تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[16 Feb 2005, 09:03 ص]ـ

دكتور موراني،

تحية طيبة لشخصك الكريم .. و بعد،

ما رأي سيادتك في نظرية John Wansbrough بخصوص تاريخ الإسلام في القرنين الأول و الثاني بعد الهجرة و التي تقول أن الإسلام كدين، و كذلك القرآن كنص، لم يصل إلى صورته النهائية إلا في أواخر القرن الثاني و أنه لا دليل على أن الذين قاموا بالفتوحات في الشام و العراق و مصر كانوا مسلمين؟

و ما هي قيمة هذه النظرية في الدوائر الاستشراقية؟ و ما هو وزنها العلمي و عدد معتنقيها أو مؤيديها (بالتقريب)؟

و ما هو رأي سيادتك و رأي الدوائر الاستشراقية على العموم في البحث الذي قام به Yehuda Nevo من الجامعة العبرية بالقدس حول مخطوطات القرآن بصحراء النجف اليمينية و الذي يرى أنه يؤيد ما ذهب إليه Wansbrough ؟

ـ[الأصمعي]ــــــــ[16 Feb 2005, 04:56 م]ـ

.

أنا أسألك عن أحد المستشرقين الذي له حظوة عند كثير ممن كتب في الاستشراق والإشادة لبعض ما كتبه ...

ذلكم هو: (جوزيف شاخت)، وما رأيك في بعض أرآئه وبخاصة في السنة، مثل الأسانيد التي تكون عائلية كأحاديث عمرو بن شعيب

وكذلك أحاديث بهز بن حكيم، ونحوها حيث أن (شاخت) يرى أنها مختلقة سندا ومتنا.

وما رأيك بكتابه: (أصول الفقه المحمدي) وكتابه الآخر المدخل إلى الفقه الإسلامي.

وهل كان شاخت فعلا يهوديا؟

وما رايك في كتاب (الاستشراق والاتجاهات الفكرية في التاريخ الإسلامي وتطبيق ذلك على ما كتبه (برنارد لويس).

أرجو أن تكون إجاباتك واضحة.

كما أني أعتقد أن دراسة الاستشراق بدون النظرإلى الظروف المحيطة به، والمصاحبة له، خطأ محض. والكلام في هذا يطول وتجد هذا في

كتابات بعض هؤلاء الاستشراقيين.

تحياتي للإخوة الكرام.

ـ[موراني]ــــــــ[16 Feb 2005, 05:24 م]ـ

لم يكن مؤلف هذا كتاب مستشرقا ولم يدرس المواد الاستشراقية , بل (كما يقال) كان (مفكرا عربيا) ومتخصصا في الأدب الانجليزي. وحكمه وموقفه من الاستشراق الحديث يتركزان على بعض أعمال الاستشراقية باللغة الانجليزية بغير لفط النظر الى الاستشراق الألماني أو الفرنسي وحتى الاسباني حتى ولو بجملة قصيرة.

غير أنه قال كلمة حق ولم يرد بها الا الحق عندما زعم أنّ موقف المستشرقين لم يتغير في جوهره عن موقف أسلافهم , يعني بذلك في الدرجة الأولى موقف المستشرقين من النبي ومن القرآن. الاّ أنه أخطأ عندما زعم أن منهجية الأبحاث لم تتغير. انه كان عاجزا من أن يرى أن المنهجية والاقتراب من العلوم الاسلامية قد تغيّر كما تغيرت الأوضاع بظهور المصادر الجديدة التي لم يتناولها الأسلاف بسبب عدم وجودها في بداية القرن 20 م مثلا.

أما الموقف المبدئي من القرآن فهو لم يتغير: الاستشراق لا ينظر الى القرآن انه وحي وكتاب منزل بل يعتبره (كما سبق لي أن قلت) نصا تأريخيا ومصدرا لنبوة محمد. وهذه النظرة متواترة في الدراسات الدينية حول تأريخ النصرانية واليهودية أيضا. اذ لا يعتبر الباحث الانجيل (مثلا) كتابا مقدسا في الأبحاث الموضوعية اذ ان اعتبره مقدسا أو حتى وحيا فارق ميدان الموضوعية في البحث. وكيف يعتبره وحيا عندما يجد في بداية كل كتاب فيه اسم مؤلفه الذين نشؤوا ما بين 60 الي110 عام بعد نشاط عيسى! النظرة التأريخية شيء ونظرية الكنيسة وتعاليمها شيء آخر تماما. وهكذا الامر في الدراسات حول القرآن أيضا الذي يعتبر نصا تأريخيا. أنا شخصيا أنصح وأصرّ على النصيحة لطلابي ألا ينسوا أن هذا الكتاب الذي جعلوها موضوعا لدراساتهم ليس نصا فحسب بل هو أيضا وحي لمن يؤمن به ولذلك ليس لي أن أتجاوز حدودا رسمتها الأخلاق كما فرضها عليّ الاحترام تجاه ايمان الآخر به.

عندما ننظر الى الحضارة الاسلامية بعد الانتشار السريع والمذهل للاسلام ديانة جديدة من الحجاز الى بلاد الشام والعرق ومصر خلال ما يقل عن 30 سنة من التأريخ فلا بد أن نعترف بالحقيقة أن لقاء الحضارات والمجتمعات المختلفة بعضها ببعض لم يتم بغير تأثير متبادل , فمن هنا للاسلام وجوه حتى الى يومنا هذا , أم لا يرى المرء المتأمل آثارا فارسيا وهنديا وغيرها في الحضارة العربية؟

لقد قلتم:

الإسلام مزيج ثقافي مستعار من عدة ثقافات أخرى يهودية ونصرانية، يونانية وفارسية , كما جاء ذلك على لسان الاستشراق.

ربما كانت العبارة (مستعار) في غير موضعها. قد يكون من المستحسن أن يقال أنّ الأديان التوحيدية تكمن فيها جميعا عناصر متشابهة وأصول تجمع بين هذه الأديان , وهي فكرة التوحيد. لا أحد يزعم حسب علمي أنّ الاسلام لا ذاتية أصلية له كما لا أحد يزعم أنّ جميع العناصر والأفكار الاخلاقية (مستعارة) من غيره.

ومن يزعم أن الاسلام دينا وحضارة قد نشأ في فراغ بغير علاقة بما حوله من البيئة فتجاهل الوقائع التأريخة المسلّم بها في حضارة البشرية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير