تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كل هذا دون حذف أسماء الأماكن والأشخاص، وما هو عربي أصيل، دلت الدراسات على أصالته ..

إنه لإعجاز ـ وأي إعجاز ـ أن يوجَد نصٌّ محكم طويل مكتوب باللغة العربية، تحدث عن شتى العلوم الدينية، والدنيوية، وآيات الله في الأنفس والآفاق، وتنظيم علاقة الحاكم برعيته، وأحكام الأسرة .. عددُ كلماته غير المكررة (17458) كلمة، ولا يوجد فيه سوى " 0.573% " من كافة ما زُعِمَ أنه معرب!

كيف إن حُذف ما لا يجوز عده من المعرب؟

5.عرَف العرب قبل الإسلام الكلمات المُدَّعاة أنها مُدخَلة بهدف إبهار الناس، ولم يرد أن أحداً من سكان مكة قال بأنها غريبة عنه لا يعرفها.

فكيف يتهمون محمداً صلى الله عليه وسلم بأنه قد أدخل كلمات، عرَفها الناس وتداولوها قبل أن يولد بعقود؟! [19]

6. وجود عدد ـ وإن كان نادراً جداً ـ من الألفاظ ذات الأصل غير العربي، ومن مختلف اللغات القديمة، يحمل إشارة إلى عالمية الدعوة الإسلامية.

7. يخلو القرآن الكريم من تراكيب، أو جُمل، أو أشباه جُمل، غير عربية. فكل ما ذكروه من المعرب، مجرد لفظٍ لأدواتٍ الحسية، ليست معنوية.

وحتى تلك الألفاظ النادرة، لم يتنزل القرآن الكريم بها، إلا بعد أن استعملتها العرب ردحاً من الزمان، وبعد أن قاموا بتشذيبها وتهذيبها وصبغها بالصبغة العربية الخالصة. [20]

صارت عربية لأن الكلمات التي في أصولها أعجمية، أخذتها العرب واستعملتها، فعرَّبتها بألسنتها .. ثم نزَلَ بها القرآن بعد أن اختلطت بكلام العرب في أشعارها ومحاوراتها، وجَرَت مجرى العربي الصحيح .. ومن ثم، وقَعَ بها البيان، ونَزَل بها القرآن. [21]

ختاماً، هذه دراسة قام بها الدكتور علي حلمي موسى ـ الحاصل على دكتوراه الفيزياء الذرية النظرية من جامعة لندن ـ بتجربة حسابية رقمية على جذور الأرقام القرآنية مستخدماً الحاسوب.

قارنَ منها الجذور للكلمات الواردة في آيات القرآن الكريم، مع الجذور للكلمات في أبرز معاجم اللغة العربية، وفيما يلي بعض الأرقام والإحصاءات التي خرج بها:

1. ألفاظ القرآن الكريم التي لها جذور هي الأسماء والأفعال: (51899).

2. ألفاظ القرآن الكريم التي أخذت من جذر غير ثلاثي ـ بعضٌ منها مُعرّب مثل: برزخ وخردل وسلسبيل ـ عددها: (167) لفظاً.

أي أن نسبة ألفاظ القرآن الكريم التي لها جذر ثلاثي: (98 %).

فهو بحق " لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ " [النحل: 103].

3. أكثر ألفاظ القرآن عدداً هي المبدوءة بحرف الهمزة وعددها: (8170)، ثم حرف القاف وعددها: (4079).

4. عدد الجذور الثلاثية للكلمات القرآنية المبدوءة بالهمزة هو: (76) جذراً، وعددها في الصحاح للجوهري [22]: (187). أي أن القرآن الكريم استخدم: (40%) من جذور الكلمات المبدوءة بالهمزة.

5. مجموع الجذور الثلاثية للكلمات القرآنية هو: (1640)، ومجموع الجذور الثلاثية في الصحاح للجوهري هو: (4814)، أي أن القرآن الكريم استخدم ما نسبته (34%).

وعلى هذا يكون القرآن الكريم قد استخدم أكثر من ثلث الجذور الثلاثية للألفاظ العربية، في (600) صفحة فقط من القطع المتوسط.

إنَّ أي أديبٍ ـ جاهلي أو معاصر ـ مهما بلغت قدرته الأدبية، ومهارته البيانية، وموهبته اللغوية، لم يستخدم أكثر من (5 %) من أصول كلمات اللغة، فما معنى أن يستخدم القرآن الكريم أكثر من ثلث الكلمات العربية؟

هذه دلالة واضحة على ظاهرة التناسق العددي في الجذور الأصلية للكلمات القرآنية، ودلالة واضحة على غزارة المادة اللغوية فيه ..

وهذا كله يدل على أنَّ: القرآن الكريم ليس كلام بشر، بل هو كلام الله سبحانه وتعالى.

كما حفِظَ كتاب الله جل جلاله اللغةَ من الضياع، فلولاه: لتشعبت اللغة إلى لهجات، وضاعت الفصحى في خضمِّ العامِّيَّات. [23]

وسبحان من كلامه القرآن!

==========================================

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير