ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[26 Apr 2006, 11:51 م]ـ
نتائج خطة التأنيس:
خطة التأنيس تلك من شأنها أن تجعل من القرآن نصا لغويا لا يتميز عن غيره من النصوص اللغوية .... فوجب-عند الحداثي- تماثل المنهج.
ومن بنود هذا التماثل المنهجي:
1 - القرآن- كغيره من النصوص- إنتاج مرتبط بمقتضيات ثقافية وحضارية.فلا يعبر إلا عن محيطه ولا يمكن فهمه معزولا عنه. (حامد أبو زيد)
2 - القرآن-كغيره من النصوص-قابل لتعدد القراءات والأفهام واحتمال التأويلات ... لكن مع اعتبار حاسم هو أن التعدد يتموضع فقط على صعيد التحقق والوجود ولا يمكن تموضعها على سلم الحقيقة والخطأ ...... فليس ثمة قراءة أفضل من أخرى ولا مكان لمن يدعي أن قراءته للقرآن هي الأمثل. (طيب تيزيني)
3 - القرآن-كغيره من النصوص- خرج من سلطة المتكلم ودخل في سلطة القاريء ....
فالحداثي يرى أنه لا سبيل إلى الاطلاع على مقاصد المتكلم .... هذا بالنسبة للمتكلم البشري فكيف والقرآن منسوب لمتكلم متعال فهو أولى بأن تجهل مقاصد قائله ....
كل ما يمكن أن يحصل عليه القاريء هو ما يؤتاه من فهم نسبي مشروط بوضعيته المعرفية ومحيطه الثقافي.
4 - القرآن-كغيره من النصوص- ينتابه ما ينتاب النصوص الموروثة في التراث البشري من ضياع ونقص وزيادة وتحريف ..... ودعوى الاجماع والنقل المتواترأمر خارج المصداقية التاريخية التوثيقية. (طيب تيزيني)
خطة التعقيل.
وقد توصف بالعقلنة.
1 - الهدف:
إذا كانت خطأة التأنيس قد سارعت إلى نزع "عائق التقديس" فإن خطةالتعقيل تكفلت بنزع عائق آخر هو" عائق الغيبية" وهو العائق الذي ينص على أن القرآن وحي ورد من عالم الغيب.
2 - الآليات:
الصبغة العامة لآليات التنسيق هنا هي التعامل مع الآيات القرآنية بكل وسائل النظر والبحث التي توفرها المنهجيات والنظريات الحديثة.
3 - العمليات:
الهجوم على الموروث/الترحيب بالمستحدث/إطلاق سلطة العقل.
-فمن الأول دعوى الحداثي أن علوم القرآن ومباحثها وسائط متحجرة ينبغي رفعها لكي تتم القراءة المباشرة للنص القرآني.
-ومن مظاهر الثاني:
نقل مناهج علوم الأديان المتبعة في تفسير وتحليل ونقد التوراة والانجيل إلى دراسة القرآن ... لأن وضع الكتب الدينية المنزلة واحد فلا ينبغي ان تختلف مناهجها.
ومنه نقل مناهج علوم الإنسان (اللغويات والعلاميات وعلم النفس وعلم الاجتماع) واعتمادها في تحليل النص القرآني.
ومنه أخيرا اعتماد مستحدثات النظريات النقدية والفلسفية كالبنيويات والتفكيكيات والحفريات لمقاربة النص القرآني.
-ومن مظاهر الثالث:
إخضاع كل الآيات لاجتهاد العقل وعدم الاعتراف بوجود شيء في القرآن يعلو على العقل ....
ومن أهداف خطة التعقيل:
إعادة النظر في:
مصدر القرآن/ مضمونه/ أهدافه/
1 - اقتراح مصدر للقرآن ضمن الكفاءات المعقولة للبشر .... ولا حاجة إلى افتراض وحي متعال .... وإن كان لا بد من ذكر الوحي فليكن بالمعنى البشري (وحي الشعراء مثلا)
2 - اقتراح قرآن "مشذب ومهذب ومنقح" بعد إزاحة كل الشوائب اللاعقلية وكل الجزئيات التي لم ينفع فيها التأويل ...... مثل أخبار الأمم التي لا تعدو أن تكون أساطير ..... ومثل العبادات التي لا تعدو أن تكون طقوس جامدة.
3 - اقتصار القرآن على وظيفة واحدة هي تخليق الانسان ... وبث الروح المعنوية فيه.
ومن ثمرات خطة التعقيل:
-رفض مبدأ هيمنة القرآن على الكتب السابقة ...... واعتبارها أنواعا متماثلة ضمن جنس واحد ..... فلا معنى للقول بأفضلية القرآن .... ولا يعقل أيضا أن نصف التوراة والانجيل بالتغير والتبدل ونستثني القرآن من هذا الوصف.
ويقترح أركون في هذا المقام التخلي عن مفهوم "أهل الكتاب" لأنه لا يدخل المسلمون فيه ..... واستبدال مفهوم "مجتمع الكتاب"به.
(كما اقترح بعضهم تشييد معابد دينية واحدة مشتملة على ثلاثة أجنحة لمارسة الطقوس الدينية)
-رفض مبدأ تنزيه القرآن عن الاختلاف والاضطراب ... فترتيب آياته لا يخضع لاتساق منطقي كما لا يخضع للاتساق التاريخي ..... فيكون الاختلال هو الحصيلة.
-رفض مبدأ تنزيه القرآن عن الباطل .... فأسلوبه مبني على المجازات والاستعارات ومخاطبة العواطف .... فهو بهذا المعنى أقرب إلى العقل الاسطوري والمناخ الشعري وأبعد من العقل البرهاني والمجال العلمي ...
¥