تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[تتمة موضوع محبة الله ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم]

ـ[أحلام]ــــــــ[04 - 03 - 2006, 11:26 م]ـ

مقياس المحبة:

وإذا أردت أن تعرف صدق محبتك لله ولرسوله صلى الله عليه على آله وسلم فانظر في نفسك في تعظيم أمر الله عز وجل وأمرِ رسوله صلى الله عليه على آله وسلم.

ما مدى تعظيمك لله ولرسوله صلى الله عليه على آله وسلم؟؟

وما مدى استجابتك لله ولرسوله صلى الله عليه على آله وسلم؟؟

قال الإمام الشافعي – رحمه الله –:

تعصي الإله وأنت تزعم حُبَّه ... هذا محال في القياس شنيع

لو كان حبُّك صادقا لأطعته ... إن المحب لمن يُحبُّ مطيع

وأبلغ منه وأصدق قوله سبحانه: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)

فاتِّباع النبي صلى الله عليه على آله وسلم دليل على محبة الله ورسوله صلى الله عليه على آله وسلم.

ولذا تفانى الصحابة – رضي الله عنهم – في محبة النبي صلى الله عليه على آله وسلم حتى قدّموا أرواحهم رخيصة دون روحه فيقول قائلهم: نحري دون نحرك يا رسول الله، ويقول آخر: نفسي لنفسك الفداء.

وقد وقف عروة بن مسعود مذهولا وهو يرى تفاني الصحابة – رضي الله عنهم – في محبة النبي صلى الله عليه على آله وسلم، وكان عروة بن مسعود آنذاك مُشركا جاء يُفاوض النبي صلى الله عليه على آله وسلم يوم الحديبية، فلما رجع إلى قومه قال: أي قوم. والله لقد وفَدْتُّ على الملوك ووفَدتُّ على قيصر وكسرى والنجاشي والله إنْ رأيتُ ملِكاً قط يعظمْه أصحابُه ما يعظمُ أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم محمدا. رواه البخاري.

ونحن اليوم نُدعى للتمسّك بِسُنّته صلى الله عليه على آله وسلم لا لتقديم أرواحنا، فنتأخّر ونتوانى ونُتبِع أنفسنا هواها.

وكما أن العبد يدخل الجنة بسبب المحبة فقد يدخل النار بسبب المحبة

كالذي يُحب غير الله كحُبِّ الله.

قال سبحانه: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ)

وعلامة هذه المحبة

أن يُقدّم رضا المحبوب على رضا الله

وتُقدّم طاعته على طاعة الله، ورغبته ومُراده على مُرادِ الله

وتقدم قول ابن القيم: والمحبة الضارة ثلاثة أنواع: المحبة مع الله، ومحبة ما يبغضه الله تعالى، ومحبة ما تقطع محبته عن محبة الله تعالى أو تنقصها. انتهى.

ولذا حرّم الله عز وجل محبة الكفار بل نفى الإيمان عمن وادّ الكفار وأحبّهم، فقال: (لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)

فالكافر يجب أن يُبغض – كما تقدّم – ولا يجتمع حبّ الله وحب رسوله مع حب الكفار في قلب عبد أبدا.

فمن أحب الكفار فقد ضاد الله عز وجل؛ لأن الله يُبغض الكفار ولذا مَقَتهم وأبغضهم.

فكيف يطيب لمسلم أن يُحب ما أبغضه الله ومن أبغضه الله؟؟

وكيف يطيب لمسلم أن يوادّ الذين قالوا على الله قولاً عظيما؟؟ فزعموا له الصاحبة والولد؟

(وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا)

وقد يُشكل على البعض قوله سبحانه: (إنك لا تهدي من أحببت)

وهذه الآية نزلت في أبي طالب فكيف تُثبت محبة النبي صلى الله عليه على آله وسلم لأبي طالب؟

والجواب من وجهين:

الأول: أن هذه محبة فطرية، تكون بين القريب وقريبه، كما تكون بين الرجل وزوجته لو كانت نصرانية أو يهودية، وهي لا تضاد الإيمان.

والثاني: أن النبي صلى الله عليه على آله وسلم كان يُحب الهداية لأبي طالب، ولذا كان النبي صلى الله عليه على آله وسلم يُعيد على أبي طالب ويقول له: يا عم قل " لا إله إلا الله " حتى مات أبو طالب على الكفر – نسأل الله السلامة والعافية –.

وقد قال الله عز وجل في إبراهيم الخليل – عليه الصلاة والسلام –: (وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ)

منقول للفائدة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير