ـ[يوسف حميتو]ــــــــ[26 Feb 2006, 11:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الأستاذ الدكتور أحمد الطعان: والله لقد أعلمتم وأفحمتم، وأشكر لك هذه الكلمات التي تنم عن علم جم ومعرفة حقيقية بخطاب المفترين والدجاجلة من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، والفهم المقاصدي الذي ينادي به الجابري والرهان المقاصدي الذي يراهن عليه لا ينبني على مصداقية علمية، ذلك أنه ليس فهما للشاطبي بقدر ما هو جهل بالإمام الشافعي على الجميع رحمة الله، وأزيدك أخرى أن الخطاب الجابري هنا في المغرب بدأ يتلاشى وأصبح متجاوزا حتى بين العلمانيين أنفسهم، فإذا كان على الأقل الدكتور الجابري يحاول بقدر ما إما حقيقة أو توهيما النظر في التراث الفقهي والأصولي والتعامل معه من خلال منطلقه الشخصي، فإن تيارا كبيرا من العلمانيين أصبحوا يصنفون الجابري ضمن دائرة جديدة أطلقوا عليها ما يسمى بالسلفية العلمانية وهومصطلح متداول بينهم شفهيا وليس لللإستعمال العلمي كما يقولون هنا ..
أعانكم الله وتقبلوا فائق التقدير.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[26 Feb 2006, 12:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شكراً لك أخي الكريم يوسف وبارك الله فيك ...
نعم هو بنظرهم سلفي لأن العلمانيين يدركون التقية التي يتذرع بها عدد كبير من أقطاب الخطاب العلماني ... ولذلك فالمتطرفون منهم لا يقبلون أي عنصر من عناصر المهادنة إنهم يريدون رفضاً كاملاً ونسفاً ونسخاً لا يبقي ولا يذر ... وإلا فالوصم بالسلفية - لأنها وصمة بنظرهم - سيكون حليف الجابري وأمثاله .. كما زعم علي حرب بشأن الجابري وأبو زيد وغيرهم
والسلام.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[30 Apr 2006, 03:56 م]ـ
هذا الموضوع الذي تفضل الأخ د. أحمد بطرحه يستحق العناية والاهتمام .....
مع الأسف لم يعلق عليه-إلى الآن- إلا أخ فاضل واحد ..
المؤامرة عظيمة جدا والتلبيس في المقاصد شديد ......
ومصطلح مقاصد من أكثر المصطلحات دورانا في خطاب كل المناوئين للقرآن .... ويتخذ عندهم ذريعة وحاكمة على الشريعة: فحديث النبي صلى الله عليه وسلم غير مقبول لأنه يعارض المقاصد .... والمستحدث البدعي مقبول لأنه لا يعارضها ..
هؤلاء يريدون إلغاء الشريعة بطريقة مهذبة جدا ..... بالمقاصد.
ولو كان الشاطبي رحمه الله حيا ورأى صنيعهم لتبرأ منهم.
ولو كلن ابن القيم رحمه الله حيا لرأى في "مقاصدهم" طاغوتا خامسا.
باختصار الفرق بين مقاصدنا ومقاصدهم كالفرق بين الاسلام والزندقة.
شكرا مرة أخرى للدكتور أحمد الطعان .... فقد أدرك بحسه المسلم مصدرا من الشرعظيما .. وياليت إخواننا يفيدوننا في هذا الباب.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[30 Apr 2006, 08:19 م]ـ
جبر الله خاطرك أخي أبا عبد المعز وبارك فيك ....
لا يستطيع أن ينكر أي واحد منا أنه يعجبه ويثلج صدره اهتمام الآخرين به وبكتاباته ولكن علينا جميعاً أن نسعى لتصفية نوايانا من الشوائب والأدغال ...
وأنا أعذر الإخوة لعدم تعقيبهم فالمشاغل كثيرة وأن كثيراً ما أمر على بحوث قيمة وأكتفي بقرائتها بسرعة ولا أجد الوقت للتعقيب ...
ولكن أهيب بالإخوة الذين يجدون من الوقت ما يمكنهم من إثراء النقاش والتعقيب أن يبادروا لذلك لأن ذلك يشجع الباحثين فلا تستهينوا بذلك ياإخوتي جزاكم الله خيراً ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[14 Dec 2007, 10:05 م]ـ
للعلم ...
ـ[محمد كالو]ــــــــ[15 Dec 2007, 01:48 ص]ـ
أخي الأستاذ الدكتور أحمد الطعان: موضوع قيم بارك الله فيك
إن أحكام الدين تهدف بما تضمنته من تفاصيل وحدود وضوابط إلى تحقيق مقاصد معينة هي المعروفة بمقاصد الشريعة، أما أقطاب الخطاب العلماني فإنهم انتهجوا مساراً تأويلياً للنص الديني سموه بـ (التأويل المقاصدي) وهو تأويل ينتهي بالنص الديني إلى إهدار الأحكام المتعلقة بضبط الأفعال من حيث الأمر والنهي، ويعتبر فقط المقاصد من تلك الأحكام، بحيث إذا تحققت المقاصد بدون ضوابطها وتفاصيلها أصبحت هذه الضوابط لاغية في زعمهم.
يقول محمد الشرفي:
" إن التأويل المقاصدي هو التأويل الأنسب من الوجهة الدينية، وينبغي ألا يطول البحث في تحليل الكلمات، بل لا بد من البحث وراء المعاني الحرفية عن روح القرآن، وتناول كل مسألة حسب وضعها ضمن المقاصد الإلهية الشاملة " (محمد الشرفي: الإسلام والحرية، الالتباس التاريخي: 138).
وهكذا يعتبرون أن أحكام الشريعة لم تشرَّع إلا لتحقيق مقاصدها، فأحكام الحدود لم تشرَّع إلا لردع مقترفي المعاصي، ومنع الربا لم يشرَّع إلا لتحقيق مقصد العدالة ومنع استغلال القوي للضعيف، وهكذا الأمر في كل حكم شرعي، فلا تحمل هذه الأحكام قيمة في ذاتها بل في مقاصدها فقط، فإذا ما حقق حكم من الأحكام مقصده، فإنه يكون قد استنفد أغراضه، فلا يبقى إذن مبرر لبقائه ملزماً.
إن هذه القراءة التأويلية المقاصدية للنص الديني هي قراءة كفيلة بأن تغير الأفهام في استخلاص معاني الأحكام من نصوصها ليصبح الأمر نهياً والنهي أمراً إذا ما تبين للقارئ أن مقصد الحكم لا يتحقق به بل يتحقق بحكم غيره، فيصبح غير الحكم هو المطلوب خلافاً لما يقتضيه ظاهر النص، وهو ما يقتضي على سبيل المثال إمكان أن يفهم من النص القرآني حلّية الربا بدلاً من حرمته، وأن يفهم بطلان عقوبات الحدود بدلاً من وجوبها، بل يصل الأمر إلى إلغاء العبادات من صلاة وصيام وحج وزكاة على النحو الذي هي محددة به، وذلك إذا تحققت مقاصدها بأشكال أخرى.
¥