تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

و" إنْ هو (أى القرآن) إلا خير شِرْعة أُخْرِجَت للكافرين " (البهتان / 9، وهو وحىٌ حلمنتيشىٌّ خَدِيجٌ لا رأس له ولا ذَنَب، ولا يمكن أن يدور إلا فى اسْت أحد الممرورين المضطربين. لا شفاه الله من دائه بل أخزاه وجعله عبرة لغيره من الكافرين المخبولين! آمين يا رب العالمين. ومن الواضح أن الجهلاء يريدون أن يقولوا إنه " شرّ شرعةٍ أُخْرِجت للكافرين ").

وكما ثبت أن الإله الذى أوحى بهذا " الضلال المبين " هو إله جاهل باللغة التى لفَّق بها كتابه، فسأثبت للقراء الآن أنه إله جاهل أيضا بالكتب التى يقول إنه أوحى بها قبل هذا، وأنه إله لا منطق عنده ولا عقل، وأنه نسّاء كذلك، إذ لا يستطيع أن يتذكر ما جاء فى القرآن الكريم فينقل الآيات التى فيه خطأً، مع أنه، كما قيل لى، كان يفتح المصحف وهو يفعل ذلك. فهل نقول إنه لا يعرف الكتابة والقراءة جيدا؟ أم هل نقول إنه يستعين بمن يقرأون له، لكنهم للأسف يستغلون جهله وأميته فيخدعونه ولا يعطونه المعلومات الصحيحة التى يطلبها منهم؟

يقول بعد البسملة التثليثية فى أول ما يسمّى بـ " سورة الحق "، والحق منها ومن مزيفيها براء: " وأنزلنا الفرقان الحق نورًا على نور محقًّا للحق ومبطلا للباطل وإن كره المبطلون * ففضح مكر الشيطان الرجيم ولو تنزَّل بوحى مَلَكٍ رحيم ". بالله هل هذا إله يدرى ما يقول؟ ما معنى أنه سيفضح مكر الشيطان الرجيم حتى لو جاء به ملاك رحيم؟ تُرَى كيف يمكن أن يأتى بالوحى الشيطانى ملاك رحيم؟ هل الملائكة تتصرف من تلقاء نفسها؟ بل هل يمكن أن يقع منها أى عصيان لأوامر الله؟

ومثلُ ذلك رقاعةً وسخفًا قولُهم فى الفقرة الثانية من " سورة الطهر ": " ولو كنتم أنبياءَ وأُوتيتُم الحكمة واطلَّعتم على الغيب وأتيتم بالمعجزات دون محبة فلا حول لكم ولا منّة وإنما أنتم مفترون ". كيف بالله يمكن أن يكون إنسانٌ ما نبيًّا مؤيَّدًا بالحكمة وعلم الغيب والمعجزات جميعا ثم يرفض الله تعالى أن يعترف به نبيا؟ فمن الذى أرسله إذن وجعله نبيا وأيده بكل هذه المواهب الإعجازية؟ إن القوم إنما يصدرون هنا عن الفكر الوثنى، إذ يتصورون أن هناك إلها آخر يمكن أن يرسل نبيا من لدنه على غير هوى الله فيرفض الله من ثم أن يعترف بنبوته.

وفى أول " سورة العطاء " نطالع الآتى: " يا أيها الذين ضلُّوا من عبادنا، لقد قيل لكم: النفس بالنفس والعين بالعين والسن بالسن ... "، ليعود الإله الغافل فى الفقرة السادسة فيقول بخصوص هذه الآية نفسها: " ورحتم تُضِلّون المهتدين وتفترون علينا الكذب إنه لا يفلح المفترون ". والآن أيدرى القارئ الكريم من أين أتى القرآن بعبارة " النفس بالنفس ... إلخ "؟ إنها من التوراة، ونص القرآن هو: " وكتبنا عليهم فيها (أى على بنى إسرائيل فى التوراة) أن النفسَ بالنفسِ، والعينَ بالعيِن، والأنفَ بالأنفِ، والأذنَ بالأذنِ، والسنَّ بالسنِّ ... " (المائدة / 45)، ولا أحد فى اليهودية أو النصرانية إلا ويؤمن بأن التوراة هى من عند الله. والقرآن لم يقل شيئا آخر غير هذا، فما معنى كل ذلك؟ معناه ببساطة أن الإله الذى أوحى هذا الكتاب المسمى بـ " الضلال المبين " هو إله لا عقل لديه ولا ذاكرة! وقد بلغ به فقدان العقل والذاكرة أَنْ وصف هذا التشريع بأنه " حكم الجاهلية "، فضلا عن أنه لم يحسن نقل الآية كالعادة كما لا بد أن القراء قد لاحظوا، إذ نَسِىَ ثلاث جمل كاملة هى: " والعَيْنَ بالعين، والأَنْفَ بالأنف، والأُذُنَ بالأُذُنِ "، وهكذا ينبغى أن يكون الإله والوحى الإلهى، وإلا فلا.

تصوَّروا! تصوروا أن يعيب إلهٌ شريعته التى أنزلها فى كتاب له أرسل به رسولا من رسله أولى العزم هو موسى عليه السلام بأنها " حكم الجاهلية "؟ جاء ذلك فيما يسمَّى: " سورة الحكم "، ونص كلام هذا الهَرِم الفاقد الذاكرة كما جاء فى الفقرة العاشرة من السورة المذكورة هو: " أَفَحُكْمَ الجاهلية تبتغون بأن النفس بالنفس والعين بالعين والسن بالسن إنْ هو إلا سُنَّة الأولين وقد خَلَتْ شِرْعة الغابرين ". ثم يمضى الإله المسكين فى تخبطاته بصورة تدعو إلى الرثاء قائلا فى الفقرة التى تلى ذلك مباشرة: " فلا تنتقموا وتَصَدَّقوا به فهو كفارة لكم إن كنتم مؤمنين "، جاهلا فى غمرة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير