تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ذكرت أن الإملاء يتغير بمرور الزمن، ولا يقتصر على لغة دون أخرى، والتغير الذي حدث في اللغة العربية خلال أربعة عشر قرناً لا يكاد يذكر، إذا ما قورن بأي لغة أخرى، وجئت بأمثلة من اللغة الإنجليزية مثل كلمة "الابن" فكانت تكتب sonne والآن تكتب son، وأما كلمة "يحكم" فكانت تكتب iudging بحرف i بدلاً من j، والملاحظ أن الحرف j لم يخترع في أوروبا إلا في القرن السادس أو السابع عشر.

أوضحت أن المنهج الذي اتبعه سيدنا زيد بن ثابت} في جمع القرآن هو أدق منهج علمي يمكن أن يُتَّبع في الأوساط الأكاديمية.

هناك نصوص تدل على أن سيدنا عثمان بن عفان} أمر زيد بن ثابت بجمع القرآن من جديد، ثم قورن هذا بما وجد مكتوباً في بيت أم المؤمنين عائشة ثم بمصحف سيدنا أبي بكر الذي كان مودعاً عند أم المؤمنين حفصة}، ثم أمر عثمان بكتابة المصاحف.

الأصل في القرآن هو التلقي شفاهة، لذلك أرسل عثمان} مع كل مصحف قارئاً.

المناخ الاجتماعي والسياسي كان في وصف القرآن وخاصة بعد هجرة النبي {إلى المدينة المنورة، لأنه كان هناك شعب يؤمن بالقرآن ويتلوه آناء الليل والنهار، وكانت الحكومة حامية للمصحف، وكانت أحكامه مطبقة من عهد النبي {، إضافة إلى وجود الآلاف من المصاحف في القرن الأول الهجري، خلافاً للتوراة حيث فقدت التوراة بعد سيدنا موسى لستة أو سبعة قرون ثم وجدت "صدفة" في المعبد، ثم فقدت مرة أخرى لمدة قرنين. أضف إلى ذلك حقيقة أن جميع ملوك مملكتي إسرائيل ويهوذا الأربعين باستثناء ملك واحد كانوا ضعيفي الصلة بالتوراة بل كانوا من عبدة الأصنام وأتباع الشياطين. ولقد أثبت أن التوراة قد حصل فيها كل أنواع التغيير والتحريف والتبديل وذلك باعتراف علماء اليهود والنصارى، حيث ثبت أن اليهود كانوا بعد التحريف يحرقون النسخ القديمة التي لا تتماشى مع التحريف، لذا فإن أقدم مخطوطة كاملة للتوراة ترجع إلى القرن الحادي عشر الميلادي.

في ضوء مخطوطات البحر الميت التي وجدت في كهوف قمران، يُدعى أنها من القرنين الأول

والثاني الميلاديين، وذلك لأن الرومان دمروا المنطقة في سنة 68م، ثم في سنة 136م تقريباً، فكل ما وجد في الكهوف في تلك المنطقة فهو من ذلك التاريخ أو من قبله، وبما أن بعض المخطوطات الموجودة في تلك الكهوف من العهد القديم، ونصه يتفق تقريباً مع العهد القديم المتداول حالياً، وهذا يثبت حسب زعم علماء الآثار والعهد القديم أن نص التوراة أصبح ثابتاً "أي أنه لم يحدث تحريف أو تبديل في النص" منذ القرن الأول الميلادي. ويرى الأعظمي عكس ذلك، لأنه وجد في ضمن الكهوف أوراقاً باللغة العربية، أحدها مؤرخ سنة سبع وعشرين وثلاثمائة هجرية أي في القرن العاشر الميلادي، وهذا يدل على أن الكهوف لم تكن محكمة بل يستطيع أي فرد دخولها والعبث في محتوياتها.

ثم بعد كل هذا عملت دراسة مقارنة للتوراة والإنجيل، ونقلت اعترافات اليهود والنصارى في تحريف كتبهم التي لم يزل تحريفها مستمراً. في الترجمات الجديدة للإنجيل تم حذف أو تعديل كل ما يسيء إلى اليهود، وقد ذكر الباحثون أنه يوجد في الإنجيل أكثر من مئتي ألف (200.000) اختلاف في القراءة، والكثير من النصوص التي لها صلة بالعقيدة المسيحية مثل التثليث، والرفع إلى السماء والخطيئة الأزلية لا توجد في النسخ القديمة من الإنجيل، علماً بأن أقدم مخطوطة كاملة من الإنجيل باليونانية ترجع إلى القرن العاشر الميلادي.

وفي الكتاب بيان عن دوافع الاستشراق في الكتابة عن القرآن الكريم، ووضحت تماماً أنه لا شأن لليهود والنصارى بأن يكتبوا عن الإسلام والقرآن. ومن المبادئ المهمة التي لم يلتزم بها المسلمون، وخاصة في العصر الحاضر، قول ابن سيرين: "إن هذا العلم دين .. فأنظروا عمن تأخذون دينكم".

نقلاً عن مجلة المجتمع الكويتية

عدد 1629

تاريخ 4/ 12/2004م

وانظر فيها أيضا:

http://www.almujtamaa-mag.com/Detail.asp?InNewsItemID=152316

ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[18 Dec 2005, 07:37 ص]ـ

هل من خبر عن ترجمة هذا الكتاب؟

فالمؤلف لم يكتبه بالعربية؛ حسبما علمتُ.

ـ[سمير القدوري]ــــــــ[22 Dec 2005, 04:38 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي العزيز لدي تنبيه مهم بشأن استعمال شائع بين الأخوة الذين يكتبون بالعربية, فهم إلا تحلة القسم, يترجمون كلمة Bible ترجمة غير دقيقة وذلك قولهم له: الإنجيل.

والصواب أن تترجم الكلمة بالكتاب المقدس كما هو عرف النصارى العرب.

ومن المعلوم أن الكتاب المقدس لدى النصارى يتألف من شقين متمايزين:

الشق الأول هو العهد القديم the Old Testament وفيه كتب اليهود المقدسة (ويزيد الكاثوليك في عهدهم القديم سبعة كتب يرفضها اليهود والبروتستانت).

الشق الثاني هو العهد الجديد the New Testament وفيه كتب النصارى المقدسة وعلى رأسها الأناجيل الأربعة, وقد يطلق البعض على كل العهد الجديد لفظ الإنجيل تجوزا ومسامحة.

لهذا نرى أن من يترجم كلمة بايبل بالإنجيل يقصي من حسابه حصة الأسد من الكتاب المقدس التي يشتمل عليها العهد القديم. كذلك تجد اليهود والنصارى يطلقون على العهد القديم ما يسمى بالفرنسية:

La Bible Hebraique أي الكتاب المقدس العبراني.

لدى نرى أن كلمة الكتاب المقدس جامعة مانعة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير