تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ

ـ[سليم]ــــــــ[25 - 03 - 2006, 08:46 م]ـ

السلام عليكم

يقول الله تعالى:" يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ (27) /الاعراف.

قال كثير من علماء التفسير ان هذا دليل على أن الجنّ لا يُرَوْن؛ لقوله: «مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ». وقيل: جائز أن يُرَوْا؛ لأن الله تعالى إذا أراد أن يُريهم كشف أجسامهم حتى تُرى. قال النحاس: «مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ» يدل على أن الجن لا يُرَون إلا في وقت نبيّ؛ ليكون ذلك دلالة على نبوّته؛ لأن الله جل وعز خلقهم خلقاً لا يُرَون فيه، وإنما يرون إذا نقلوا عن صورهم. وذلك من المعجزات التي لا تكون إلا في وقت الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم.

ومنهم من قال: واقعة موقع التّعليل للنّهي عن الافتتان بفتنة الشّيطان، والتّحذير من كيده، لأنّ شأن الحَذِرِ أن يَرصد الشّيء المخوف بنظره ليحترس منه إذا رأى بَوادره، فأخبر الله النّاس بأنّ الشّياطين تَرى البشر، وأنّ البشر لا يرونها، إظهاراً للتّفاوت بين جانب كيدهم وجانب حذر النّاس منهم، فإنّ جانب كيدهم قويّ متمكّن وجانب حذر النّاس منهم ضعيف، لأنّهم يأتون المكيد من حيث لا يدري.

وهذا هو الرأي الصواب لأن بداية الآية تتحدث عن فتنة الشيطان لبني آدم وإخراجه ابينا آدم من الجنة.

وهناك لطيفة في جعل نزع اللباس بالزمن الحاضر وذلك لاستحضار الصّورة العجيبة من تمكّنه من أن يتركهما عريانين. (ابن عاشور)

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 - 03 - 2006, 10:21 م]ـ

طيب

الأخ المحترم سليم---

نقلت لنا كلام المفسّر العلامة ابن عاشور والذي رجح رأيا---فهل ترى رأيه---أكتب لنا فهمك أنت للآية فضلا لا أمرا

ـ[سليم]ــــــــ[25 - 03 - 2006, 10:27 م]ـ

أخي الاستاذ جمال, يبدو انني أخطأت بوضع اسم العلامة ابن عاشور بعد ان عقبت برأيي: (وهذا هو الرأي الصواب لأن بداية الآية تتحدث عن فتنة الشيطان لبني آدم وإخراجه ابينا آدم من الجنة).

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 - 03 - 2006, 06:53 ص]ـ

لم أفهم

ما هو قولك بالضبط في هذه الآية؟؟

قول ابن عاشور هو

((وجملة: {إنه يراكم هو وقبيله} واقعة موقع التّعليل للنّهي عن الافتتان بفتنة الشّيطان، والتّحذير من كيده، لأنّ شأن الحَذِرِ أن يَرصد الشّيء المخوف بنظره ليحترس منه إذا رأى بَوادره، فأخبر الله النّاس بأنّ الشّياطين تَرى البشر، وأنّ البشر لا يرونها، إظهاراً للتّفاوت بين جانب كيدهم وجانب حذر النّاس منهم، فإنّ جانب كيدهم قويّ متمكّن وجانب حذر النّاس منهم ضعيف، لأنّهم يأتون المكيد من حيث لا يدري.

فليس المقصود من قوله: {إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم} تعليم حقيقة من حقائق الأجسام الخفيّة عن الحواس وهي المسمّاة بالمجرّدات في اصطلاح الحكماء ويسمّيها علماؤنا الأرواح السفليّة إذ ليس من أغراض القرآن التّصدّي لتعليم مثل هذا إلاّ ما له أثر في التّزكية النّفسية والموعظة.

والضّمير الذي اتّصلت به (إنّ) عائد إلى الشّيطان وعُطف: {وقبيله} على الضّمير المستتر في قوله: {يراكم} ولذلك فصل بالضّمير المنفصل. وذُكر القبيل، وهو بمعنى القبيلة، للدّلالة على أنّ له أنصاراً ينصرونه على حين غفلة من النّاس، وفي هذا المعنى تقريب حال عداوةِ الشّياطين بما يعهده العرب من شدّة أخذِ العدوّ عدوّه على غرّة من المأخوذ، تقول العرب: أتَاهم العَدوّ وهم غَارّون.

وتأكيد الخبر بحرف التّوكيد لتنزيل المخاطبين في إعراضهم عن الحذر من الشّيطان وفتنته منزلة من يتردّدون في أنّ الشيطان يراهم وفي أنّهم لا يرونه.))

وواضح من قوله أنّه فهم تعبير" يراكم هو وقبيله" على أنّه كناية عن شدة كيدهم وتمكّنهم من الإيقاع في بني آدم

وها هو قوله مرة أخرى

(فليس المقصود من قوله: {إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم} تعليم حقيقة من حقائق الأجسام الخفيّة عن الحواس)

فالآية عنده لا تعني أنّهم يروننا حقيقة

فهل أنت مع فهمه؟؟؟

ـ[يوسف الساريسي]ــــــــ[26 - 03 - 2006, 12:43 م]ـ

أورد هنا ردي على كلام ابن عاشور كما كتبت ذلك في منتدى العُقاب وذلك لتعم الفائدة.

أخي جمال أعزك الله ورضي عنك

لدي ثلاثة تعقيبات على ما نقلت لنا من كلام ابن عاشور وهي:

الأول: أنه لا يلجأ إلى المجاز والكناية إلا إذا تعذر الحمل على الحقيقة، وكون القرآن قد ذكر أن الشيطان يرى الإنسان فهو يراه، ولا يمنع مانع من أن نحمل المعنى اللغوي على حقيقته.

الثاني: أن المشكلة لدى بعض العلماء الأقدمين المتأثرين بعلم الكلام تجويز البحث في غير المحسوس، فكيف يستطيع أي عالم أن يحكم عقلا بأن الشيطان يرانا هو وقبيله أو لا يرانا؟ أن هذا لعمر الحق بحث في ما لا يجوز البحث فيه وهو من مثالب علم الكلام ولا ريب.

الثالث: أن الآية تذكر "من حيث لا ترونهم"، وهذا التعبير يطلق على المكان فكيف يمكن نفي المكان؟

والسلام عليكم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير