آخرها في مشهد الدلالة الأصلي (الأولي). والمكانية من ثم ليست هي عزل المختلفات والفصل بينها فقط, وإنما هي أيضا عملية العزل ذاتها , هي هذا النشاط الإيجابي أو الفعل الذي يرسي الفواصل بالاضافة إلى الفواصل ذاتها. كما أن ما تفعله بهذه المفاهيم ينطبق أيضا على المكانية نفسها وعلى عمليتها الإيجابية والسلبية.ولذلك فهي مفهوم غير مستقر ولا يقبل التحديد أبدا.
ثالثا: إن الاخـ (ت) ـلاف هو منتج الاختلافات ومنتج عملية إنتاج الاختلافات, أي عملية توليد الاختلافات التي بها تتميز الاختلافات نفسها. ف الاخـ (ت) ـلاف هو مصدر الاختلافات اللغوية التي توصل إليها سوسير. وبهذا الربط يكون الاخـ (ت) ـلاف هو مبدأ السميوطيقا والادراك اللغوي. ولا يجب خلط الاختلافات البنيوية الأفقية مع الاختلافات المنتجة للمفاهيم , فالأولى هي خصائص الإشارات وأنظمة الإشارة التي تهيء العناصر الأولية للدلالة. وهذا النظام اللغوي يعتمد على انتاج اختلافات منتظمة , وبذلك فإن أساس هذه الاختلافات هو الاخـ (ت) ـلاف.وعليه فإن الدلالة ونظامها يعتمد أساسا على الاخـ (ت) ـلاف.ومن الواضح أن الاخـ (ت) ـلاف كمبدأ للمخالفة والتباين والتميز يتداخل مع معناه كمفهوم مكاني, بما أن المفاهيم بالضرورة لا بد أن تنطبع داخل الأنظمة والبنى حيث تتم عملية الإحالة والمرجعية إلى المفاهيم الأخرى (تنطبع , كما يقول سوسير, بشكل سلبي, أو بشكل غير متحيز, لأن اللغة تتكون من الاختلافات فقط)
رابعا: إن الاخـ (ت) ـلاف هو إمكانية تسمية وإدراك الاختلاف العيني "الطبيعي", والاختلاف هو دائما سابق على أي "وجود" طبيعي وخارج عنه حتى يتسنى "للوجود-الكينونة"إمكانية الإدراك والمعرفة , أي حتى يختلف الوجود عن الموجودات. ولهذا فإن الاخـ (ت) ـلاف أقدم وأسبق من الوجود. وهنا يكاد مفهوم الاخـ (ت) ـلاف يتطابق مع مفهوم الأثر والأصل.
..........
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[18 Dec 2005, 05:26 ص]ـ
فى غمرة انتشائي بهذا النص الذي أضاء لي مصطلح "الاختلاف" نسيت أن أشير إلى الصفحات التي طلع منها قمر الدج (ى) (أرجوكم لا تصحفوا الوصف فتقرؤوه دجال مثلا) ..... فعذرا للدكتورين الفاضلين صاحبي هذا الدليل الأدبي ......
الصفحات 117 - 118 - 119
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[18 Dec 2005, 08:35 ص]ـ
الفاضل أبو عبد المعز
بارك الله في قلمكم السيّال وزادكم علما وفهما
هل عدم وضعكم لكلمة "يتبع ... " يعني أن الموضوع قد انتهى من جانبكم؟
أسألكم هذا لأني أقوم بتنسيق الموضوع في ملف وورد بنية نشره على بعض الأخوة، فإن انتهيتم منه نشرته، وإن كان مازال في جعبتكم ما تضيفونه، صبرت بانتظار إضافتكم ...
أخوكم المحب لكم في الله
أبو حسن
ـ[محمد حامد سليم]ــــــــ[18 Dec 2005, 09:35 ص]ـ
أخي عبد المعز
بارك الله فيك
أفضح زيف المشدوهين المتمعلمين المقلدين المتفلسفين الذين عندهم تفسيرا لكل ما يقوم به الغرب دون إمعان النظر والعقل في كلامهم أو أبحاثهم حتى وإن كانت زيف وكذب فلقد أعطوا للغرب حبال قيادهم فساروا خلفه كالبهائم لا تدري الي أين هم مساقون
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Dec 2005, 02:32 م]ـ
ذكرني قول أخي الكريم الأستاذ أبي عبدالمعز: «الحَداثيُّ طفلٌ صغيرٌ، تُعجبهُ الفرقعات وتلؤلؤُ الأشياء – حتى لو أحرقته! - خاصةً الألفاظ والمصطلحات ... وعنده شغف شديد بالكلمات التي تنتهي بـ (لوجيا) ..... ، ولا يَجدُ لذتَه إلا في لَوكِ الكلمات ذات الرطانة الأجنبية ..... فهو قلما يقول مثلا "من وجه نفسي واجتماعي وحضاري" بل يفضل أن يتفيهق على نحو:"على المستوى السايكولوجي والسوسيولوجي والانتربولوجي"ثم ينظر وقع الكلمات على مخاطبيه بزهو واضح كالطاووس».
أقول: ذَكَّرني هذا بكلامٍ قديمٍ مطابقٍ لهذا مَرَّ عليَّ في كلام الجاحظ (ت255هـ) وابن قتيبة (ت276هـ)، وأبي سعيد السيرافي وابن فارس الرازي (ت395هـ) رحمهم الله، فرجعت إليه مرة أخرى في مظانه.
¥