء أثقل من فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سري عنه فقال أكتب فكتبت في كتف لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله إلى آخر الآية فقام بن أم مكتوم وكان رجلا أعمى لما سمع فضيلة المجاهدين فقال يا رسول الله فكيف بمن لا يستطيع الجهاد من المؤمنين فلما قضى كلامه غشيت رسول الله صلى الله عليه وسلم السكينة فوقعت فخذه على فخذي ووجدت من ثقلها في المرة الثانية كما وجدت في المرة الأولي ثم سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اقرأ يا زيد فقرأت لا يستوي القاعدون من المؤمنين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم غير أولي الضرر الآية كلها قال زيد فأنزلها الله وحدها فألحقتها والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلى مُلْحَقِهَا عِنْدَ صَدْعٍ فِي كَتِف .... " وعند الدارمي عن البراء بن عازب قال: " لما نزلت هذه الآية لا يستوي القاعدون من المؤمنين دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدا فجاء بكتف فكتبها وشكا بن أم مكتوم ضررا به فنزلت لا يستوي القاعدون .... غير أولي الضرر "

3 - لقد كانت همة الصحابة رضي الله عنهم الكتبة منهم متوجهة إلى تدوين كل ما يصدر عنه صلى الله عليه وسلم وليس القرآن فقط حتى إنه نهاهم عن ذلك إلا عن القرآن فقال فيما - رواه مسلم -: " لاَ تَكْتُبُوا عَنِّي شَيْئًا إِلاَّ الْقُرْآنَ فَمَنْ كَتَبَ عَنِّي شَيْئًا غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ "

وأما عدم تدوين القرآن الكريم في مصحف جامع فهذا يرجعه العلماء إلى عدم الحاجة إليه في هذا العصر لوجود النبي صلى الله عليه وسلم مرجعا للناس إضافة إلى تنجيم القرآن وترقب النسخ

أكتفي بهذا في مداخلتي ولربما أعود ببعض القضايا المتعلقة بذات الموضوع إن شاء الله تعالى

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير