[لا ابا لكم]
ـ[المفصح]ــــــــ[10 - 03 - 2006, 06:02 م]ـ
ما المقصود بالجملة التالية؟
" لا أبا لكم "
وفيم تستخدم
جزاكم الله خيرا
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[10 - 03 - 2006, 07:11 م]ـ
الأخ المفصح ..
السلام عليكم ورحمة الله ..
يقول ابن منظور: لا أبا لك: كلام جرى مجرى المثل، وذلك أنك إذا قلت هذا فإنك لا تنفي في الحقيقة أباه، وإنما تخرجه مخرج الدعاء عليه، أي: أنت عندي ممن يستحقّ أن يُدعى عليه بفقد أبيه.
ويقال: لا أب لك ولا أبا لك (أبا: لغة في الأب)، وهو مدح، أي لا كافيَ لك غير نفسك.
وقد يُعرض في معرض الذمّ كما يقال لا أم لك.
وقد يُذكر في معرض التعجّب ودفعاً للعين كقولهم لله درُّك.
وقد يُذكر بمعنى جِدَّ في أمرك وشمِّر لأن من له أب اتّكل عليه في بعض شأنه.
وقد تُحذف اللام فيُقال لا أباك بمعناه.
وقيل: قولهم لا أبا لك كلمة تفصل بها العرب كلامها.
ثم إن (لا أبا لك) من التراكيب النحوية التي أكثر النحاة في تخريج إعرابها، واختلفوا فيما بينهم حول إعرابها، كقولك: لا أبا لزيد، ولا أخا لعمر ..
ومنه قول الشاعر:
يا تيم تيم عدي لا أبا لكم ----- لا يُلقينّكم في سوءة عمر
وقد أجازوا فيه ثلاثة أعاريب كالآتي:
1) لا نافية للجنس، وأبا اسمها منصوب وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الستة، واللام في (لزيد)، أو (لك)، أو (لكم) زائدة، والكاف في محل جرّ بالإضافة، واستدلوا على ذلك بورود (أباك) بغير اللام كقول مسكين الدارمي:
وقد مات شِماخ وقد مات مُزوّد ----- وأي كريم لا أباك يُمتّع
وقول أبي حية النميري:
أبا الموت الذي لا بد أني ----- ملاق لا أباكِ تخوفيني
2) أن (أبا) اسم مبني على الفتح المقدر على الألف لمعاملته معاملة الاسم المقصور، وهي إحدى لهجات القبائل العربية، واستدلوا عليها بقول أبي النجم العجلي:
إن أباها وأبا أباها ----- قد بلغا في المجد غايتاها
والجار والمجرور في "لا أبا لك" متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر (لا).
3) أب: اسم لا مبني على الفتح في محل نصب، والألف زائدة لإشباع الحركة، و (لك)، أو (لكم) جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر (لا)، ويحتمل أن يكون صفة، والخبر محذوف، والوجه الأول أحسن. وهذا الرأي هو أرجح الآراء وأفصحها، وهو بناء (أب) على الفتح.
ـ[المفصح]ــــــــ[10 - 03 - 2006, 07:40 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على الرد