["الحمد لله" عند الطبري]
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 05 - 2006, 07:38 م]ـ
:::
في قوله تعالى "الحمد لله رب العالمين"
فسر إمامنا الطبري الحمد فقال
(معنى: {الحَمْدُ لِلَّهِ}: الشكر خالصاً لله جل ثناؤه دون سائر ما يُعْبَد من دونه، ودون كل ما برأ من خلقه، بما أنعم على عباده من النعم التي لا يحصيها العدد ولا يحيط بعددها غيره أحد، في تصحيح الآلات لطاعته، وتمكين جوارح أجسام المكلفين لأداء فرائضه، مع ما بسط لهم في دنياهم من الرزق وغذاهم به من نعيم العيش من غير استحقاق منهم لذلك عليه، ومع ما نبههم عليه ودعاهم إليه من الأسباب المؤدية إلى دوام الخلود في دار المقام في النعيم المقيم. فلربنا الحمد على ذلك كله أولاً وآخراً.)
فهل من معقب على تفسيره؟؟
بانتظاركم
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[02 - 05 - 2006, 10:57 م]ـ
السؤال هنا أستاذي:
هل الحمد له مسبِب، وهو الإنعام؟
ثم، السؤال الآخر قد يبتلي الله عبدا ببلوى، فكيف يشكره عليها؟
هل من تفصيل، إذ أن معظم كلام الرازي قد علق الحمد وسماه الشكر على الإنعام. وهو بحاجة لأمعان نظر.
ـ[سليم]ــــــــ[03 - 05 - 2006, 12:11 ص]ـ
السلام عليكم
"الحمد لله"_هذه الجملة اسمية ,والجملة الاسمية ابلغ واثبت.
قال الزمخشري:"وأصله النصب بإضمار فعله على أنه من المصادر التي ينصبها العرب بأفعال مضمرة في معنى الإخبار كقولهم شكراً، وكفراً، وعجباً، ينزلونها منزلة أفعالها ويسدون بها مسدها، ولذلك لا يستعملونها معها والعدول بها عن النصب إلى الرفع على الابتداء للدلالة على ثبات المعنى.
وقال إبن عاشور:"ومن شأن بلغاء العرب أنهم لا يعدلون عن الأصل إلا وهم يرمون إلى غرض عدلوا لأجله، والعدول عن النصب هنا إلى الرفع ليتأتى لهم الدلالةُ على الدوام والثبات بمصير الجملة اسمية؛ والدلالةُ على العموم المستفاد في المقام من أل الجنسية، والدلالةُ على الاهتمام المستفاد من التقديم. وليس واحد من هذه الثلاثة بممكن الاستفادة لو بقي المصدر منصوباً إذ النصب يدل على الفعل المقدر والمقدر كالملفوظ فلا تكون الجملة اسمية إذ الاسم فيها نائب عن الفعل فهو ينادي على تقدير الفعل فلا يحصل الدوام.
ومن بلاغة الكلام تقديم اسم الله عز وجل على الحمد لأن الله اسمى واعز من كل شيئ ,وبهذا اجاب إبن عاشور:"ولكن لما كان المقام هنا مقام الحمد إذ هو ابتداء أَوْلى النعم بالحمد وهي نعمة تنزيل القرآن الذي فيه نجاح الدارين، فتلك المنة من أكبر ما يحمد الله عليه من جلائل صفات الكمال لا سيما وقد اشتمل القرآن على كمال المعنى واللفظ والغاية فكان خطوره عند ابتداء سماع إنزاله وابتداء تلاوته مذكراً بما لمنزِّله تعالى من الصفات الجميلة، وذلك يذكِّر بوجوب حمده وأن لا يُغفل عنه فكان المقام مقام الحمد لا محالة.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[03 - 05 - 2006, 12:53 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعاً ..
وعلى هذه الروابط تجدون المزيد ..
الحمد لله .. أسرار وإعجاز - 1 ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=356) .
الحمد لله .. أسرار وإعجاز - 2 ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=547) .
ما الفرق بين الحمد والشكر؟ ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=6367) .
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[04 - 05 - 2006, 08:31 ص]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله، أستاذ لؤي موسوعة الفصيح، ومعذرة على " المدح ".
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 05 - 2006, 10:23 ص]ـ
قال شيخنا إبن عطيّة (في المحرر الوجيز) متعقبا الطبري
({الحمد} معناه الثناء الكامل، والألف واللام فيه لاستغراق الجنس من المحامد، وهو أعم من الشكر، لأن الشكر إنما يكون على فعل جميل يسدى إلى الشاكر، وشكره حمد ما، والحمد المجرد هو ثناء بصفات المحمود من غير أن يسدي شيئاً، فالحامد من الناس قسمان: الشاكر والمثني بالصفات.
وذهب الطبري إلى أن الحمد والشكر بمعنى واحد، وذلك غير مرضي.
وحكي عن بعض الناس أنه قال: " الشكر ثناء على الله بأفعاله وأنعامه، والحمدُ ثناء بأوصافِه ".
قال القاضي أبو محمد: وهذا أصح معنى من أنهما بمعنى واحد. واستدل الطبري على أنهما بمعنى بصحة قولك الحمد لله شكراً. وهو في الحقيقة دليل على خلاف ما ذهب إليه. لأن قولك شكراً إنما خصصت به الحمد أنه على نعمة من النعم.)
فيا لك من حاذق ماهر يا ابن عطيّة
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[13 - 05 - 2006, 03:31 ص]ـ
بارك الله فيكم ..
ولدي استفساران:
الأول للأخ جمال: ما معنى (العالَمين) في قوله تعالى: (الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)؟ هل هي جمع عالَم (بفتح اللام)؟ فإنْ كانت كذلك، فلِمَ جُمِعَت جمع مذكّر سالماً؟
والثاني للأخ سليم: تقول حفظك الله: ((ومن بلاغة الكلام تقديم اسم الله عز وجل على الحمد لأن الله أسمى وأعزّ من كل شيء , وبهذا أجاب ابن عاشور:" ولكن لما كان المقام هنا مقام الحمد إذ هو ابتداء أَوْلى النعم بالحمد وهي نعمة تنزيل القرآن الذي فيه نجاح الدارين، فتلك المنة من أكبر ما يحمد الله عليه من جلائل صفات الكمال لا سيما وقد اشتمل القرآن على كمال المعنى واللفظ والغاية فكان خطوره عند ابتداء سماع إنزاله وابتداء تلاوته مذكراً بما لمنزِّله تعالى من الصفات الجميلة، وذلك يذكِّر بوجوب حمده وأن لا يُغفل عنه فكان المقام مقام الحمد لا محالة)).
وسؤالي هو: إذا كان كذلك، فما الذي دعا إلى تقديم لفظ الجلالة (الله) على الحمد في قوله تعالى: (فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الجاثية: 36]؟
ودمتم بخير وعافية ..
¥