تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال تعالى: واتخذوا من دونه اّلهة"

ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[04 - 03 - 2006, 01:17 م]ـ

تقديم الضر على النفع

قال تعالى: واتخذوا من دونه اّلهة لا يخلقون شيئا وهم يُخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعاولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا* (الفرقان3)

وقال تعالى"ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم ..... (الفرقان55)

أولا: في الأية الأولى تأخر المفعول من أجل أن يتصل بصفته الطويلة أو أوصافه المتعدد، وبهذا يترتب الكلام بحسب الحاجة وقوة العلاقةالمعنوية.

ثانيا: في الأية الأولى كذلك، تقدم ذكر الضر على النفع، لأن السياق في تعداد صفات الألهة وبيان عجزهم، فهم لا يخلقون شيئا وهم يخلقون، فهي معبودات عاجزة، وهذا يناسبه تقديم الضر على النفع، لأن الإضرار بالنفس أو الغير أسهل من النفع، وبالتالي فهم غير قادرين على عمل الأسهل ومن عجز عن عمل الأمور السهلة عاجز لا يستحق العبادة، ثم جاء بعد ذلك قوله تعالى"ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا" بتقديم الأسهل على الأصعب، مبالغة في ذمهم، فهم لا يستطيعون حتى مجرد الإماتة، ثم جاء بالأصعب وهو الإحياء ثم الأصعب وهو البعث والنشور، فالسياق يقتضي تقديم الضر على النفع وتقديم الموت على الحياة على البعث والنشور من أجل بيان عجزهم.

أما الأية الثانية فقد جاءت بتقديم النفع على الضر، لأنها تتحدث عن العبادة وأسبابها، والأصل في العبادة أن تكون من أجل المنفعة والفائدة، كعبادة المال أو عبادة ذوي السلطان من أجل الحظوة، كما عبد الكفار الأصنام من أجل أن تكون واسطة بينهم وبين الله تعالى، وفي ديننا الإسلامي فإننا وإن كنا نعبد الله لأنه يستحق العبادة أولا، فإن النفس الإنسانية تفعل الفعل من أجل الثواب ومخافة العقاب، وبهذا تتحقق لها الفائدة، كما قال تعالى"يدعون ربهم خوفا وطمعا".

والله أعلم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير