تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[11 Dec 2005, 08:24 م]ـ

أما البند الثالث فهو لا يختلف كثيرا عن الثاني ... وكلاهما يلزمهما البند الأول أي السقوط في الغنوصية المطلقة .... فتعدد الحقائق هو المعبر عنه بالفكر النسبي الذي يلهج به الحداثيون .... ويوظفونه سياسيا في شعارهم:"التعددية" و"قبول الآخر".ويقولون لا أحد يملك الحقيقة المطلقة ... وهم يعرضون هنا بالإسلاميين .... ويقصدون بالآخراللادينية والإلحاد والفجور ويرون الحق لكل هذا الخليط أن يوجد ... بل لا بد من التعامل مع جميع المفاهيم على قدم المساواة ولا داعي للإنكار على فكر ما أو التشنيع على شذوذ ما لأن الحقيقة المطلقة غير موجودة فثبتت المساواة في الطابع النسبي ..... قال نيتشه دهقان الفكر التفكيكي (وهو الذي صعد إلى الرتبة الأولى في تصنيف الحداثيين بعد أفول نجم ماركس):"هناك عيون من جميع الألوان, إذن هناك حقائق من جميع الألوان, إذن لا حقيقة البتة".وبمثل هذا القول قال لويس التوسيرالفرنسي الماركسي (الذي عجل بنهاية الماركسية عندما أدخل مفهوم القراءة في قلب الماركسية فنادى بضرورة قراءة " الرأسمال") قال التوسير:"ليس هناك خطاب بريء". فإن صدق الرجل فقوله هذا ليس بريئا أيضا ... وقولي عن قوله إنه ليس بريئا هو بدوره غير بريء ومن خالفنا أو وافقنا فمخالفته أو موافقته ليست بريئة أيضا ...... اللهم ثبتنا على دينك.!!!!

(للعبرة فإن التوسير ذبح زوجته وسيق إلى مستشفى المجانين أما سلفه نيتشه فقد خرب داء الزهري مخه ومات في مستشفى المجانين أيضا ... وميشال فوكو لوطي كان من أوائل ضحايا الأيدز ..... فتبا لهؤلاء الحداثين من بني قومنا الذين لم ينتشلوا متبوعيهم إلا من ردهات المارستانات!!!)

هذا ....

وقد تقرر عند أئمة أمتنا أن أية فكرة أو أي اجتهاد لم نستطع أن نكتشف فيها البطلان بسبب إحكام الشبهة أو بسبب الزخرفة والتزيين الشيطاني فإنه مع ذلك يمكن القطع ببطلانها ليس بتحليلها بل بمجرد النظر إلى مآلها ولوازمها: فلا يلزم عن الحق إلا حق , ولا يلزم عن الباطل إلا باطل.لذلك أقول لناشئة المسلمين ليس من الضروري أن نتتبع المنهج التفكيكي أو الفلسفة النسبية في كل المفردات واللبنات فالمشقة ستطول وإرهاب المصطلحات وارد ... وإنما يكفي أن نقول:

يلزم من تبني القراءات التفكيكية القول بأنه ليس في الوجود قرآن. نعم.

جرب أن تجادل أحدهم وتحتج عليه بآية من التنزيل .... سيقول لك: هذا فهمك للآية ولا يلزمني .... أو هذه قراءة ممكنة للقرآن من جملة قراءات كثيرة أخرى ممكنة ... فإن قلت له ابن عباس قال .... رد عليك بقوله: رأي ابن عباس قراءة أخرى ممكنة ....

النتيجة: رفع القرآن الإلهي من الأرض ولم يبق إلا القراءات البشرية النسبية ... هذا يلزم كل الحداثيين شاؤوا أم أبوا ..... فلينظروا بعد ما بقي لهم من دين المسلمين.

قارنوا –رحمكم الله- بين هؤلاء "القراءتية" وبين سلف الأمة- ويقينا لم يسر على هذه الأرض أعقل من المسلمين- قالوا ضمن تعريفهم للتفسير:" الكشف عن مراد الله .... "وبذلك سدوا باب السفسطة ... فهناك "مراد الله " وهو الحق الوحيد .. والإنسان يسعى بجهده وقواعده الموضوعية ليصل أو ليقترب من هذه الحقيقة .... وسدا لباب السفسطة رمى الأصوليون مذهب" المصوبة" عن قوس واحدة .... وقالوا لا يعقل أن يكون الحق عند المختلفين بنفس القدر .... بل الحق عندفريق واحد ولهم أجران وللفريق الثاني أجر واحد هو أجر الجهد فقط ....

يتبع ..........

ـ[فهد الناصر]ــــــــ[16 Dec 2005, 03:07 م]ـ

كلام موفق، ويا حبذا المواصلة على هذا النحو، لمزيد من كشف منهج هؤلاء.

وقد اطلعت على كتاب جيد بعنوان (تهافت القراءة المعاصرة) للدكتور محامي منير محمد طاهر الشواف يناقش فيه أحد من يدعو للقراءة المعاصرة للتراث وللقرآن، وهو المهندس المدني السوري محمد ديب شحرور وخاصة في كتابه (الكتاب والقرآن قرأة معاصرة). والكتاب مجلد في 627 صفحة، جدير بالقراءة والتلخيص.

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[18 Dec 2005, 05:08 ص]ـ

4 - عودة إلى سوكال

للتأكد من فهمي لمصطلح "الاختلاف" عزمت على الرجوع إلى معجم كما يفعل جميع عباد الله ..... فلم أجد أفضل من "دليل" "يضيء" لأكثر من سبعين تيارا .... فكان أن وقعت على هذه التحفة الحداثية ..... أتركها لكم بدون تعليق إلا شيئين:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير