تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ونرد عليه أيضا بنفس الآية السابقة: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}، فنصوص الكتاب والسنة والإجماع تدل على أن الزاني والسارق والقاذف لا يقتل بل يقام عليه الحد، فدل على أنه ليس بمرتد (منهاج السنة لابن تيمية 3/ 396).

5 - ومن نزقه وجهالته المفضوحة أنه جعل نفسه يملك صكوك الغفران ووحي الحق والحقيقة، فمن وافقه فهو الفرقة الناجية وفي الجنة، ومن خالفه الرأي فهو خالد في النار، فهيستيريا الحكم على عصاة المسلمين بالخلود في النار جعلته يقول ص 28: " لقد جعلوا من البخاري ندا لله ووضعوا كتابه في نفس مستوى القرآن بل في درجة أعلى لأن حديثا واحدا للبخاري إذا تعارض مع عشر آيات قرآنية فمن السهل الإعراض عن القرآن كله مخافة الاعتراض على البخاري وأولئك مهما أعلنوا للناس إسلامهم فهم عند الله خالدون في النار " اهـ.

وهذا الكلام يُطْلِع القارئ على عقلية هذا المنحرف وغلوه وإمعانه في تكفير مخالفيه.

المبحث الثاني

الرد على بعض أضاليله وأكاذيبه على السنة والقرآن

أولا: رفضه للسنة وزعمه الاستغناء بالقرآن عنها

في حوار معه بجريدة " الدستور " بتاريخ 4/ 7/2007م قال عن السنة: " نحن نرفض نسبتها إلى النبي محمد عليه السلام ونرفض أن تكون جزءا من الإسلام لأن الإسلام اكتمل بالقرآن " اهـ. وقال: " نحن نرى أن أحاديث البخاري وغيره مما يسمونها سنة ليست سوى ثقافة دينية تعبر عن عصرها وقائليها وليس لها أي علاقة بالإسلام أو نبي الإسلام " اهـ.

هكذا وبكل بساطة وبجرة قلم ينفي هذا التافه السنة المطهرة بهذا الكلام الذي لا يُساوي المداد الذي كتب به!! فمن هذا المغرور وما هي مكانته في ميزان العلم حتى يتبجح بكلمة " نحن "؟!، ورحم الله شاعر العرب عندما قال: يقولون هذا عندنا غير جائز ... ومن أنتم حتى يكون لكم عند!!، .... فَدَعْوَاهُ الاستغناء بالقرآن عن السنة النبوية دعوى ساقطة بنص القرآن، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان مأمورًا بتبيين القرآن قال الله تعالى مخاطبًا نبيه: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 44]. ووظيفة النبي صلى الله عليه وسلم بنص الآية البيان للناس وهو على نوعين: الأول: بيان اللفظ ونظمه وهو تبليغ القرآن وعدم كتمانه وأداؤه إلى الأمة كما أنزله الله تعالى على قلبه وهو المراد من قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} [المائدة: 67]. والثاني: بيان معنى اللفظ أو الجملة أو الآية الذي تحتاج الأمة إلى بيانه وأكثر ما يكون ذلك في الآيات المجملة أو العامة أو المطلقة، فتأتي السنة فتوضح المجمل وتخصص العام وتقيد المطلق وذلك يكون بقوله صلى الله عليه وسلم كما يكون بفعله وإقراره. فالقرآن دل على وجوب العمل بالسنة، فكل عمل بما جاءت به السنة عمل بالقرآن. قال تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7]. ومما يؤكد ضرورة السنة لفهم القرآن هذين المثالين: المثال الأول: قول الله تعالى {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} [المائدة: 38]. فإن السارق فيه مطلق اليد فبينت السنة القولية الأول منهما، وقيدته بالسارق الذي يسرق ربع دينار بقوله صلى الله عليه وسلم: " لا قطع إلا في ربع دينار فصاعدا " أخرجه الشيخان. كما بينت الآخر بفعله صلى الله عليه وسلم أو فعل أصحابه وإقراره، فإنهم كانوا يقطعون يد السارق من عند المفصل كما هو معروف في كتب الحديث، بينما بينت السنة القولية اليد المذكورة في آية التيمم {فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ} [النساء: 43]. بأنها الكف أيضا بقوله صلى الله عليه وسلم: " التيمم ضربة للوجه والكفين " أخرجه أحمد والشيخان وغيرهم من حديث عمار بن ياسر رضي الله عنهما. المثال الثاني: قال تعالى: {قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير