تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أما بلاشير فقد اشتط به تفكيره ولم يجد مرادفا لكلمة "رسول" سوى لفظة Apôtre التي لا تعني سوى "الحواري". انتهى.

فهذه نبذة طفيفة جدا من أخطاء بلاشير في ترجمته الأخيرة لمعاني القرآن الكريم.

إن كان بلاشير يعرف هذه الأخطاء فتلك بلية، وإن كان لا يعرفها فالبلية أعظم!!.

ومهما كان الأمر فهذا بعض ما جناه بلاشير -هذا المستشرق- على القرآن الكريم والذي قالت عنه د. زينب عبد العزيز في كتابها "ترجمات القرآن إلى أين؟ " ([26]) بعد التحدث عن ترجمة المستشرق الألماني نولدكه ما يلي: "وهي الترجمة التي يتذرع بها بلاشير ليقول عن القرآن الكريم: "ذلك النص الغامض عادة، والذي يصعب فهمه في سياقه الذي لا يتفق –ونصرُّ على ذلك– مع المراحل الأربع المتتالية لنبوة محمد e في مكة وفي المدينة…"

ولم يكتف بلاشير بالإصرار على تجريحه بقضية ترتيب الآيات المعروفة، التي لو رجع إلى كتب الفقه وعلوم القرآن لعرفها وإنما ها هو يرمي بضربته الأخرى قائلا: "إن الرغبة في فرض نص ثابت لايتغير تبدو من ذلك الفعل الدنس أو انتهاك الحرمات من الصحابة الذين قاموا بإبادة كل الأشياء التي تم تسجيل الآيات عليها بأياد ورعة قامت بجمعها من فم الرسول e ". فعلى الرغم من اللباقة ([27]) واستخدام الألفاظ المغلفة والمنمقة من ورع وغيره وتباكيه على ضياع الأصول، إلا أن فحوى خطابه يتضمن الإشارة إلى تلاعب ما وإبادة الأصل لعدم الكشف عما تم من تحريف .. وهي ليست إلا عملية إسقاط لما قامت به الكنيسة في أناجيلها ومجامعها، وطرحها على القرآن الكريم الثابت نزوله وتثبيته بلا أي تحريف… بل وها هو يصل به الأمر إلى التشكيك حتى في نص مصحف عثمان اعتماداً على الهجوم الذي يكيله من مستشرقيه .. وما أغرب ازدواجية بلاشير هذا، فهو من ناحية يعلم ويقول: إن ترجمات القرآن الكريم كافة قد تمت بغية إدانته وتجريح شرائعه، ثم ها هو يتذرع بهذه الانتقادات ذاتها ليقول: " وحيال كل هذه الانتقادات نحن مساقون لأن نسأل الكتابة القديمة أن تأتينا بإجابة عن مسألة الأمانة المطلقة لنص مصحف عثمان!! ". اهـ. وقديما قال الشاعر:

إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وصَدَّق ما يعتادُه من توهُّم

أعتقد أن هذه المقولة تنطبق على بلاشير بل وعلى كل المستشرقين. فقد أنبأنا القرآن الكريم بما جَنَوْه على التوراة والإنجيل من تحريف، كما شهد بذلك بعض بني جلدتهم، ([28]) فلا غرو إذاً أن يسيئوا الظن بنا طبقا لمقولة الشاعر الآنفة الذكر، هذا سبب، وهناك سبب آخر وهو التشفي منا لآبائهم الذين فضح الله أعمالهم السيئة في القرآن الكريم، والسبب الثالث هو ما هالهم من سرعة انتشار الإسلام حتى بدأ يغزوهم في عقر دورهم. وهناك أسباب كثيرة أخرى كدعوة زعمائهم" لتنصير العالم أجمع". وقِدَماً حذَّرنا الله منهم في كتابه العزيز بقوله سبحانه وتعالى] لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون [(آل عمران: 118) لذلك علينا ألاّ نفاجأ بأي عمل تخريبي أو عدواني يوجهونه ضدنا، لأن هذه الآية الكريمة قد لخصت لنا موقفهم بكل وضوح وصراحة. فالمطلوب منا إذاً هو العمل الجاد بإخلاص وتفان بدون كلل ولا ملل كما قال الله سبحانه وتعالى] ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لايرجون وكان الله عليما حكيما [(النساء: 104) وقال أيضا] وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة [(الأنفال: 60). فمما نستطيع إعداده لهم من قوة:

توصيات

1 – مواصلة طباعة ترجمات معاني القرآن الكريم المعتمدة من مجمع الملك فهد بعد إعادة تصحيحها بدقة من قبل لجنة متخصصة تؤلف من المتمكنين في العربية وفي اللغة المترجم إليها ومن علماء الدين، ويستشار عالم مسلم متخصص عند مراجعة ترجمة الآيات الخاصة بالعلوم الأخرى كالفلك والطب والجيولوجيا. وتصدر بمقدمة تتضمن التعريف بالاستشراق ووسائله وأهدافه كما تتضمن الرد بطريقة علمية مركزة علىشبهاتهم وعلى كل ما يتذرعون به للنيل من القرآن الكريم.

2 – تأليف كتاب جيب في كل لغة استشراقية مهمة تتضمن دحض شبهات المستشرقين بطريقة علمية. يطبع بكمية كبيرة ويوزع كما توزع المصاحف.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير