تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[د. حسن خطاف]ــــــــ[04 Jul 2006, 02:01 ص]ـ

أخي الدكتور علي بارك الله بك على هذا العمل، ونرجو ان تلحقنا بالفرق الدقيق بين التفسير العلمي والإعجاز العلمي

ـ[محمد العبادي]ــــــــ[07 Jul 2006, 09:57 م]ـ

ما زلنا ننتظر سعادة الدكتور علي الفرق بين التفسير العلمي، والإعجاز العلمي، إذا هذه المسألة -وكل ما يتعلق بالتفسير العلمي- من أهم القضايا التي كثر الكلام عليها هذه الأيام، وبين الفينة والأخرى نرى كتابا أو مقالا فيه، فحبذا لو زدتنا فيها علما، ومناقشة لما استدلوا به .. نفع الله بك وأعانك.

ـ[د. علي أسعد]ــــــــ[08 Jul 2006, 09:42 م]ـ

جزاك الله خيرا أخي د. حسن على سؤالك الهام وإن كنت أتمنى أن تكون المناقشة في إطار الموضوع المطروح، وأجيب باختصار:

تفاوتت آراء الباحثين المعاصرين في التمييز بين التفسير العلمي والإعجاز العلمي فمنهم من جعل المراد منهما واحدا؛ كالدكتور أحمد عمر أبو حجر إذ عرف التفسير العلمي بأنه: " التفسير الذي يحاول فيه المفسر فهم عبارات القرآن في ضوء ما أثبته العلم، والكشف عن سر من أسرار إعجازه، من حيث أنه تضمن هذه المعلومات العلمية الدقيقة التي لم يكن يعرفها البشر وقت نزول القرآن، فدل ذلك على أنه ليس من كلام البشر، ولكنه من عند الله خالق القوى والقدر. "

يلاحظ أن الدكتور أبو حجر لم يميز بين التفسير العلمي والإعجاز، بل جعل غاية المراد من التفسير العلمي تحقيق الإعجاز القرآني؛لإثبات أن القرآن الكريم من عند الله عزوجل.

أما الدكتور فهد الرومي في تعريفه للتفسير العلمي فقد حاول التمييز، إذ يقول: هو:"اجتهاد المفسر في كشف الصلة بين آيات القرآن الكريم الكونية ومكتشفات العلم التجريبي على وجه يظهر به إعجاز للقرآن يدل على مصدره، و صلاحيته لكل زمان ومكان "_، وذكر الصلة في تعريفه "ليشمل ما هو تفسير وما هو من قبيله كالاستئناس بالآية في قضية من قضاياها".

الملاحظ في هذا التعريف، أنه لا يحصر الصلة بين الآية ومكتشفات العلم التجريبي بدلالة اللفظ، إنما يكفي مجرد الاستئناس بهذه العلوم في قضية من قضايا الآية، حتى يطلق على هذا مصطلح التفسير العلمي.

بينما نجد أن تفريق الدكتور عبد المجيد الزنداني بين التفسير العلمي والإعجاز العلمي أوضح؛ إذ يعرف التفسير العلمي بأنه: "هو الكشف عن معاني الآية أو الحديث في ضوء ما ترجحت صحته من نظريات العلوم الكونية

أما الإعجاز العلمي: فهو إخبار القرآن الكريم أو السنة النبوية بحقيقة أثبتها العلم التجريبي أخيراً وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم. وهكذا يظهر اشتمال القرآن أو الحديث على الحقيقة الكونية التي يؤول (يصير وينتهي) إليها معنى الآية أو الحديث ويشاهد الناس مصداقها في الكون فيستقر عندها التفسير ويعلم بها التأويل كما قال تعالى) لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون ([الانعام: 67] وقد تتجلى مشاهد أخرى كونية عبر القرون، تزيد المعنى المستقر وضوحاً وعمقاً وشمولاً لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أوتي جوامع الكلم، فيزداد بها الإعجاز عمقاً وشمولاً، كما تزداد السنة الكونية وضوحا بكثرة شواهدها المندرجة تحت حكمها".

كذلك الدكتور وهبة الزحيلي يميز بين الإعجاز العلمي والتفسير العلمي، حيث يعرف الأخير بأنه:"هو الكشف عن معاني الآية في ضوء ما ترجحت صحته من نظريات العلوم الكونية، أي أنه يأتي متأخراً عن اكتشاف النظرية العلمية"_، فإذا ثبت عدم إدراك هذه الحقيقة بالوسائل البشرية في زمن الوحي، وقد أخبر بها القرآن فتسمى عندئذٍ إعجازاً".

يُلاحظ على هذا التعريف، أنه رغم حرصه على فصل التفسير العلمي عن الإعجاز العلمي، فإن هذا الأخير، يدخل ضمن التفسير العلمي ولو لم يصرح به، لأن تعريف التفسير العلمي سابق الذكر، جاء مطلقاً غير مقيد بمعرفة أهل عصر الوحي،أو عدم معرفتهم؛ أي أنه شامل لهذين الاحتمالين، لذلك يمكن اعتبار الإعجاز العلمي جزءاً من التفسير العلمي.

على ضوء التعريفين السابقين نجد أن الإعجاز العلمي نوع أو صورة من صور التفسير العلمي، وإن أخذت الدراسات المعاصرة ذات الصلة منحاً إعجازياً، فكل إعجاز تفسير علمي وليس كل تفسير علمي إعجاز.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير