تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[د. حسن خطاف]ــــــــ[02 May 2006, 12:57 ص]ـ

بارك الله بك يا دكتور أحمد على ما ذكرت من ملاحظات لكن الذي أردت ذكره في واقع الأمر هو أننا عندما ننطلق من النص القرآني لا نجد رابطا بين الصراط الذي ورد في الأحاديث النبوية وبين مفهوم الصراط الذي ذكر في القرآن الكريم، ومن المؤكد أن هذا ليس له دلالة متصلة بالموقف من السنة، إنما الذي أردت أن أذكره أنه لا يوجد دليل نابع من النص القرآني على مفهوم الصراط المذكور في السنة، وكلمة المرور ليست دليلا كافيا على وجود صراط، ولكنها في نفس الوقت كما ذكرتم لا تنفي وجود صراط، فالورود المذكور في آية الصراط الوصول والبلوغ يقول الشيخ ابن عاشور والورود: حقيقته الوصول إلى الماء للاستقاء. ويطلق على الوصول مطلقاً مجازاً شائعاً، وأما إطلاق الورود على الدخول فلا يُعرف إلا أن يكون مجازاً غير مشهور فلا بد له من قرينة. التحرير والتنوير - (ج 9 / ص 3)

وإذا اعتبرنا القرائن الموجودة في النص بمعنى دخول النار، فالدخول قد يكون على صراط وقد يكون من غير صراط، ومجيء الورود بمعنى الدخول موجود في القرآن الكريم بل ذهب الكثير من المفسرين إلى أن الورود المذكور في سورة مريم بمعنى الدخول يقول النسفي والورود: الدخول عند علي وابن عباس رضي الله عنهم وعليه جمهور أهل السنة لقوله تعالى: {فأوردهم النار} [هود: 98] ولقوله تعالى {لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها} [الأنبياء: 99] تفسير النسفي - (ج 2 / ص 280)

فالورود المذكور في النص هو البلوغ والوصول وهذا على غرار قوله تعالى" وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ" [سورة القصص] يقول الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير "والورود هنا معناه الوصول والبلوغ كقوله تعالى {وإن منكم إلا واردها} " 10 / ص 374"

والورود أيضا بمعنى الدخول لكن الدخول قد يكون بصراط وقد يكون من غير صراط ولم يقع تحديد ذلك في القرآن الكريم فجاءت السنة النبوية وبينت وجود صراط منصوب على متن جهنم

مرة أخرى بوركت جهودكم على ما ذكرتم.

أما ما يقال عن إنكار المعتزلة للصراط فهي مسألة تحتاج إلى وقفة أطول وأقول باختصار هناك من رأى أن كل المعتزلة ينكرون الصراط وهذا ما يفهم من كلام الآمدي [غاية المرام: 305]،واليضاوي وقد نقل ذلك عنه الآلوسي، روح المعاني:17/ 6 ومن المعاصرين ممن قال بذلك عن المعتزلة غولد زيهر، في كتابه العقيدة والشريعة في الإسلام:91،ونقل محمد العبده وطارق عبد الحليم في كتابيهما المشترك المسمى"المعتزلة بين القديم والحديث":85 عن الأشعري أن المعتزلة ينكرون الصراط، والحق أن الأشعري لم يقل ذلك عن المعتزلة، وبالرجوع إلى كتابه"مقالات الإسلاميين "الذي نقلا عنه لانجد ذلك،فقد ذكرا الصفحة [430] من مقالات الإسلاميين،ولا يوجد في هذه الصفحة أي ذكر للصراط، كما ذكرا الصفحة [742] من نفس الكتاب،ولم ينقل الأشعري في هذه الصفحة ما فهماه منه وهذا نص كلامه:» واختلفوا في الصراط فقال قائلون هو الطريق إلى الجنة والى النار، ووصفوه فقالوا هو أدق من الشعر، وأحد من السيف،ينجي الله عليه من يشاء، وقال قائلون هو الطريق وليس كما وصفوه بأنه أحد من السيف، وأدق من الشعر، ولو كان كذلك لاستحال المشى عليه «مقالات الإسلاميين:472، مع الإشارة إلى أن الضمير في قوله"اختلفوا" لايرجع إلى المعتزلة، وإنما إلى أهل الكلام عموما، ويفهم من هذا النص أن القول الثاني هو قول المعتزلة،فهو يتفق مع ما يقوله المعتزلة عن الصراط.

وهناك من يحكم على أغلب المعتزلة بانهم ينكرون الصراط ممن قال ذلك عنهم الإيجي:» وأنكره أكثر المعتزلة، وتردد قول الجبائي فيه نفيا وإثباتا «المواقف:3

وقد تبين لي أن المعتزلة لاينكرون الصراط من حيث الأصل وإنما ينكرون بعض الأوصاف الملاصقة للصراط وذلك ككونه أدق من الشعر وأحد من السيف " وهذا الوصف لايصل من حيث الصحة إلى مستوى الأحاديث الأخرى الموجودة في صحيح البخاري وغيره والتي خلت من هذا الوصف.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير