ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[07 Oct 2005, 07:41 م]ـ
بارك الله فيك يا شيخ عبد الرحمن
ولقد رأيت قبل عدة أعوام في مكتبة المسجد النبوي رسالة جامعية عن ترجمة القرآن ولا اذكر لمن هي؟ أو من أي جامعة؟
لعل أحد الإخوة يفيدنا عنها
ـ[مرهف]ــــــــ[09 Oct 2005, 01:10 ص]ـ
مداخلة في الموضوع:
نقل الدكتور الربداوي عن سلمان الفارسي خبراً ولم يوثقه، ولو ثبت هذا الخبر فإنه سؤثر على أحكام ترجمة القرآن كثيراً، وسيكون دليلاً لمن قال بجوازها دون أن يفرق بين ترجمة القرآن أو ترجمة تفسيره، وعلى فرض ثبوته فهو يدل على جواز الترجمة كوسيلة لتطويع اللسان،مع أن الخبر فيه نظر فالذي يتكلم القرآن بلغته كيف يلين لسانه إلى العربية؟ فلعل لترجمة سلمان ـ إن ثبت الخبر معنى آخر.
وجزاك الله خيراً أخي عبد الرحمن على نقل الموضوع.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[30 Jun 2008, 01:53 م]ـ
يرفع للفائدة.
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[18 Feb 2009, 10:46 م]ـ
لما كان الإسلام ديناً عالمياً وليس كغيره من الأديان السابقة؛ إذ لم يقتصر على أمة دون أمة ولا على شعب دون شعب وإنما كان للناس جميعاً كما قال تعالى" قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً "وقال أيضا: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ" وقال ( e) :" بعثت إلى الأحمر والأسود " - لما كان الأمر كذلك فقد وجب إيصال الإسلام لكل الناس، والترجمة إحدى وسائل هذا الإيصال بلا شك، وترجمة سلمان الفارسي رضي الله عنه التي ذكرت في المقال السابق تؤكد هذا المعنى.
وإذا اتفقنا على ضرورة ترجمة القرآن فكيف تكون؟
الترجمة تكون لمعاني القرآن لا لنظومه وألفاظه، ونقصد بالمعنى ما يسميه المعاصرون بـ"الفكرة " لا الدلالة المباشرة، و مفهوم المعنى عند علماء البلاغة الأقدمين مفهوم معقد إلى حد ما؛ إذ يطلق على هذين الأمرين اللذين ذكرنا كما هو الحال عند الجاحظ أو الجرجاني أو غيرهما.
أما نقل القرآن بخصائصه الإلهية المعلومة فهذا أمر غير ممكن أصلا؛ إذ أن هذا الشيء المترجم لا يسمى قرآنا؛ يقول البهوتي: (الترجمة عنه تفسير لا قرآن؛ لأن القرآن هو اللفظ العربي المنزل على سيدنا محمد) ولأجل ذلك يبقى الإعجاز ما بقيت العربية؛ يقول الكاساني: (الإعجاز يزول بزوال النظم العرب فلا يكون الفارسي (مثلاً) قرآناً لانعدام الإعجاز … وعند الشافعي هذا ليس بقرآن) ولأجل ذلك فإنه إذا ما زال النظم العربي لم يعد المعنى المجرد قرآناً.
وهذه الصفة الدقيقة ليست لغير القرآن، وللإمام البخاري باب يتناول جواز نقل التوراة إلى العربية وتلاوته بها؛ وذلك بدليل قوله تعالى:
(قل فاتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين)
وذلك لأن التوراة معان مجردة
أما القرآن فلا يمكن نقل كلمة فيه وتغييرها بأخرى ولو إلى العربية نفسها؛ يقول القرطبي: (لو نزعت منه لفظة ثم أدير لسان العرب أن يوجد أحسن منها لم يوجد)
ويقول سيد قطب: (إني لأنظر في القرآن - أعلى قمة في التعبير الأدبي في اللغة العربية بعض النظر عن القداسة الدينية – حين تنقل بعض آياته الفنية إلى لغة أخرى وحين تتخلّف عن الترجمة صوره وظلاله وإيقاعاته؛ إنه يفقد جماله الفنيّ؛ وإن بقيت قيمته المعنوية، ويستحيل حينئذ تقدير قيمته من هذه الوجهة. أما نقل صورهـ وظلاله فهو عمل أراه أعسر من العسر لدقة هذه الخصائص وتسامي آفاقها)
والحق أن هذا الأمر أعقد بكثير من عمليتي الفهم والإفهام المجردين؛ إذ من المعلوم أن الوصول إلى المعنى الدقيق أمر ليس بالبساطة التي يتوهمها كثير ممن لم ينعم النظر؛ حيث أن لوصول المعنى إلى ذهن المتلقي طريقان؛ هما:
1. المعاني التي تخاطب الذهن وتصل إليه مجردة عن ظلالها الرائعة.
2. المعاني التي تخاطب العقل والحسّ والوجدان، وتصل إلى النفس من منافذ شتى؛ من الحواس ومن الوجدان المنفعل بالأصداء والأضواء.
والحق أن العقل ما هو إلا كوّة واحدة من كوى النفس الكثيرة.
¥