ـ[مرهف]ــــــــ[10 Dec 2005, 12:49 ص]ـ
منذ أن ظهرت القوميات في البلاد الإسلامية وجدنا ظاهرة القراءة تتمطمط رافعة قدمها وباسطة يدها،فأخذ يدلج فيها فسول القوميين وبثور العلمانيين ومندوبو المستشرقين وفي هذه الأثناء كانت تجارب اللسانيات ما زلت تطبخ في المعامل الغربية لتكون سفيرة لقراءة جديدة تبشر (بالمفهوم الغربي) بفهم حداثي باسم التجديد والتغييراقرأ هذا الرابط تكرما أخي أبا عبد المعز
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=614&highlight=%C7%E1%DE%D1%C7%C1%C9+%C7%E1%E3%DA%C7%D5 %D1%C9 وعنوانه محمد شحرور وجذور القراءة المعاصرة
ثم ينظر هذا الرابط وتاريخ كتابته
http://www.albayan.co.ae/albayan/culture/2002/issue130/afaque/2.htm لندرك مدى تقصيرنا في متابعة هذه المستجدات الخطيرة فالظاهر أنهم يصنعون المصطلحات وينمقونها ثم يقوم مندوبوهم في ساحاتنا الثقافية للترويج لها وتعظيمها وبيان مدلولاتها ومعانيها بالفهم الذي رسم لهم أن يقولونه للناس وأهم ما في هذه المصطلحات هو التعمية والإرهاب اللساني والدلالي وكل من لا يستخدم مصطلحاتهم الحداثية فهو لاحداثي، والنتيجة فالتهم جاهزة ..........
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[11 Dec 2005, 12:13 م]ـ
الفاضل أبو عبد المعز
تابع بارك الله بكم وفيكم ولكم
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[11 Dec 2005, 03:45 م]ـ
3 - الجذور السفسطائية لمفهوم "القراءة"
ثبت أن كل منهج يستند إلى خلفية نظرية فلسفية ....
و "القراءة" ليس بدعا من المناهج , مرجعها النظري هي:السفسطة. فما السفسطة؟
السفسطة "مذهب" في نظرية المعرفة و"موقف" من الحقيقة يمكن أن تظهر باسمها الصريح كما يمكن أن تتقنع بأسماء أخرى براقة في غالبها يخطف بريقها البصر فلا تنتبه العين إلى معنى السفسطة الكامن تحتها. وإني لمرشد القاريء إلى ضابط عام ييسر رصد هذا المذهب:
-من قال أولزمه إنكار الحقيقة في الداخل والخارج فهو سفسطائي.
-من قال أو لزمه أن الحقيقة ليست في الخارج ولكنها داخل الانسان فهو سفسطائي.
-من قال أو لزمه أن الحقيقة في الخارج ولكنها تتعدد فهو سفسطائي.
و"القراءة" لا تحتاج إلى تمحيص شديد لكي نكتشف جذورها الضاربة في هذه البنود الثلاث.
البند الثاني مثلا هو ترجمة الشعار المعروف ل"جورجياس"السفسطائي الإغريقي المشهور:"الإنسان مقياس كل شيء" وفحواه أن الحقيقة ليست اكتشافا في الواقع ولكنها اختراع للوعي .. فأنا الذي يقرر معنى الحقيقة وأنا الذي يضع معيارها.هذا المبدأ الذي كان بعض الناس قديما يخجلون من ذكره لشناعته أصبح عند الغرب اليوم أساس معظم فلسفاتهم ... فالفلسفة البرغماتية –وهي العمود الفقري للفكر الأمريكي- تقوم على المبدأ ذاته ..... فصواب الفكرة وخطؤها في هذا المذهب ليس ذاتيا في الفكرة بل هو فكرة في الذات لا غير: فهذه الفكرة صواب إن حملت لي "منفعة" وهي خطأ إن لم تحمل لي "منفعة" .... وليس من المستغرب أن تكون "حقيقة" الأمس "باطل" اليوم" .. لأن معيار الحق يدور مع المصلحة وجودا وعدما. وليس من المستغرب أن تكون الفكرة الواحدة صوابا وخطئا في وقت واحد إذ لا يشترط إلا وجود تقديرين أعني ذاتين ...
هذا هو جوهر "التفكيكية" عندما رفعت شعار "لا وجود إلا للقراءة" متخطية بذلك ما تبقى من "عقل" عند البنيوية.
فالبنيويون من قبل أجهزوا على "المؤلف" وأعدموه .... ويقصدون بذلك أن نية القائل ومراد المتكلم وقصد الكاتب لا أهمية لها إطلاقا ..... ولتوضيح المسالة أضرب مثلا طريفا ما زال عالقا بذهني:
في ندوة انعقدت حول مناهج تحليل الرواية قام ناقد فرنسي يدعى "ريكاردو" بتحليل رواية من تيار "الرواية الجديدة " وكان صاحب الرواية موجودا فى الندوة ..... وأثناء المناقشة اعترض المؤلف على الناقد وبين أن المعاني التي أشار إليها الناقد الفاضل لم تخطر بباله إطلاقا .... وأنه من المجازفة أن ينسب إلى روايته ما لا يعرفه هو وهو كاتبها.
فما كان من الناقد الفاضل إلا أن قال:
"لكنك ياعزيزي أنت لست الآن إلا قارئا من القراء."
ولعل في هذه الحادثة أقصى ما يمكن تخيله: خضوع الكاتب لسلطة القاريء. بل انتفاء مفهوم "المؤلف" أصلا. لأنه ينتقل مباشرة -بعد خروج النص - من صف المبدع إلى صف القراء ..... والقراء لا يتفاضلون!!
حسنا ...... مات المؤلف فمن يتكلم في النص؟
يجيب البنيويون: المتكلم الحقيقي هي اللغة ... فللغة نظامها وقوانينها ومستوياتها وهي مستقلة عن المتكلم وعن العالم (كان دو سوسير -أبو البنيوية -يرى أن الكلمة ليست علاقة بين اسم وشيء ولكن علاقة بين دال ومدلول ليعزل العالم عن اللغة وكان يميز بين اللغة والكلام ويرى أن موضوع علم اللغة هو الأول لا الثاني ليعزل الإنسان ..... )
إن تمسك البنيويين بسلطة اللغة -أي النص- هو الأمر الوحيد الذي أنقذهم من السقوط في السفسطة ..... لأنهم يعتقدون ب"شيء ما" خارج الانسان ثابت يمكن التحاكم والرجوع إليه. لكن التفكيكيين قوضوا هذا القلعة الأخيرة .... فاعلنوا "موت النص" بعد "موت المؤلف" وأصبح القاريء هو الكيان الوحيد الموجود ..... ولتقدير ما وقع بالفعل أخترع لكم هذا المشهد –على سبل التوضيح-:
قال المؤلف: أحب التفاح.
قال الناقد البنيوي: الجملة تتحدث عن رغبة الذات في موضوع ما.وهذا الموضوع ليس طبيعيا بقدر ما هو ثقافي فتكون الرغبة في تجاوز" المقدس " فالنص يحيل على قصة آدم وحواء ..... والتفاحة مظهر ل "عصيان"ما.
قال المؤلف: ما أردت إلا أنني جائع ....
قال البنيوي: هذا لا يهمني ف كلمة "التفاح " في اللغة لها هذه الإيحاءات المثيولوجية.
قال التفكيكي: أرى هنا تركيبة شعورية لها وجهان: ملل وقرف في وجه, وألم وتوجع في وجه آخر.
قال البنيوي: هذا لا يوجد في النص.
قال التفكيكي: بلى ..... الدال "تفاح" ينفك إل عنصرين "تف" و" آح" .... العنصر الأول فيه " أثر" الملل والضجر كما في "أف" .... وفي الثاني فيه" ترسبات " الوجع.
للفقرة بقية .....
¥