تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومن هنا تأتي أهمية فهم النصوص المراد ترجمتها ومما يؤكد ضرورة امتلاك المترجم معارف تناسب معارف الكاتب (المرسل)، وأن يكون مخلصاً أميناً لما ينقله عنه وما أكثر الأفخاخ أمامه، وهذا ما يجعلنا أيضاً نؤكد على موضوع التخصصات. ومن هنا نرى أنه من الأشراط الأولية لكل ترجمة حقيقية أن تتسم بمعرفة اللغة والموضوع بالإضافة إلى المهارة التي تتجلى في خاصية إعادة التعبير عن مضمون النص المصدر في النص الهدف.

وهكذا نجد أنه حينما نواجه صعوبات في الترجمة أو حينما تبدو الترجمة مستحيلة فإن ذلك يعزى إلى نقص في المعارف في ذات المترجم (وذات اللغة) وذات الموضوع ولضعف في الطاقات المتخصصة أو الموسوعية ومن لم يحط بالموضوع مفرداته ومصطلحاته وأوجهه الظاهرة والعميقة بالإضافة إلى الإخلاص والأمانة فإنه سيشوه النصوص الأصيلة ويمسخها وعندها تنطبق عليه سمات الخيانة للنصوص وتضيع لديه الأمانات ....

سندخل الآن في موضوع أكثر تخصصاً في مشكلات ترجمات القرآن الكريم .. حيث ثمة أكثر من أربعين ترجمة موجودة باللغة الفرنسية وأكثر من مائة ترجمة باللغة الانكليزية كما أن ثمة ترجمات عديدة في اللغات الأخرى ...

والسؤال هل هذه الترجمات قد حازت على سمة الأمانة وإلى أي حد؟

ولكن لنتعرف على الرسالة والمرسل والمتلقي قبل أن ندخل بحراً محيطاً لا نزال على شواطئه:

1 - الرسالة حسبما اتفق عليه علماء الأصول والفقهاء وعلماء العربية هي: كلام الله تعالى المعجز المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم باللسان العربي في المصاحف /المنقول عنه بالتواتر / المتعبد بتلاوته ([8]) " وهي رسالة منزلة بلسان عربي مبين " إنا أنزلناه قرآناً عربياًلعلكم تعقلون" ([9]) وللناس كافة " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" ([10])

ولغة القرآن ومعانيه تحمل قدراً لا نهاية له من الفهم والتدبر وتوليد المعاني والاسترسال في النظر دون شطط أو اعتداء على الحدود ([11]) ولأن هذا القرآن معجز أن يؤتى بمثله لأن المرسل هو الأحد العالم بكل أسرار اللغة وما فيها وبكل أسرار الكون وما فيه وبكل ما لدى الإنسان وما فيه " كتاب أحكمت آياته، ثم فصلت من لدن حكيم خبير " ([12]). ولذا فإن محاولات ترجمات القرآن ليست حتماً بقرآن فإن صح أن تسمى ترجمة لتفسير معاني القرآن. فإن ذلك يحتاج إلى علوم كثيرة جداًولن يكون إلا شيئاً من أحد أوجه التفسير ويحتاج أيضاً إلى كفاءات خاصة وأشراط التفسير كثيرة .. لأن هذه الرسالة الإلهية الإرسال قد أعجزت أهل اللسان العربي ذاتهم فكيف بالمتسللين؟.

فإذا ما رحنا نتتبع تاريخ الترجمات بدءاً من المحاولة اللاتينية الأولى عام (1143) ميلادي وحتى يومنا هذا نخلص إلى الملاحظات الآنية:

1 - الكثير من الدراسات اللغوية لترجمات معاني القرآن غير منتظم وكلها يعوزها الشمول والموقف النظري الواضح (د. عمر شيخ الشباب) ([13]) وفيها كثير من السلبيات (تزيدات ونواقص).

2 - أولى الترجمات كانت للاتينية 1143 ثم الإيطالية 1548 ثم الألمانية 1623 ثم الفرنسية 1647 ثم الإنكليزية (عن طريق العنعنة) 1647 ثم الأسبانية والروسية في القرن التاسع عشر. م.

3 - "إن تعدد الترجمات في كل لغة واختلافها فيما بينها يؤدي إلى الحيرة واللبس عند المختصين في الدراسات اللغوية والإسلامية فما بالنا إذا وصل الأمر للإنسان العادي غير المختص حيث سيكون اللبس والحيرة لديه أكثر ولن يدري أي طريق يتجه" ([14]).

4 - " تصدى لترجمة القرآن الكريم أناس لا يعرفون من الدين إلا القليل، كما وضعت الصهيونية المقنعة بالمسيحية يدها بالتغيير والتحريف في بعض هذه الترجمات على غفلة وجهالة من المسلمين " ([15]).

5 - " بعض الترجمات مليئة بالأخطاء اللفظية مع تحريف الأحكام الشرعية والعقائد، وفي بعضها تبديل الكفر بالإيمان ولعبادة الله بعبادة غيره، وتبديل لأسماء بعض الأنبياء والسور والأماكن والصفات والأعلام " ([16]).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير