ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[31 Jan 2005, 07:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ........
لفهم معنى النص المفتوح ..... هذه فذلكة تاريخية:
كان النص فى النظريات النقدية الكلاسيكية ..... لا ينفصل عن صاحبه وظرفه وعصره ...... ولا يعتد بفهم من .. لم يعتبر هذه العناصر ...
وكان التحليل هو محاولة الكشف عن نيات ومقاصد المؤلف ..... (وهذه النظريات هي الامثل .... وهي التي اخذ بها جل علماء الاسلام .. الا من التحق منهم بالقرمطة ... او التصوف الغالي .. ) والنص فى هذا الاطار ... رسالة يوجهها الكاتب او القائل الى .. مخاطب ما .... ويحاول القارىء ان يفهم ... مراد المتكلم ..... باعتماد المعهود من اسلوب الكاتب واعراف العصر ... وبديهي .... ان ليس كل فهم للنص صحيح .... الا اذا تطابق الفهم مع نية الكاتب ..... وبعبارة اخرى لا يكون النص الا مغلقا .... ولا يسمح الا بقراءة واحدة صحيحة .... وباقى القراءات لا شك فى خطئها ... لانها لم تخطر ببال المتكلم ... (ويستثنى هنا نصوص الشرع من قرآن وسنة ... فقد يقرأ النص القرآني مثلا ... قراءتين مختلفتين .. ومع ذلك صحيحتين ... لان الله تعالى احاط بكل شيء علما .... ولا يخفى عليه قول او لازم قول .... عكس كلام الناس .. فقد يقولون قولا ولا ينتبهون الى غوره او لوازمه ... ومن التجني ان نستنبط معنى ونضيفه الى المتكلم مع انه كان غافلا عنه .. )
.......... ثم جاءت النظريات البنيوية .........
فأحدثت ثورة .... على صعيد منهج التحليل ..... إذ عمدت الى الاطاحة بالمؤلف ...... وزعمت انه من الممكن ان نفهم النص بدون الرجوع الى .... شخصية المؤلف او نفسيته او عصره .... وقال زعميهم .. ميشال فوكو (وقد كان من اوائل من هلك بالسيدا) لقد مات المؤلف ...
ومقصودهم بابعاد المؤلف ..... اعطاء النص انفتاحا اكبر ... فلن يعودمقصود الكاتب او نيته سيفا مسلطا على رقبة القاريء .... وانما ... يجوز للقاريء ان يفهم بحسب ما تسمح بها اللغة ....... من حيث دلا لا تها المختلفة ..... حقيقية مجازية اسطورية الخ ...
ومن الطريف ... انه فى احد الملتقيات .... نشأ صراع بين ... ريكاردو .. احد النقاد البنيويين .... وبين روائي .. إذ فهم الناقد شيئا ...... اما
الروائي .... فاحتج ... قائلا: هذا الذي تقوله لم يخطر ببالي .... اما الناقد فقال .... :هذا لا يهم فأنت نفسك الآن مجرد قاريء لا غبر ....
.......... اذن .......... من المتكلم فى النص مادام المؤلف مغيبا ........... يقولون المتكلم هو اللغة نفسها ..
................ ثم جاءت التفكيكية ............
ثم جاءت التفكيكية ... لتقوض كل شيء .... (ومن منظري هذه السفسطة .. يهودي من اصل جزائري .... يدعى ... دريدا) ..
اقصت البنيوية الكاتب ....... وتكلفت التفكيكية باقصاء النص نفسه .... واصبحت السلطة المطلقة للقاريء .... فقالوا .. ليس هناك الا قراءات خاطئة .... يقصدون من المستحيل ان يقف النص عند فهم واحد مطلق .... وظهرت عبارات"النص المتعدد"عند تفكيكي فرنسي هو بارت ... وعبارات "النص المفتوح "عند الايطالي ايكو .....
نص مفتوح ... يعني يجوز فهمه فى الصباح .. على نحو .... وفى المساء على نحو آخر ....... وفى الليل على نحو ثالث ..... ويقولون ان القاريء هو الخالق الحقيقي للنص ..... وليس هناك سلطة يمكن ان يخضع لها القاريء لا المؤلف ولا اللغة نفسها ........
باختصار .... انهيار الفكر الغربي ...... قريب جدا ... ما دام ينتج هذا النوع من السفسطة .... ويغلفها فى العبارات البراقة ... ويلمع اصحابها ...... وجلهم من اليهود ....
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Feb 2005, 12:33 ص]ـ
أشكر الأستاذ أبا عبدالمعز على مروره وبيانه وفقه الله. وللحديث عن هذا الموضوع تفصيل لعلي أعود إليه مرة أخرى - إن شاء الله - للحديث حوله بشيء من التفصيل. وقد اطلعتُ مؤخراً على حلقات يكتبها المهندس الأديب عبدالرحمن النور في مجلة اليمامة الأسبوعية التي تصدر في الرياض تعرض فيها للنص المفتوح لعلي أوفق للاطلاع على بقية الحلقات التي فاتتني منها، وأذكر هنا خلاصتها إن شاء الله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[31 Aug 2005, 05:10 م]ـ
¥