[زينة فرعون في القرآن]
ـ[أحلام]ــــــــ[24 - 04 - 2006, 03:22 م]ـ
:زينة فرعون وملأه
قال الله تعالى:
{وَقَالَ مُوسَى ربنا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ واشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ * قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَآن سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ} (54)
لما بلغ موسى- عليه السلام- في إظهار المعجزات وإقامة الحجج البينات ولم يكن لذلك تأثير في من أرسل إليهم دعا عليهم بعد أن بين سبب إصرارهم على الكفر وتمسكهم بالجحود والعناد فقال مبينا للسبب أولا {ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا}.
الملأ هم: الأشراف, والزينة: اسم لكل ما يتزين به من ملبوس ومركوب وحلية وفراش وسلاح غير ذلك ثم كررا النداء للتأكيد فقال: {ربنا ليضلوا عن سبيلك} (55)
وأموالا: أنواعا كثيرة من المال كما يشعر به الجمع والتنوين, وذكر ذلك بعد الزينة, من ذكر العام بعد الخاص للشمول وقد يحمل على ما عداه بقرينة المقابلة وفسر بعضهم الزينة بالجمال وصحة البدن وطول القامة ونحوه, والكلام إخبار من موسى- عليه السلام- بأن الله تعالى إنما أمدهم بالزينة والأموال استدراجا ليزدادوا إثما وضلالة كما أخبر سبحانه عن أمثالهم بقوله سبحانه: {إنما نملي لهم ليزدادوا إثما} 0
وهذا إخبار من الله تعالى عما دعا به موسى عليه السلام على فرعون وملئه لما أبوا قبول الحق واستمروا على ضلالهم وكفرهم معاندين جاحدين ظلماً وعلواً وتكبراً
وهذه الدعوة كانت من موسى- عليه السلام - غضباً لله ولدينه على فرعون وملئه الذين تبين له أنهم لا خير فيهم ولا يجيء منهم شيء كما دعا نوح- عليه السلام- فقال: {رَّبّ لاَ تَذَرْ عَلَى الاْرْضِ مِنَ الْكَفِرِينَ دَيَّاراً * إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّواْ عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُواْ إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً} [نوح:62، 72] ولهذا استجاب الله تعالى لموسى عليه السلام فيهم هذه الدعوة التي أمن عليها أخوه هارون فقال تعالى: {قَدْ أُجِيبَتْ دَّعْوَتُكُمَا} [يونس:98] قال أبو العالية وأبو صالح وعكرمة ومحمد بن كعب القرظي والربيع بن أنس: دعا موسى وأمن هارون أي: قد أجبنا كما فيما سألتما من تدمير آل فرعون، وقد يحتج بهذه الآية من يقول: إن تأمين المأموم على قراءة الفاتحة ينزل منزلة قراءتها لأن موسى دعا وهارون أمن، وقال تعالى: {قَدْ أُجِيبَتْ دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا} [يونس:98] الآية، أي كما أجيبت دعوتكما فاستقيما على أمري قال ابن جريج عن ابن عباس: فاستقيما, فامضيا لأمري, وهي الاستقامة قال ابن جريج يقولون: إِن فرعون مكث بعد هذه الدعوة أربعين سنة، وقال محمد بن علي بن الحسين أربعين يوماً (56)
فإن قيل: كيف قال: {دَّعْوَتُكُمَا} وهما دعوتان؟ فعنه ثلاثة أجوبة (57).
أحدها: أن الدعوة تقع على دعوتين وعلى دعوات وكلام يطول {أن الكلمة تقع على كلمات، قال الشاعر:
وكان دعا دعوة قومه
هلم إلى أمركم قد صرم
فأوقع «دعوة» على ألفاظ بينها آخر بيته.
والثاني: أن يكون المعنى: قد أجيبت دعواتكما، فاكتفى بالواحد من ذكر الجميع، ذكر الجوابين ابن الأنباري. وقد روى حماد بن سلمة عن عاصم أنه قرأ «دعواتكما» بالألف وفتح العين.
والثالث: أن موسى هو الذي دعا، فالدعوة له، غير أنه لما أمن هارون، أشرك بينهما في الدعوة، لأن التأمين على الدعوة منها.
فإن قيل: كيف جاز أن يدعو موسى على قومه؟
فالجواب: أن بعضهم يقول: كان ذلك بوحي، وهو قول صحيح، لأنه لا يظن بنبي أن يقدم على مثل ذلك إلا عن إذن من الله عز وجل، لأن دعاءه سبب للانتقام.
منقول عن كتاب الزينة في القرآن الكريم دمحمد يوسف
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[27 - 04 - 2006, 06:22 ص]ـ
وأموالا: أنواعا كثيرة من المال كما يشعر به الجمع والتنوين, وذكر ذلك بعد الزينة, من ذكر العام بعد الخاص للشمول وقد يحمل على ما عداه بقرينة المقابلة
الأخت الفاضلة أحلام هلا وضحت لنا ما هو المقصود بهذا الكلام أعلاه.
وشكراً.