تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[موراني]ــــــــ[16 Feb 2005, 08:26 م]ـ

نشر المستشرق الانجليزي Wansbrough كتابين في عامي 1977 و 1978:

Quranic studies

The Sectarian Milieu

لا شك أنهما كانا يتمتعان بشهرة كبيرة بعد نشرهما وكانا موضوع الحوار والنقاش النقدي الحاد

كما يتبين ذلك من خلال عديد من الدراسات النقدية فيهما. أنا شخصيا رفضت الفكرة الأساسية لهذين الكتابين وخاصة ما جاء في (الدراسات القرآنية) حيث يزعم مؤلفه (وأقول ذلك بمنتهى ايجاز في هذا المجال) , أنه ليس هناك مصادر ثابتة تدعم وجود النص القرآني ما قبل عام 200 هـ. كما أن هناك فراغا تأريخيا في مجال السيرة النبوية حتى عام 150 هـ تقريبا (وذلك بالنظر الى تأليف السيرة لابن اسحاق).

بنيت آراء Wansbrough على عدم فهمه لروايات القدماء وعلى عدم ثقته العلمية بالأسانيد في بداية القرن الثاني. ووصل الأمر في ذلك الى أن بعض طلابه وأتباعه لم يتبنوا ما قمت بتقديمه من الدلائل الثابتة والمقنعة لنشأة كتب التفسير كمؤلفات مستقلة ما قبل هذا (التأريخ السحري ـ كما سميته أنا) يعني عام 200! وذلك بمناسبة تخريج كتب التفسير لابن وهب باسانيد ابن وهب التي تعود بنا الي بداية القرن الثاني باعتباره جامعا لهذا التفسير من شيوخه. لقد جرى الحديث حول ذلك في هذا الملتقى.

أما Nevo فلم يفهم فكرة Wansbrough فهما صحيحا. نظريته باطلة من أولها الى آخرها.

الفكرة الرئيسية لديه أن عدم وجود ذكر محمد في الكتابات القديمة ما قبل عام 71 هـ , كما هو الحال في النقوش في صحراء النقب ( Negev ) دليل على وجود فكرة التوحيد فحسب ولا يثبت وجود الاسلام في ذلك الوقت ..... لا أريد أتدخل في هذه التفاصيل الباطلة اذ هناك عدد من المستشرقين قد رفضوا هذا المظنون الخاطيء منهم من يحسن اللغات القيمة السائدة في تلك الفتلرة في المناطق شمال الحجاز والتي لم يعرفها Nevo .

لقد أتيحت الفرصة لي أن أتحدث اليه وأناقش معه شخصيا هذه الآراء الخاطئة وعدم صلاحية الأخذ بآراء

Wansbrough لديه, وذلك قبل ما ألقى محاضرته في جامعة القدس التي انتهت بخروج المشاركين القائلين:

هذا كارثة عظيمة!

توفي Nevo عام 1992 ونشرت دراسته عام 1994 على 32 صفحة في المجلة الاستشراقية بالقدس.

وهناك دراسات نقدية على ما جاء به على يد بعض المستشرقين في الولايات المتحدة وانجلترا وهي تبين عدم صلاحية هذه النظرية التي بنيت على نتائج عدة من الحفريات في شمال الحجاز وفي النقب بتجاهل عديدا من الكتابات التي نشرت قبل العقود من نواحي المدينة المنورة ومن المناطق الأخرى القريبة منها.

في النهاية أود أن أذكر أن Nevo لم يدرس المواد الاستشراقية ولم يتعمق في فراءة كتب القدماء في التأريخ , بل كان صاحب الحفريات.

هناك عدد كبير من المخطوطات وألواح متبقية من مصاحف من القرن الأول الهجري (مثلا باليمن) وغيرها مكتوبة على البردي وكلها دلائل قاطعة على عدم صلاحية الفكرة الرئيسية لدى هذين الرجلين.

ـ[أحمد القصير]ــــــــ[16 Feb 2005, 11:18 م]ـ

قد نحسن الظن بالاستشراق الحديث، وقد تتغير بعض القناعات تجاه الاستشراق عموماً، لكن عندما نتذكر الأسلاف وماضيهم، نتذكر سوء النوايا، والكذب المتعمد في دراساتهم، والتي تكشر بأنيابها عن حقد دفين، بعيداً عن الموضوعية والبحث عن الحقيقة، والتي نقدر لكل من يبحث عنها جهده وقناعاته التي توصل إليها.

إن تلك الحقبة المظلمة جعلتنا نشكك دائماً في نوايا الاستشراق الحديث، وهذا ما يؤمن به كثير من المثقفين المعاصرين؛ حيث يرون أن الاستشراق في القديم كان يُركز بوضوح على مواطن الشبه في الدين الإسلامي، لينفذ منها للتشكيك والطعن في صحة هذا الدين.

ولما رأى الاستشراق الحديث أن هذه المحاولات قد باءت بالفشل، فلم تلقَ آذاناً صاغية من قبل كثير من المسلمين، بل قوبلت بالاكتراث وعدم المبالاة بها، واستطاع كشف زيفها البسطاء من المسلمين فضلاً عن المختصين منهم.

لما رأى المستشرقون هذه الحقيقة لجئوا إلى أسلوب آخر لكسب الثقة، وتغيير قناعات كثير من المسلمين، ذلك الأسلوب هو محاولة الظهور بزي الإنصاف والموضوعية ليستطيعوا كسب عدد أكبر من المتعلمين والمتخصصين من المسلمين، وبالتالي يسهل النفوذ إلى عقول هؤلاء لبث الشبه والشكوك وتغيير القناعات تجاه دينهم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير