تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[موراني]ــــــــ[15 Feb 2005, 11:42 م]ـ

أمين نور الشريف وفقه الله ,

لقد قرأت مشاركتكم الممتعة بمنتهى انتباه اذ اقتبستم أشياء من حديثي ووضعتموها جنبا الى جنب.

لمجرد توضيح سريع لهذه الأمور التي تشغل كثيرا من الناس: (الاستشراق) في القرون الوسطي لا صلة له

بالاستشراق المعاصر والحديث أي بهذا العلم من العلوم الانسانية الذي أصبح موادا في التعليم على المستوى الأكاديمي. ومن هنا فلا علاقة للاستشراق منذ Noeldeke ومنذ Goldziher , وغيرهما من كانوا قبلهما أو كانوا معاصرين لهما, بالتنصير ولم يخضعوا لسياسة الدولة التي تم فيها الفصل بين الدين والسياسة وبين العلم والدين.

أكرر ذلك ملخصا لتوضيح الأمر لعلّي لم أعبّر عنه بهذه الصراحة وهذا الايجاز.

أما قولكم:

لكن المعاهد الإستشراقية اليوم تحاول من خلال دراستها الطويلة للإسلام أن تلعب دورا أساسيا وتهئ أرضية مناسبة لاستنساخ دين جديد باسم الأورو إسلام و افتتاح قسم جديد بجامعة منستر لتكوين أساتذة لتعليم هذا الدين الجديد في المدارس الألمانية كان بمثابة حجر الأساس في هذا الإتجاه .....

لي رأيي الخاص في هذا الكلام: * الأورو إسلام * , وكان خيرا أن طرحتم هذا الجانب في هذا الحوار مشكورا.

انّ العبارة (الأورو إسلام) Euroislam مرفوضة عندي وعند غيري الكثيرين لعدة أسباب لا أريد أن أشرحها لأنها لا تهم بهذا الصدد.

لقد قلتم الحقيقة غير أنكم تركتم نصفها أو لبّها , فبئس ما قلت اذا! ليس لنا أن نحرك الأشياء عن مواضعها:

هذه العبارة (الأورو إسلام) لم يخترعها الاستشراق بل هي تأتي من المسلمين المقيمين في المجتمعات

الغربية وهم يعتبرون أنفسهم الطبقة المثقفة بينهم.

وهم هنا في ألمانيا وخارجها غير أنني لا أود أن أذكر أسماء أو شخصا بعينه وهم من أبناء البلاد العربية من جانب وأيضا من أبناء أوروبا الذين دخلوا في الاسلام , ولهم كامل الحرية أن يؤمنوا بما يشاؤون وأن يكون لهم دين يجدون فيه هدى لأنفسهم.

فالاستشراق لا صلة له بهذه التطورات. أما (الكرسي) في مدينة مونستر Münster فتأسس لهدف واحد: لدراسة العلوم الاسلامية للذين سيصبحون معلمين للدين الاسلامي في المدارس وهم كما فهمت الى الآن مسلمون أصلا.

أما الاستشراق الأكاديمي الأصيل فلا يهيء أرضية لدين جديد في أوروبا كما تقول.

لكي تكون مطمئنا: الإستشراق اليوم كدراسة في التعليم العالي وفي الأبحاث لا يختلف من بقية الدراسات الأكاديمية التي تدرس في الغرب.

لكي أضيف شيئا في النهاية: لم أجد أحدا من هؤلاء الذين يرحبون *بأورواسلام* ولا أحدا من روادهم لكي يشرح لي تحديدا معنى هذه العبارة:

هل معناه أن لا يؤدي المسلم ما شرع الله عليه في الدين؟ فان كان كذلك: كيف يتم التعديلات المسماة لوصول الى هذا الهدف (المنشود):* أورواسلام *؟

وهلم جرا! لم ألتق بأحد من هؤلاء الناس والدعاة ب (أورواسلام) كان شرح وفسّر لي كل ما تتهم به الاستشراق بأنه على وشك لخلق أرضية لهذه الحركة.

بتحياتي المخلصة

ـ[أحمد القصير]ــــــــ[16 Feb 2005, 01:54 ص]ـ

تحية للدكتور موراني، وبعد:

سألتُك فقلتُ لك: نرى في كتابات بعض المستشرقين بغضاً وحقداً على الدين الإسلامي، وقد تخلوا من الإنصاف والموضوعية، فما تعليقكم؟

فأجبتني وقلتَ: «فاسمح لي أن أبدأ بسؤال: أين ترى بغضا وحقدا على الدين الاسلامي في كتب المستشرقين؟ أرجوك أن تتفضل بذكر كتاب , فقرة فيه ومؤلفه في آن واحد بغير تعميم».

وهذا جواب ما طلبتم:

أقول: ما ذكرته من أن الاستشراق الحديث يختلف كل الاختلاف عن الاستشراق في القديم، حيث يتصف الاستشراق الحديث بالموضوعية والإنصاف، أقول هذه الدعوى يخالفك فيها مستشرقون آخرون هم محسوبين على الاستشراق الحديث، حيث يرون أن الصورة المشوهة للإسلام والعرب ما زالت مستمرة في الدراسات الاستشراقية الحديثة، ويؤكد هذه الحقيقة «د. ادوارد سعيد» في كتابه «الاستشراق»، حيث ذكر أن الدراسة الموضوعية المتأنية لكتابات المستشرقين في العصر الحديث تؤكد هذه الحقيقة، وهي أن موقف المستشرقين لم يتغير في جوهره عن موقف أسلافهم، وبخاصة موقفهم من الرسول صلى الله عليه وسلم ومن القرآن الكريم.

ولتأكيد هذه الحقيقة أقدم لك بعض الأمثلة:

1 - المستشرق «ماكدونالد» في مجلة «المنصرين» (1933م) يصف الإسلام بأنه هرطقة آريوسية من الدرجة الثانية.

2 - كتاب «تاريخ الإسلام» لجامعة كامبردج، وهو كتاب ضخم اشترك في تأليفه عدد كبير من المستشرقين المعاصرين، صدر في جزئين سنة (1970م) وفي هذا الكتاب يُردد ما زعمه جمع من المستشرقين منذ نشوء الاستشراق حتى اليوم، وهو أن الإسلام مزيج ثقافي مستعار من عدة ثقافات أخرى يهودية ونصرانية، يونانية وفارسية، بالإضافة إلى ثقافة بيئته الأصلية وهي البيئة العربية الجاهلية.

3 - المستشرق «مونتجمري وات» في كتابه «محمد النبي ورجل الدولة» (1964م): حيث يزعم أن القرآن ليس وحياً، وإنما هو من إنتاج الخيال المبدع كما يسميه، وأن القرآن يعتمد كثيراً على الأخذ من اليهودية والنصرانية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير