لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 05 - 2006, 12:01 م]ـ
قال الطبرسي الشيعي في قوله تعالى
(وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) 124 البقرة
(فإن قيل إنما نفى أن يناله ظالم في حال ظلمه فإذا تاب لا يسمى ظالماً فيصح أن يناله فالجواب أن الظالم وإن تاب فلا يخرج من أن تكون الآية قد تناولته في حال كونه ظالماً فإذا نفى أن يناله فقد حكم عليه بأنه لا ينالها والآية مطلقة غير مقيدة بوقت دون وقت فيجب أن تكون محمولة على الأوقات كلها فلا ينالها الظالم وإن تاب فيما بعد.)
وهو قول خبيث يعنون فيه أنّ الشيخين وعثمان كانوا على الكفر فآمنوا---أي كانوا ظالمين في الزمن السابق لقبولهم الدعوة--والآية مطلقة غير مقيدة فلا يحوزون على عهد الله بعد آيمانهم---فإمامتهم باطلة
وعندي عدة نقاط
# في قراءة أخرى "لا ينال عهدي الظالمون" وهذا الأمر يقتضي منّا تسليط الضوء على الفعل "ينال"
# في فهم آحر فهم أنّ المقصود بالعهد النبوة لا الإمامة فما المعنى الأرجح
# ما الرد الأمثل على كلام الشيعة؟
ـ[أبو محمد المنصور]ــــــــ[05 - 05 - 2006, 01:56 م]ـ
أولا: قراءة (لا ينال عهدي الظالمون) - بالرفع - قرأ بها أبو رجاء، وقتادة، و الأعمش، وابن مسعود، وطلحة بن مصرّف وقراءتهم ليست متواترة ولا مشهورة، وقد قال الزجاج عنها: " قراءة جيدة بالغة إلا أني لا أقرأ بها، ولا ينبغي أن يُقْرَأَ بها لأنها خلاف المصحف ". انظر معجم القراءات، لعبد اللطيف الخطيب ج 1 ص 189؛ وعلى هذه القراءة يكون التعليل أن العهدَ لا يُنال بظلم بل بالطاعة، أويكون المعنى: لا يصل إليه الظالمون. قلت: فتكون دلالة الفعل (ينال) على كسب العباد أقرب وأوضح، فمن شاء أن ينال عهد الله فلا يظلم، ولْيجتهدْ في الطاعة وصنائع المعروف حتى يفوز بها، فالعهدُ مرهون بالطاعة يكون إذا كانت وينتفي إذا انتفت. والله أعلم. ثانيا: ذكر المفسرون للعهد عدة معانٍ؛ منها هذا المعنى يعني (النبوة) استنادا إلى دعوة إبراهيم (وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك) البقرة / 129، ومنها عهد الإمامة المستفاد من رجاء إبراهيم عليه السلام أن يكون مِن ذريته مَن يدعو إلى التوحيد الذي دعا إليه إبراهيم، ومنها توجيه ربنا عز وجل لنبيه إبراهيم ألا يطيع ظالما ولا يدخل في عهدٍ معه أبدا، ومنها أن العهد معناه الدين فدين الله الذي جعل فيه الهداية للناس لا ينبغي أن يكون فيه ظلم، فمن ظلم خرج عن نطاق الرحمة والهداية إلى نطاق العقوبة - وهي حدود الله في الدنيا والآخرة - بقدر ما اقترف من الإثم، ومن تاب يتوب الله عليه. ومع أن ظاهر الكلام إخبار فلا يخلو من الإعلام لإبراهيم أن يكون من ولده الطائعون كما يكون منهم الجائرون عن قصد السبيل. راجع تفسير الطبري لهذه الآية. هذا، وبالله التوفيق.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 05 - 2006, 07:01 م]ـ
بارك الله بك يا منصور يامنصور
ـ[صلاح]ــــــــ[17 - 05 - 2006, 06:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) 124 البقرة
أخي السائل الكريم:
الله سبحانه وتعالى صرح في هذه الآية المباركة أنه أبتلى النبي إبراهيم عليه السلام ببلاء (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ) ونعلم أن البلاء هو الإمتحان والإختبار من الله جل وعلا فلكل فرد مرتبة من الإيمان بالله فيمتحنه الله على مقدار هذه المرتبة الإيمانية التي وصل لها حتى يصل إلى المرتبة الأعلى من المرتبة السابقة مثل الإختبار في المدرسة فكلما أختبر الفرد وحصل ونجح في الإختبار تجده في صفوف الأوائل من التلاميذ المتفوقين.
نعم فكذلك النبي إبراهيم إبتلي من الله جل وعلا فكان من الناجحين في الإبتلاء أوالإختبار (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ) حتى وصل إلى مرتبة ومقام الإمامة الذي هو مقام أعلى وأسمى من النبوة. بصريح النص القرآني (قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً) يعني بعد هذا النجاح يا نبي الله يا إبراهيم في الإبتلاء قلِّدت مقام الإمامة. فمقام الإمام منح لإبراهيم عليه السلام بعد مقام النبوة ولهذا فإن مقام الإمامة أعلى من مقام النبوة.
وهذا المقام لا يمنح لكل من هب ودب وإنما للشخص الذي هو في هذا المقام بمعنى الله أعلم حيث يضع رسالته يعني هو مقام يمنحه الله لعباده لنَّاس هي التي تمنح هذا المقام ولايمكن لفرد غير معصوم عن الخطاء كالأنبياء والأوصياء أن يكون إماماً بالمفهوم القرآني السابق لأن غير المعصوم قد يخطىء أو يعصي
(قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) 124 البقرة
والحمد لله رب العالمين