تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وللتفكُّه أذكر أن بعض إخواننا الساخرين أجاب على سؤالى الخاص بشخصية هذا النبى المزعوم قائلا: أتريد أن تعرف مَنْ ذلك النبى؟ قلت: نعم. قال: ولم لا يكون هو الابن الثانى لله؟ قلت: لقد قالوا إنه ليس له إلا ابن وحيد مات على الصليب. قال: هذا كان من ألفى سنة. أتظن ذلك الإله لم تشتقْ نفسه للذرية مرة ثانية طوال هذه المدة فأراد أن ينجب ابنا آخر؟ أم تراه، حتى لو كان قد حدَّد النسل، واتخذ الاحتياطات اللازمة لعدم الإنجاب، لم يحدث أن اخترق طفل جديد هذا الحظر وأفسد تلك الاحتياطات كما يحدث لكثير منا فى مثل هذه الظروف؟ قلت: وهل يصح أن تقيس الآلهة على أوضاع البشر؟ قال: لست أنا الذى قاسهم، بل إلههم هو الذى فعل ذلك. أليس هو الذى أنجب مثلما ننجب؟ فما الذى يمنع أن يكون له ولد ثان وثالث ورابع ... إلى ما شاء الله؟ إلى جانب بعض البنات أيضا إرضاءً للسِّتّ التى لا بد أن تتطلع إلى أن يكون لها بنت أو أكثر كى يساعدنها فى أعمال المنزل ... ومضى الصديق الساخر كلما حاولت أن أغلق عليه السبيل فتح بدل الباب أبوابا، حتى وجدت أنه لا بد من غلق هذا الحوار الذى لا يؤذِن بنهاية.

ثم إن أولئك النُّغُول يرددون ما جاء فى كتابنا العزيز من أنه ما من نبى أُرْسِل إلا بلسان قومه، فما معنى نزول هذا " الضلال المبين " بالعربية، بل بالعربية المسجوعة؟ معناه أنه نزل للعرب، لأنهم هم الذين يتكلمون العربية. أليس هذا هو ما تقتضيه العبارة التى قالها النغول والتى سرقوها بنصها من القرآن المجيد ووضعوها فى هذا الموضع الدنس؟ بَيْدَ أننا قد سمعناهم يقولون بلسانهم (الذى ستقطعه زبانية الجحيم يوم القيامة إن شاء الله ثم تشويه أمام أعينهم وتحشره فى حلوقهم طعامًا نجسًا لأفواهٍ نجسة) إن النبوة لا تكون إلا فى بنى إسرائيل، فليس للعرب فيها إذن أى نصيب (حقدا منهم على إسماعيل وأمه هاجر، التى يقولون إنها أَمَة، وابن الأمَة لا نصيب له عندهم فى البركة النبوية). وبطبيعة الحال فالعرب لا يمكن أن يكونوا قوم نبىّ من بنى إسرائيل، إذ إن بنى إسرائيل هم ذرية يعقوب، أما العرب فهم ذرية إسماعيل كما هو معروف. وهذا إن غضضنا الطرف عن تأكيدهم أن باب النبوة مغلق إلى ما قبل يوم القيامة حسب اعتقاد النصارى،، وإلى مجىء مسيح اليهود حسب اعتقاد بنى إسرائيل، وهو فى الواقع ما لا يمكن غض الطرف عنه أبدا، لكنها طبيعة الجدل المفحم التى أتبعها عادة مع هؤلاء المتاعيس حتى أبين للقارئ الكريم كيف أن الأسداد قد ضُرِبَت عليهم أَنَّى اتجهوا وأَنَّى ارتدُّوا.

وهذه ثانية بركات محمد ودين محمد!

وثالثة هذه البركات المحمدية أن هؤلاء الأبالسة الأغبياء (وهذه أول مرة يقابل الواحد فى حياته أبالسة أغبياء! لكن ما العمل، وكل من يقصد دين محمد بِشَرٍّ فإنه لا يُفْلِح أبدا حتى لو كان أبا الأبالسة جميعا؟)، هؤلاء الأغبياء يَسْطُون على آيات القرآن فى مفارقة غريبة غرابةَ أمرِهم كله وشذوذه، إذ يتهمونه بأنه وسوسة شيطان إلى شيطان. فإذا كان الأمر كما يقولون فكيف لم يجدوا فى الأرض العريضة كلها (ولا أقول: فى السماء، لأن مثل هذا الإجرام لا يمكن أن تصله بالسماء أية آصرة) إلا هذا الوحى المحمدى الذى يزعمون أنه وحى شيطانى كى يتخذوه وحيا لهم؟

بالله عليكم أيها القراء مَنِ الشيطانُ هنا؟

إن المؤمن لينفر من الشيطان ومن كل ما له صلة بالشيطان ولا يفكر مجرد تفكير فى الاقتراب منه أو المرور من الطريق الذى يمكن أن يلقاه فيه. لكن هؤلاء الأبالسة الأغبياء لم يجدوا إلا الوحى القرآنى ليسرقوه ويدّعوه لأنفسهم زاعمين أنه أُنْزِل عليهم من السماء، مع أن السماء لا يمكن أن ترضى هذا العمل الخسيس. والغريب أن عملهم هذا يزعق بعلوّ حسه شاهدا عليهم بالسرقة والسطو، ولكن متى كان لدى هؤلاء المجرمين حياء أو خشية من التى يتحلى بها الآدميون حتى ننتظر منهم أن يستحوا أو يختشوا؟ إنهم من نفس الطينة التى جُبِل منها أمثالهم سارقو فلسطين والعراق وأفغانستان فى عز الظهر الأحمر، الذين يزعمون مع ذلك أننا نحن الذين نريد أن نقتلهم وندمر حضارتهم! والمصيبة أنهم بعد ذلك كله يقولون إن هذا " الضلال المبين " هو من عند الله، أى أن ربهم لص وكذاب متنفِّج، وأدنى من الشيطان

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير